الإجازة الذهبية.. أسبوع الصين العظيم
موقع قناة سكاي نيوز العربية:
في الصين، لا يأخذ العاملون إجازاتهم وفقا لهواهم أو لمتطلباتهم، بل تحددها وتمنحها الدولة لمجمل الموظفين في وقت واحد، ما أدى إلى تحول عطلة العيد القومي المسماة “الإجازة الذهبية” إلى “كارثة ذهبية” بسبب تدافع مئات الملايين على المزارات السياحية.
ومنذ عام 1999، يحصل الصينيون على إجازة مدفوعة الأجر مدتها ثمانية أيام مرتين فقط في العام، إحداهما تبدأ في أول أكتوبر بمناسبة العيد القومي، بهدف تنشيط السياحة والاستهلاك.
وفي أول يومين من العطلة، تدفق 8.5 مليون زائر على أهم المزارات السياحية في البلاد المقدر عددها بنحو 125 مزارا، بزيادة 19% عن العام الماضي، وفقا لأرقام الهيئة القومية للسياحة الصينية.
وارتفع دخل السياحة بنسبة 26.6% عن نفس الفترة من العام الماضي ليصل إلى 437 مليون يوان (نحو 71 مليون دولار).
فيما لم تطفئ هذه الأرقام، التي يتباهى بها المسؤولون، من نار ملايين الزوار الذين عاشوا أسبوع من العذاب أطلقوا عليه “الكارثة الذهبية”.
فخلال اليوم الأول للعطلة، تدافع 10.3 مليون صيني على القطارات ليتجهوا إلى بلداتهم الأصلية أو إلى المناطقة السياحية، وارتاد نحو 610 مليون شخص الطرق السريعة، حسب وكالة الأنباء الرسمية الصين الجديدة.
وساهم في هذا التدفق قرار الحكومة إلغاء رسوم مرور السيارات وتخفيض أسعار الوقود خلال عطلة أكتوبر، ما أدى إلى زيادة عدد السيارات بنسبة 51.6% مقارنة بالسنوات التي سبقت مجانية المرور.
وكانت النتيجة اختناقات مرورية ضخمة وكيلومترات من صفوف سيارات لا تبارح مكانها مما رفع من نسبة التلوث في المدن الكبرى لتتخطى مؤشر الخطر في بكين. وألقى العادم بسحابة رمادية داكنة فوق المدينة مما دفع البلدية إلى دعوة الناس بعدم الخروج من منازلهم.
هذه النصيحة لم تمنع مليون شخص من الزحف على العاصمة في اليوم الأول من العطلة، وزار نصف مليون شخص ساحة “تيان آن” الشهيرة في ظرف ثلاثة أيام تاركين وراءهم جبال من المخلفات.
والمدينة المحرمة استقبلت رقم قياسي من 175 ألف زائر يوم الأربعاء وحده، أي ضعف طاقتها القصوى، أما سور الصين العظيم، الذي يمتد بطول نحو 9 ألاف كيلومترا، فاحتل بالكامل حتى لم يعد هناك موطئ لقدم فوقه.
واضطرت الحكومة إلى إرسال الشرطة العسكرية إلى حديقة عامة في مقاطعة سيتشوان، للسيطرة على الموقف، إذ تسببت نحو 400 حافلة سياحية في شلل تام للمكان وأمضى أكثر من 4 ألاف سائح الليلة عالقين في المكان.
وانفجر غضب الزوار جراء التأخير واندفعوا إلى شباك التذاكر لاسترجاع حقهم، لكن منفذ البيع كان مغلقا حسب القانون، الذي يقضي بإغلاق الشباك لحظة بيع طاقتها اليومية القصوى، وهو ما يحدث غالبا منذ العاشرة صباحا.
ويقول الخبير الاقتصادي كاي جي منغ، في تصريح لوكالة أنباء الصين، إن “الإجازة الذهبية فشلت في تأدية مهمتها في تنشيط استهلاك الصينيين لأن انفاقهم يزداد خلال هذا الأسبوع ثم ينكمش بقية العام”.
وبسبب الكابوس الذي عاشه مئات الملايين من الصينيين خلال عطلة هذا العام، أعلن عدد كبير من المدونين أنهم لن يغادروا منازلهم في العام القادم”.
وطالبت الصحافة الرسمية بأن تتبنى الصين مبدأ العطلات المدفوعة الأجر الحرة أسوة ببقية دول العالم، لكن الحكومة تخشى أن يساء استخدام ذلك من قبل العمال وأصحاب العمل.