خبراء: الصين تسارع في الإصلاح المالي لتيسير نمو لاقتصاد

صحيفة الشعب الصينية:
أعلنت الصين مؤخرا عن إقامة آلية للتجارة المتبادلة لأسهم بورصتي شانغهاي وهونغ كونغ من أجل تعزيز انفتاح سوق رأس المال الصيني، حيث تأتي هذه الخطوة بعد قيام الدولة بتوسيع نطاق تبادل اليوان الصيني في مارس الماضي.

وعلى ضوء هذا، يرى خبراء محليون وأجانب أن الصين تركز على تسريع الإصلاح المالي حاليا ما سيساهم في تيسير نمو اقتصادها.

وخلال مراسم افتتاح المؤتمر السنوي 2014 لمنتدى بوآو الآسيوي يوم10 ابريل الجاري، قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إن الصين ستعزز انفتاح سوق رأس المال المحلي.

وفي اليوم نفسه، أعلنت لجنة الصين لتنظيم الأوراق المالية عن إقامة آلية تجريبية بشأن التجارة المتبادلة لأسهم بورصتي شانغهاي وهونغ كونغ.

وفي هذا الشأن، يرى محللون أن هذه الآلية فتحت بابا آخر لانفتاح سوق رأس المال الصيني نحو الخارج، مشيرين إلى أنها سترسي اساسا بشأن صعود الصين إلى مقدمة سوق رأس المال الآسيوي.

وقال بيل أووينس نائب رئيس بورصة نيويورك إن إقامة علاقة تعاون بين قطاعي المالية في شانغهاي وهونغ كونغ تعد خطوة ايجابية جدا، حيث تصدر إشارة مشجعة مفادها أن الصين شرعت في فتح سوق رأس المال نحو الغرب.

وعلى صعيد متصل، قال شياو قانغ رئيس لجنة الصين لتنظيم الأوراق المالية إن الدولة ستدفع الانفتاح الثنائي للمنتجات المالية والخدمات الاستثمارية في سبيل تيسير أعمال الاستثمار للمستثمرين المحليين والخارجيين بعد أن أقامت الآلية الجديدة بين بورصتي شانغهاي وهونغ كونغ.

وتعد هونغ كونغ سادس أكبر سوق للنقد الأجنبي بالعالم، إذ وصل اجمالي قيمة التسوية باليوان الصيني فيها إلى ما يزيد عن 3.74 تريليون يوان في 2013 بزيادة 46% عن 2012.

كما تعتبر المنطقة المركز الـ15 للمصارف على مستوى العالم حيث تحتضن 69 بنكا من أكبر 100 بنك دولي.

وأوضح هو تسو ليو رئيس مجموعة بريمافيرا الصينية لرأس المال أن الانفتاح المالي جزء مهم في عملية الاصلاح والانفتاح الصيني، داعيا إلى إقامة نظام مالي حديث وفعال يتمتع بقوة تنافسية في الصين.

من جانبه، رأى جيري جريمستون مدير عام شركة ستاندارد البريطانية للتأمين على الحياة، أن الصين تمارس الإصلاح المالي تدريجيا ويبدو أن هذه العملية تجري ببطء لأنها معقدة جدا، مشيرا إلى إقامة أن منطقة التجارة الحرة في شانغهاي تعد تجربة رائعة تجسد جهود الصين في الإصلاح المالي.

وأشار تشو شياو تشوان محافظ البنك المركزي الصيني إلى عزم الصين في تعزيز الانفتاح المالي في الفترة القادمة من خلال فتح الخدمات المالية وزيادة نسبة الأسهم المملوكة للمستثمرين الأجانب وتوسيع نطاق تبادل اليوان.

وفي سياق آخر، نوه كريستوفر هارفي الرئيس التنفيذي لشركة ديلويت الأمريكية بأن الإصلاح المالي الصيني سيترك تأثيرا ايجابيا على كل الأطراف ، مشيرا إلى أن الصين ستعمل على تدويل اليوان وتحرير سعر الفائدة في المستقبل ما سيؤثر على هيكل التجارة الدولية بشكل ايجابي.

في المقابل اعتبر بعض الخبراء أن الصين تواجه ضغوطا في عملية الإصلاح لأن السوق المالي المحلي ما يزال غير مكمل.

وذكر دانيل دوكتوروف الرئيس التنفيذي لشركة بلومبرغ إل بي الأمريكية ، أن الشفافية مهمة جدا لقطاع المالية، داعيا إلى تعزيز الشفافية في قطاع المالية الصيني.

وفي هذا الصدد، أوضح هو تسو ليو أن نظام المالية الصيني يعاني من بعض المخاطر في عملية الإصلاح مثل وجود عدد كبير من المشتقات المالية، مضيفا أن المخاطر المالية تكمن بشكل رئيسي في قطاع العقارات وسوق السندات الحكومية.

ولكن هو أعرب في الوقت نفسه عن تفاؤله في أن المالية الصينية ستصبح قوية وصحية وفعالة أكثر لأن الحكومة الصينية بدأت تهتم بالتعامل مع المخاطر المالية الكامنة.