رسالة مفتوحة للرئيس الصيني شي جينبينغ
صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح:
فخامة الأخ الرئيس والأمين العام شي جينبينغ
رئيس جمهورية الصين الشعبية والأمين العام للحزب الشيوعي الصيني على مَشارف رأس السنة الجديدة، 2014، نتمنى لسيادتكم والشعب الصيني الصديق، شخصياً وبالنيابة عن قيادات “الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين”، تحقيق أحلامكم الصينية العالدة في مَزيد مِن التقدم والازدهار، ولنيل المُنى، في دولة صينية كثيرة الإختراعات والإكتشافات، كما عوّدتنا الصين وقيادتها، خلال أكثر مِن عقود ثلاثة منصرمة، مِن عُمرِ حركة الإصلاح والإنفتاح المَجيدة، التي أوصلت بلادكم ودولتكم الى قِمّة العالم، فتربعت عليه بثقةٍ واقتدار.
وفي الشجون الصينية، عملٌ متصلٌ لإيصال الشعب الصيني الى مركزٍ مرموق، وبَعث تِلكم الريادية التي كانت تتمتع بها الصين في الألفيات السابقة، وقد عَرِفها العالم بلاداً ناجحة ومتواصلة مع البشرية بسلامٍ وآمان، ومُقدِّمة لها، منذ بدايات تشكِيلها، الأثمن: المَشاعر الإنسانية والعقول الصينية النيّرة لمساعدتها في تخطّى الصُعوبات والجُدارن، فمنذ الأباطرة الصينيين، الذين أخذوا ببلادكم الى مكانة مُتميزة بين الامم والدول، الى الاصلاح والانفتاح الذي رفع الصين بسرعة خيالية الى سناءات الأرض، ومنذ تولي سيادتكم مناصِبكم الحزبية والدولتية، فاتخذتم القرارات الجريئة، وحفّزتم القُوى الصينية، وشددتم من عزيمة ناسكم، وجعلتم الالتزام والانضابط في السلوك والعمل شعاراً وطنياً، ارتقى بالصين بفضل قيادتكم الى تقدم مُضَاعَف، صَارَ مدَار بحث وتقييم عالمي، ودراسة لاكتشاف “أُكسير” النجاح الصيني وأسراره المذهلة التي لم يتوصل إليها الآخرون.
سيادة الرئيس،
وفي العلاقات الاردنية الصينية، نرى استمرار تعزيز الصِلات الثنائية، وتعميق الرؤى الاستراتيجية لطرفي المعادلة الإنسانية والاقتصادية والسياسية، وتبادل الزيارات على مستويات عُليا، كان آخرها زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني الى الصين، إذ دفعت هذه العلاقات الى مزيدٍ من توثيق عُرى الروابط المشتركة، في جميع المجالات، وفتحت آفاق التعاون في حقول جديدة، ونأمل أن نرى سيادتكم تزورون الاردن في العام الجديد، 2014، ليُرحّب بكم شعبنا الاردني، أيّما ترحيب، كما نتطلع الى أن يتمكن سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية المُعين آخيراً لدى المملكة الاردنية الهاشمية، قبل فترة قصيرة، قاو يو شينغ، الى تحقيق ما نصبو إليه في الاردن من تجديد متواصل لعلاقاتنا مع الصين، ورُقي متصل في محطاتها، وجَعلها أنموذجاً عالمياً يُحتذى، وقِيمة مُضافة ومتجددة، تَفيض بمُختلف الإضافات على شعبينا وبلدينا، وعلى الإنسانية كافة.
سيادة الرئيس،،
إن شعبنا الاردني، والى جانبه الأمة العربية، إذ يتطلعون اليوم، في لحظة تاريخية فاصلة ومتميزة وخطيرة، الى دور صيني رسمي وشعبي أكثر تقدماً في قضايا المنطقة العربية والشرق الاوسط، وإعلاماً وصحافةً صينية أكثر جسارة في تناول القضايا العربية والاوسطية، وإعلاناً صينياً أوسع عن نهج الصيني سياسي ودعم صيني متواصل للقضايا العربية العادلة، وفي مواجهة الارهابيين الدوليين، الذين يستهدفون الصين كما الأمة العربية، وتبادلات أعظم بين الصين والدول والشعب العربي، ليرى شعبنا الاردني والامة العربية، ان المستقبل هو للصين الطالعة ولشعبها المُتحالف مع الامم والشعوب، والداعم للمُستضعفين في الأرض، والمُسانِد للفقراء والمَحرومين والمُتعَبين، الذين تقدّم لهم الصين حوافز التجارة والعمل، وتعلّمهم كيف يَصطادون السَّمك، بدلاً من انتظار المساهمات والمساعدات، من أجل ان يرتقوا بمستوياتهم وعائلاتهم واوضاعهم ومجتمعاتهم، فيصبحون جميعاً مُنتجين وخلاّقين، كما الصين الخلاّقة والعظيمة، التي هي مَهوى الأمم والعالم التي نُفاخر بها قبل أن تُفاخر هي بنفسها. فنحن، أصدقاء الصين، مِن شعوب وأمم، و “إتحاد دولي للصحفيين والأعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين”، قد عمّرنا بيت التحالف الاستراتيجي مع بلادكم، وسنبقى على عهدنا بتصليد الروابط وتعميق الرؤى المشتركة، لخيرنا جميعاً وخير أمتينا الصينية والعربية، وأصدقاء الصين الحقيقيين في كل مكان وزمان.
وإسمحوا لي سيادتكم الكلي الاحترام، في الختام، وهو ليس بختام نهائي لخطابنا الصيني، بأن أُكرر لكم تهانينا بالسنة الجديدة، مشفوعة بتمنيات صادقة بخيركم وخير أُمتكم الكبرى، هي الأحلى والأصدق، بكل خيرٍ وسلام واستقرار وطمأنينة، لشخصكم المُكرّم ومواطنيكم الأعزاء.
*رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء الصين.