القاعدة العسكرية البحرية الصينية في باكستان
موقع إذاعة صوت روسيا:
الصين ليست على عجلة من أمرها للاعتراف بقوتها البحرية فهي لم تؤكد الانباء التي أوردتها وسائل الاعلام حول العرض الذي قدمه غيلاني رئيس الوزراء الباكستاني للجانب الصيني المتضمن إنشاء قاعدة بحرية عسكرية في ميناء كوادار الباكستاني ويشير الخبراء في نفس الوقت إلى إزدياد عظمة القوات الصينية البحرية في العالم وفي الأخص في باكستان .
ومن الجدير بالذكر أن كوادار كانت عبارة عن قرية صغيرة فقيرة يمارس أهاليها صيد الأسماك أمّـا الآن فهي عبارة عن ميناء هام جداً في باكستان وإن موقع هذه القرية فريد لكونه يتوضع بالقرب من خليج أرموز والذي يمر عبره 40 % من النفط المستهلك في العالم .
أما بالنسبة للصينـيـيـن فإن قرية كوادار ليست غريـبـة ففي الفترة ما بين 2002 و2005 قام الخبراء الصينيون بمساعدة مستثمرين صينيـيـن بإنشاء هذا الميناء العظيم وأصبح من بعد ذلك أهم طريق تجاري بين الصين وباكستان وأفغانستان ودول الشرق الأوسط أفريقيا وآسيا الوسطى . وإن ظهور قاعدة عسكرية بحرية يمكنه أن يلعب دوراً كبيراً في تأثير الصين في هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم ليس فقط عن طريق تأمين سلامة السفن العابرة والمحملة بالنفط وإنما سيكون بإمكان الصينيـيـن مراقبة جيمع ما تقوم به القوات البحريـة الأمريكية هناك إضافة إلى مراقبة التعاون العسكري القائم بين الولايات المتحدة والهـنـد .
بالطبع إن باكستان جادة في عرضها هذا, وكما أعلنت صحيفة فاينـنشال تايمز البريطانية نقلاً عن وزير الدفاع الباكستاني أحمد مختار أن بلاده عرضت على الشركاء الصينيـيـن بناء قاعدة عسكرية بحرية في كوادار . وكما يرى المراقبون أنه ليس من المستبعد أن يكون هذا الإعلان عبارة عن ردّة فعل إسلام آباد على قيام الولايات المتحدة الأمريكية بقتل بن لادن على الأراضي الباكستانية دون إعلام السلطات هناك . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى لم تنـتقد الصين إسلام آباد على إخفاءها لـبن لادن على أراضيها مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية لا بالعكس فقد ثمنت عالياً ما تقوم به السلطات الباكستانية في مكافحة الإرهاب ، ويرى الخبراء أن هذه الخطوة ليست إلاّ تعبير الحكومة الباكستانية عن وجود بديل وشريك دبلوماسي في حال فكرت واشنطن بوضع عراقيل أمام باكستان .
وأعلن سرغي لوزيانين نائب مدير معهد الشرق الأقصى لإذاعتـنـا أن الصين ستخطي خطوات مدروسة وبتأني كامل تجاه هذا الموضوع . وأضاف قائلاً:
إن قيام الصين بإنشاء قاعدة عسكرية بحرية في باكستان يمكن أن تستفز غضب الحكومة الهندية . كما ستؤثر هذه القاعدة على العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ، بالطبع لقد لاحظنا فتور سياسي بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكية بعد مقتل اسامه بن لادن ولكن في نفس الوقت سوف تستخدم أمريكا جميع الضغوط الممكنة على باكستان لكي لا تسمح للأخيرة بإستقطاب السفن الحربية الصينية إلى المنطقـة .
كما يعلم الساسة في واشنطن أن التعاون العسكري بين الصين وباكستان ليس مجرّد حبر على ورق ولمجرد عدم تأكيد الساسة الصينيـيـن على صحة الأنباء التي وردت حول إمكانية تأسيس قاعدة عسكرية لن يخفف هذا من قلق الأمريكيـيـن . ولا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تـنـبّـهـت إلى الإتـفاق الذي وقّـعه الجانب الباكستاني والصيني حول توريد خمسين طائرة عسكرية صينية إلى إسلام آبـاد . كل هذا يعكس مساعي الدول الإسلامية لإنشاء علاقات إستراتيجية وطيدة مع الصين التي من المتوقع في العقود القريـبـة القادمة أن تصبح الوارث الوحيد للولايات المتحدة الأمريكية .