الصين توسع شبكات خطوطها ومشروعاتها للسكك الحديدية

وكالة أنباء الشرق الأوسط:
في محاولة للوصول إلى شبكة عنكبوتية من السكك الحديدية ذات مستوى راق سواء في شبكات المترو داخل المدن الصينية أو من خلال خطوط السكك الحديدية العملاقة والفائقة السرعة بين المدن والمقاطعات المختلفة، قفزت الصين من خلال مشروعات السكك الحديدية وشبكات المترو إلى مستويات عالية تربعت خلالها على مستوى العالم خلال 2013، حيث تتفوق خلالها سواء محليا أو دوليا لتقدم خدمات لمواطنيها في كل أنحاء الصين، لتلبى احتياجات أكثر من مليار و300 مليون مواطن وأيضًا عبر تصدير تكنولوجياتها في بناء خطوط السكك الحديدية والقطارات فائقة السرعة إلى دول العالم.

من جانبها.. أعلنت لجنة النقل الصينية أن طول شبكة مترو الأنفاق بالعاصمة الصينية بكين امتد إلى 465 كيلومترا وذلك في أعقاب افتتاح القطاع الجديد للخط رقم 8 مؤخرا وهو واحد من إجمالي 15 خطا للمترو في بكين وحدها.

وقالت اللجنة في تقرير لها أن شبكة المترو بالعاصمة نقلت في المتوسط 76ر8 ملايين راكب يوميا خلال الفترة بين شهري يناير إلى نوفمبر، بارتفاع نسبته 5ر30% عن العام الماضي، حيث من المعروف انها تنقل 11.06 مليون راكب كحد أقصى يوميا.

وأضافت أن ركاب المترو يمثلون نحو 40% من حجم الركاب في الاشهر الـــ11 الأولى من العام الجاري في منظومة النقل العامة بالمدينة، والتي تضم أيضا حافلات وسيارات الأجرة ومترو الأنفاق، كما ستضاف إجمالي 62 كم لشبكة مترو بكين العام المقبل مع دخول الخط رقم 7 واجزاء من الخط رقم 6 ورقم 14 ورقم 15 العمل، ليصل الطول الإجمالي إلى 527 كم بحلول نهاية العام المقبل 2014.

من ناحية أخرى.. بدأت السكك الحديدية الصينية، تشغيل خط شيامن-شنتشن، وخط شيآن-باوجي، وخط ليوتشو-ناننينغ وغيرها من خطوط سكك الحديد الجديدة في الصين، يوم أمس ما أسهم بإضافة 2000 كيلومتر جديدة لشبكة سكك الحديد الصينية، التي تجاوز طولها الإجمالي الــــ100 ألف كيلومتر.

ووفقا لتقرير صادر عن شركة سكك الحديد الصينية العامة، فإنها من بين ال100 ألف كيلومتر من خطوط سكك الحديد، تجاوز عدد الخطوط التي تبلغ سرعتها 120 كيلومترا لكل ساعة 40 ألف كيلومترا، في حين تجاوز عدد الخطوط التي تبلغ سرعتها 160 كيلومترا لكل ساعة 20 ألف كيلومترا، كما تعدت المسافة الإجمالية لسكك الحديد الفائقة السرعة الـــ10 آلاف كيلومتر، بالإضافة إلى 12 ألف كيلومترا من سكك الحديد الفائقة السرعة قيد البناء.

وأشارت إحصاءات شركة سكك الحديد الصينية العامة إلى أن الصين احتلت المرتبة الأولى من حيث المسافة الإجمالية لخطوط سكك الحديد الفائقة السرعة، وعلاوة عن ذلك، لا تقتصر شبكة سكك الحديد الصينية على شرقي الصين المتقدمة والمتطورة نسبيا فقط، بل تمتدت إلى المناطق الغربية المتخلفة نسبيا، إذ قفزت مسافة خطوط سكك الحديد في المناطق الغربية إلى 38 ألف كيلومتر من أقل من ألف كيلومتر في السابق.

وتعتبر سكك الحديد شريانا مهما في النمو الاقتصادي للمجتمع اليوم، فالحكومة الصينية أولت وما زالت تولي اهتماما بالغا ببناء شبكة سكك الحديد في أراضي الصين، وخلال السنوات الثلاثين والنيف منذ الإصلاح والانفتاح، حافظت سكك الحديد الصينية على نسبة زيادة بقدر 9 بالمئة على الأقل لكل سنة وحققت إنجازات كثيرة، كما أتقنت الصين تقنية تحكم القطارات الأوتوماتيكي (إيه تي سي) وتقنية ربط سكك الحديد الفائقة السرعة والعادية السرعة والتقنيات المتقدمة الأخرى.

