موقع متخصص بالشؤون الصينية

واشنطن وسيؤول يختبرون الدبلوماسية الصينية

0

موقع صوت روسيا الإخباري:
قررت القوات الأمريكية بمشاركة القوات الكورية الجنوبية بإجراء مناورات عسكرية. تبدأ هذه المناورات بقيام طائرات الأواكس الأمريكية بتعطيل جميع نظم الدفاع الجوي للعدو ومن ثم الانقضاض عليه. كل هذا سيجري على الحدود الجنوبية الغربية لكوريا الجنوبية. علما أن المناورات ستستغرق خمسة أيام.

أعلن الجيش الصيني تأهبه وأعطى أوامره بإطلاق النار الحي على أي استفزاز يصدر من أي مكان على الحدود بين الصين وأية دولة أخرى. ومن الجدير بالذكر أن المناورات التي تقوم بها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية تقع على الحدود مع الصين. وتشمل المناورات ستين طائرة مقاتلة يمكنها أن تدغدغ أعصاب ليس فقط شبه جزيرة كوريا الشمالية وإنما الصين أيضا. فقد اعتبر المحللون السياسيون والعسكريون أن هذه المناورات ليست إلا محاولة للضغط على الصين. ويرى فيكتور ميزين الخبير في معهد العلاقات الدولية:

إن الوضع في آسيا الشمالية الشرقية واحد من أخطر المواقع في العالم فهناك قوى مثل كوريا الشمالية التي تستفز من حين إلى آخر جارتها كوريا الجنوبية، إضافة إلى البرنامج النووي لكوريا الشمالية. ولهذا فإن المناورات العسكرية لها انعكاسات خطيرة جدا على المنطقة. والخطر هنا يكمن بأن تخرج الأمور عن السيطرة. والمهم هنا كيف ستتصرف القوى العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية الحليفة لكوريا الجنوبية والصين التي تلعب دورا كبيرا في تسوية الصراع في شبة الجزيرة الكورية. ولكن عندما تشارك دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية فهذا يعتبر استفزازا وإثارة للفتن في المنطقة. ولهذا فإن ظهور المقاتلات الأمريكية والطائرات الاستطلاعية تستفز الصين ومصالحها في المنطقة.

ومن الجدير بالذكر أن المناورات صادفت زيارة رئيس كوريا الشمالية كيم تشي نير للمناطق الشمالية الشرقية من الصين. وبحسب المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام الكورية الجنوبية، التي أعلنت أن الابن الأصغر لكيم تشي نير يرافق أباه في هذه الزيارة. وهذه هي الزيارة الأولى للابن الأصغر الذي من المحتمل أن يستلم الحكم من أباه بعد أن قلّد مناصب رفيعة في الجيش والحزب. بالرغم من هذا كله تبقى الصين البلد الوحيد الذي يمكن أن يؤثر سياسيا على كوريا الشمالية. ويبدو أن هذا هو سبب المناورات المشتركة بين واشنطن وسيؤول للضغط على الصين التي بدورها يجب أن تؤثر على كوريا الشمالية.

لذا فهذه المناورات، في حال استخلصنا المغزى مما قيل أعلاه، هي عبارة عن إشارة جديدة للصين، والتي بدورها يجب أن تنقل هذه التحذيرات لابن كيم تشي نير لكي لا يتصرف على نفس منهج والده إذا استطاع أن يستلم الحكم من بعده. وفي حال اعترفت بخنيان بإغراق سفينة كوريا الجنوبية تشوخونان وأن تأخذ على عاتقها النتائج العسكرية في جزيرة يم بيخيندو وقتها يمكن أن توافق سيؤول على إجراء مباحثات بين الكوريتين حول القضية النووية. ولكن نحن نعلم جيدا بأن لا بخنيان ولا بكين لن يقبلوا بهذا السيناريو، كما نعلم أيضا بأن سيؤول وواشنطن على علم مسبق برفضهما هذه المبادرة. وبحسب نتائج القمة التي جرت يوم الأحد والتي جمعت كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية فقد دعا فين زياباو رئيس مجلس الحكومة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن مصير شبة الجزيرة الكورية دون شروط مسبقة. وما نراه هو قيام الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية في مناورات عسكرية مشتركة في اليوم التالي بعد اجتماع القمة. وهذا التصرف ليس إلا اختبارعسكري للدبلوماسية الصينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.