محللون يتوقعون أن تكون الصين محور تركيز بمنتدى دافوس
جريدة ايلاف الالكترونية:
توقع محللون صينيون أن تكون الصين محور تركيز قادة العالم خلال فعاليات المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، المقرر انطلاقه اليوم الأربعاء وحتى السبت الذى يليه، حيث سيركز المشاركون على تغيير الاقتصاد الصينى لمساره من نمو فائق السرعة إلى معتدل، ولكن بتنمية أكثر صحية.وأضاف المحللون الصينيون، فى تعليق لهم حول إقامة الدورة الجديدة للمنتدى الاقتصادى، أن المشاركين سوف يعكفون على تقييم التأثير الحفاز للإصلاح المالى الصينى على الإصلاح المنهجى فى البلاد، كما سيدرسون الفوائد العالمية التى ستتمخض عن مواصلة الصين لانفتاحها، ومكانة الصين فى الحكومة الاقتصادية العالمية والتأثير المترتب على هذه المكانة، إضافة لمناقشة ما إذا كانت الصين داعمة للاستقرار، أم مزعزعة للاستقرار فى وقت تعمل فيه على تصدير قيمها ولغتها، فضلا عن سلعها التجارية.
جدير بالذكر أن المنتدى الاقتصادى العالمى يعقد فى دافوس، وهى بلدة سويسرية صغيرة ذاع صيتها فى وقت من الأوقات كموطن لعدد من منتجعات التزلج، لتغدو منصة لطرح الأفكار حول القضايا العالمية من خلال هذه المؤسسة غير الربحية، البالغ عمرها 43 عاما، والتى ترفع عنوانا خلال دورة العام الحالى وهو “إعادة تشكيل ملامح العالم: النتائج بالنسبة للمجتمع والسياسة والأعمال”، وذلك بهدف بحث الأبعاد والظروف والقضايا العالمية الحالية.ويرى محللون صينيون أنه بالنسبة للبعد الاقتصادى، يتضح أنه بعد ستة أعوام من حدوث الأزمة المالية العالمية، وصل الاقتصاد العالمى الآن إلى نقطة تحول، ورغم أن الاقتصاد الأمريكى، وهو الأكبر فى العالم، يسرع من انتعاشه فيما يواصل تأثير تقليص حزم التحفيز النقدى اتساعه، ومن المتوقع أن تتحسن الاقتصادات الصاعدة، التى شهدت تباطؤا فيما بعد الأزمة فى العامين الماضيين، وسط المزيد من حالة عدم اليقين، أما فيما يتعلق بالاقتصاد الكلي، تتشكل أساطير ثروة كل يوم من خلال أنواع جديدة من اللعب بين رؤوس الأموال والأسواق والتكنولوجيا الفائقة مثل الإنترنت اللاسلكى.
أما بالنسبة للبعد السياسى، فيقول المحللون إن صناع السياسات يفكرون مليا فى كيفية بناء آلية لحوكمة أفضل وتعاون عالمى، حيث مازال العداء الوطنى، والتوتر العرقى، والصراعات الإقليمية والتحركات الأحادية التى تعززها بعض الدول الكبرى مازالت تزعزع استقرار العالم، لكن بالنسبة للبعد الاجتماعى، يتطلب التفاوت الاجتماعى إصلاح وإعادة تشكيل ملامح العالم، حيث يشهد العالم تباينًا حادًا بين تبذير فى البلدان المتقدمة ومجاعة فى البلدان الفقيرة، فضلا عن فجوة تنمية آخذة فى الاتساع بين الشمال والجنوب.
وأشار المحللون الصينيون إلى أنه بجانب ذلك نتجت مشكلات اجتماعية جديدة عن الحضرنة والهجرة، وتزايد أعداد المسنين والافتقار إلى الموارد التعليمية، فيما لا يزال هناك تمييز بين الجنسين وتفاوت فى الدخل وتدهور بيئى، مضيفين إلى أنه فى سياق هذه الأبعاد الثلاثة، فإن الكيفية التى يمكن أن ترقى بها الصين (أكثر الاقتصادات دينامية فى العالم) إلى مستوى دورها فى إعادة تشكيل ملامح العالمى، والكيفية التى سيحكم بها العالم على إصلاحها سوف تصبح محور تركيز مؤتمر دافوس 2014، يرى المحللون الصينيون أنه من الناحية التاريخية، وتعد الصين على مسرح دافوس ممن صعدوا على خشبته مؤخرا، ولكن الأضواء تسلطت عليها، وانطلاقا من التعاون الأولى مع المنتدى فى عام 1979 حتى استضافة الاجتماع الأول للمنتدى الاقتصادى العالمى الصيفى فى عام 2007، اضطلعت الصين بدور متزايد الأهمية فى هذا الحدث العالمى، وتعمقت المناقشات حول موضوعات تتعلق بالصين، مع انعقاد كل تجمع لقادة الأعمال وكبار الشخصيات السياسية.وقالوا إن دافوس شهدت العملية التاريخية لتغير دور الصين من مستمع إلى متحدث على الصعيد العالمى، وشاركت العملاقة الآسيوية فى إعادة تشكيل ملامح العالم، وفى الوقت نفسه أعاد عالم متغير تشكيل ملامحها، وأنه فى دافوس وغيرها من المناسبات المشابهة أيضا، تفكر الصين فى علاقاتها المتغيرة مع العالم.