وطبقا للتقرير ففي عام 2013، سرعت الصين خطاها في بناء شبكة سكك الحديد، وفي الأول من ديسمبر تم فتح خط تيانجين-تشينهوانغداو الفائق السرعة الذي يربط خطي بكين-هاربين وهاربين-داليان شمالا، وخط بكين-تيانجين غربا، وخط بكين-شانغهاي جنوبا، وبدأ تشغيل خدمة القطار المرقمة ب جي 1202\1203 بين مدينتي هاربين وشانغهاي منذ 28 ديسمبر.

ويعتبر جي 1202\1023 أطول خط سكة حديد فائق السرعة في العالم، إذ تبلغ المسافة الإجمالية 2421 كيلومترًا ويستغرق السفر عليه 12 ساعة، مع نحو 30 درجة مئوية من فروق درجة الحرارة بين المدينتين.

وخارج الصين تنفذ الصين مشروعات لدول اجنبية لبناء سكك الحديد، كما تتعاون مع الدول الأجنبية فيها، حيث وصلت المجموعة الأولى من القطارات الصينية الصنع مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية لتقديم خدمة لكأس العالم الذي سيقام في المدينة عام 2013، كما تعاونت الصين مع تايلاند في دراسة الجدوى لبناء سكك حديد فائقة السرعة تربط العاصمة التايلاندية بانكوك بمدينة تشيانغ ماي ثاني أكبر مدينة تايلاندية، وتربط مدينة بانكوك بمحافظة نونغ كاي، وفي شرقي أوربا، فقد أعلنت الصين والمجر وصربيا أنها ستتعاون لبناء خط للسكك الحديد يربط العاصمة المجرية بودابست بالعاصمة الصربية بلغراد.

ووفقا لخطة شبكة سكك الحديد المتوسطة والطويلة الأجل، ستبلغ مسافة سكك الحديد الفائقة السرعة الصينية 19 ألف كيلومتر في عام 2015، كما ستتعدى مسافة سكك الحديد الصينية 120 ألف كيلومترا بحلول عام 2020، لتغطي شبكة نقل الركاب عبر المدن التي تضم أكثر من 500 ألف ساكن.

يرجع تاريخ تطور سكك الحديد الصينية إلى ما قبل مئة سنة، حيث كان خط ووسونغ الذي بني في شانغهاي عام 1876 أول خط سكة حديد، وبعد خمس سنوات في عام 1881، بنى الصينيون أول سكة حديد بأيديهم والتي ربطت مدينة تانغشان وبلدة شيويقتشوانغ الواقعة في ضاحية تانغشان، أما في العام 1909، نجح الصينيون في مسح وتصميم وبناء أول سكة حديد ذاتية والتي سميت بخط جينغتشانغ، وهو ربط لحي فنغتاي في مدينة بكين ومدينة تشانغجياكو في مقاطعة خبي، وفي السنوات الـ40 المتتالية حتى تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، كان لدى الصين سكك حديد بطول 21.8 ألف كيلومتر فقط، غير أن 11 ألفا منها راعت المتطلبات الأدنى للقطارات.

وفي عام 1952، تم فتح خط تشنغدو-تشونغتشينغ في جنوب غربي الصين، والذي يعد أول خط رئيسي بني بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث بلغ إجمالي طول سكك الحديد 52 ألف كيلومترا في عام 1978، وبفضل سلسلة من معارك البناء الكبرى التي نظمتها الصين منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، تقدم مستوى شبكة سكك الحديد الصينية وجودتها بشكل ملحوظ، إذ بلغ إجمالي طول سكك الحديد الصينية 68 ألف كيلومترا حتى نهاية عام 2000، وبالأخص في الفترة ما بين عامي 1997 و2007، وعلى ذلك فإن “التسريعات الستة الكبرى” ليست مجرد تسريع لسرعة القطارات، بل زيادة لسرعة تطور سكك الحديد الصينية.

وفي عام 2008، دخل خط بكين-تياجين الفائق السرعة والذي يعتبر أول خط سكة حديد فائق السرعة في الصين إلى حيز التشغيل، لتقفز الصين بعدها نحو عصر سكك الحديد الفائقة السرعة.