أميركا تضايق الصين من أستراليا
موقع قناة الجزيرة الالكتروني:
قالت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن الأربعاء عن وجود عسكري أميركي دائم في أستراليا لمواجهة القوة الصينية المتنامية في آسيا.
وأوضحت صحيفة واشنطن بوست أن وجود نحو 2500 من جنود المارينز في أنحاء أستراليا بدءا من الصيف المقبل هي خطوة أولى في هدف الولايات المتحدة وضع نفسها كأكبر قوة اقتصادية وعسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأكدت الصحيفة أن هذا التحرك يأتي في إطار إعادة واشنطن تفكيرها في التزامها الشامل بينما تسعى لسحب قواتها من العراق وأفغانستان، وأيضا أمام شبح تخفيض الإنفاق الذي يهدد بتقليص النفقات العسكرية.
وأكدت الصحيفة أنه رغم كون عدد الجنود صغيرا وأنهم سيقيمون في مواقع أسترالية استقبلت بكين الخطوة بارتياب وتوجس، حيث تساءل الناطق باسم الخارجية الصينية ليو وايمين عما إذا كان التوسع الأميركي يأتي في إطار المصالح المشتركة لدول المنطقة، وأضاف “نعتقد أن الموضوع يستحق النقاش”.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس أوباما قوله أمس إن علاقات أميركا مع الصين ليست معادلة صفرية تكون الفائدة فيها كاملة لأحد الطرفين والخسارة للطرف الآخر، بل هي علاقة مربحة للبلدين كما يأملان، وأضاف “الاعتقاد السائد بأننا نخشى الصين ليس صحيحا، والولايات المتحدة تريد مجموعة مبادئ واضحة نلتزم بها كلنا ليكون النجاح لنا جميعا”.
لكن أوباما أكد أن الصين يجب أن تفهم أن صعودها على المسرح الدولي يعني زيادة مسؤولياتها، مشيرا إلى أنه سيفتح مع المسؤولين الصينيين ملف حقوق الإنسان. وقال أوباما “إذا لم تحترم بكين القواعد الدولية، فسنبعث لها رسائل واضحة تفيد بأننا نتوقع من الصينيين قبول المسؤوليات والقواعد التي ترافق كونهم قوة عالمية”.
وأوضحت الصحيفة أن كون عدد الجنود الأميركيين صغيرا، لا يقلل من أهمية الاتفاق، حيث قال مايكل سواين وهو محلل أمني في معهد كارنيغي للسلام إنه يجعل الحضور الأميركي متنوعا وله تأثير سياسي، فهو يقدم منفذا جديدا للقوات الأميركية في المنطقة إضافة إلى القواعد الموجودة في اليابان وغوام وكوريا الجنوبية، لكن الأهم هو أنه يرسل إشارة إلى المنطقة بكاملها.
وأضاف سواين أن الاتفاق يعطي دفعا للروابط الإستراتيجية لكانبيرا مع واشنطن، خاصة مع زيادة اعتماد أستراليا اقتصاديا على الصين.
ونقلت الصحيفة ما ذكرته وكالة شينخوا الصينية الرسمية حيث قالت في افتتاحيتها بعد إعلان أوباما الاتفاق مع أستراليا “إن الصين تعارض دائما كل خطوة تعقد الأوضاع في المنطقة بدخول أطراف أجنبية، وتصر على أن الحوار الثنائي هو أفضل السبل، وعلى الولايات المتحدة أن تثمن الدور البناء المتوقع منها في المنطقة”.
أما صحيفة نيويورك تايمز فقالت من جهتها إن التحرك الأميركي تجاه أستراليا يأتي لمواجهة التقدم الصيني في المنطقة، وأضافت أن واشنطن تسعى لطمأنة حلفائها بأنها ستبقى قوة عسكرية واقتصادية في المنطقة مع اقتراب انتهاء الحرب في العراق وأفغانستان.
وأكدت الصحيفة أن وجود القوات الأميركية في أستراليا سيجعلها قريبة من الممرات التجارية في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة يشتكي حلفاء واشنطن من أن الصين تبسط قوتها العسكرية فيها. ففي السنة الماضية تحركت الصين ورفعت مطالب ملكية في المنطقة الغنية قرب الفلبين وفيتنام، وهو ما دفع عددا من الدول الصغيرة في المنطقة إلى العودة لإحداث نوع من التوازن في المنطقة.