الصين ترصد حطاما قد يكون للطائرة الماليزية جنوب المحيط الهندي
وكالة رويترز للأنباء:
قالت الصين يوم السبت إنها حصلت على صورة جديدة التقطها قمر صناعي لما قد يكون حطاما من الطائرة الماليزية المفقودة في الوقت الذي توجهت فيه المزيد من الطائرات والسفن للانضمام إلى عملية بحث دولية تمتد الى بعض من أبعد البحار على الأرض.
وجاء الكشف عن أحدث دليل محتمل بينما دخلت عملية البحث عن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية في الرحلة رقم 370 اسبوعها الثالث مع عدم وجود اي اثر مؤكد للطائرة البوينج 777 أو الأشخاص الذين كانوا على متنها وعددهم 239 شخصا.
وأعلن القائم بأعمال وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين للصحفيين عن احتمال رؤية حطام الطائرة بعد أن تسلم مذكرة بالتفاصيل خلال مؤتمر صحفي في كوالالمبور ليسبق الاعلان الرسمي الصيني لهذا النبأ.
وقال هشام الدين للصحفيين “أرسلت سفن صينية إلى المنطقة.”
وقالت الصين إنها رصدت جسما طوله 22 مترا وعرضه 13 مترا في منطقة تبعد نحو 120 كيلومترا جنوب غرب الحطام المحتمل الذي أعلنت عنه استراليا قبالة ساحلها الغربي في منطقة مياه خطرة جنوب المحيط الهندي.
وقالت ادارة الدولة للعلوم والتكنولوجيا والصناعة للدفاع الوطني على موقعها على الانترنت إن الصورة التقطها القمر الصناعي “جوفين-1” في وقت مبكر يوم 18 مارس اذار بعد يومين من الصورة التي التقطها القمر الصناعي الاسترالي .
وقد لا يكون من السهل تحديد ما اذا كانت الصور المشوشة لنفس الاجسام لكن مسؤولا عسكريا كبيرا من احدى الدول المشاركة في عملية البحث عن الطائرة وعددها 26 دولة قال إن الصورة الصينية توضح على ما يبدو مجموعة من اجسام اصغر حجما.
ويبلغ طول جناح الطائرة 27 مترا تقريبا وعرضه 14 مترا عند قاعدته طبقا لتقديرات من رسومات بمقياس نسبي متاحة للجمهور. ويبلغ طول جسم الطائرة 63.7 متر وعرضه 6.2 متر.
واختفت الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة رقم 370 من على شاشات الرادار المدنية في وقت مبكر يوم 8 مارس آذار بعد أقل من ساعة من اقلاعها من كوالالمبور في طريقها إلى بكين.
ويعتقد المحققون أن شخصا على متن الطائرة أغلق انظمة الاتصالات بالطائرة وأن التتبع الجزئي لأجهزة الرادار العسكرية أوضح انها اتجهت غربا وعبرت مرة اخرى شبه جزيرة مالايو تحت سيطرة طيار ماهر فيما يبدو.
وهذا ما قاد المحققون للتركيز على تعرض الطائرة للخطف أو لعملية تخريب لكنهم لم يستبعدوا حدوث مشكلات فنية.
ومنذ أعلنت استراليا عن الصورة الأولى لما قد تكون أجزاء من الطائرة يوم الخميس ركزت عملية البحث الدولية عن الطائرة على نطاق من المحيط يبلغ اكثر من 200 كيلومتر جنوب غربي مدينة بيرث الاسترالية.
وقالت هيئة السلامة البحرية الاسترالية إن احدى طائراتها رصدت عددا من “الاجسام الصغيرة” ترى بالعين المجردة منها لوح خشبي داخل دائرة نصف قطرها خمسة كيلومترات.
واقتربت طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية النيوزيلندية طراز بي-3 اوريون لمسافة اقرب لكنها ذكرت انها لم تر سوى كتل من الأعشاب البحرية.
وقالت هيئة السلامة البحرية الاسترالية في بيان “كلفت سفينة تجارية في المنطقة بمهمة اعادة تحديد مكان الجسم والسعي لتحديد ماهيته.”
وقال المسؤولون عن عملية البحث إن الاحوال الجوية جيدة ومدى الرؤية يبلغ عشرة كيلومترات وحالة البحر متوسطة.
وحذرت استراليا التي تنسق عملية البحث من أن الاجسام التي رصدتها الاقمار الصناعية ربما تكون لحاويات شحن مفقودة أو حطام آخر وربما غرقت منذ التقاط الصور.
وقال وارين تروس نائب رئيس الوزراء الاسترالي للصحفيين في قاعدة جوية في بيرث “رغم انه ليس دليلا قاطعا لكنه على الارجح الاقوى حول العالم حاليا ولهذا السبب ثمة اهتمام بالغ وجهد كبير يبذل في عملية البحث الحالية.”
وقالت الصين إن كاسحة الجليد التابعة لها “سنو دراجون” في طريقها إلى المنطقة لكنها لا تزال تبعد نحو 70 ساعة . وترسل اليابان والهند ايضا المزيد من الطائرات وتبحر سفن تابعة للبحرية الاسترالية والصينية تجاه منطقة البحث الجنوبية.
لكن المنطقة معروفة بانها ذات امواج عالية وتيارات بحرية عنيفة وقال القائم بعمل وزير النقل الماليزي انه صدر تحذير من الاعاصير في جزيرة الكريسماس الواقعة بعيدا الى الشمال.
وقال “ثمة سفن تسير في ذلك الاتجاه. قد يتعين عليها المرور في منطقة الاعصار.”
وأضاف هشام الدين “بوجه عام الاحوال في الممر الجنوبي صعبة جدا..عمق مياه المحيط يتراوح بين 1150 مترا و 7000 متر.”
وما زال مصير الطائرة المفقودة التي اختفت من على شاشات الرادار غامضا ليصبح أحد أكبر ألغاز الطيران في التاريخ الحديث.