مقابلة: الصين تعتبر قوة هامة في تنمية الآسيان واستقرارها
صحيفة الشعب الصينية:
ذكر المتحدث الرئاسي في ميانمار يو يي هتوت أن الصين “كانت وستكون قوة هامة لتنمية الاسيان واستقرارها.”
جاءت تصريحات المتحدث خلال مقابلة حصرية مع وكالة انباء (شينخوا) قبل قمة الآسيان في ميانمار التى تتولى الآن الرئاسة الدورية للكتلة الاقليمية المكونة من 10 اعضاء فى 10 و11 مايو. واوضح موقفه ووجهة نظره بشأن مجموعة واسعة من القضايا التي تغطي العلاقات بين الصين والآسيان وقمة الآسيان والعلاقات بين الصين وميانمار. وأضاف إن الصين لاتزال شريكا هاما فى تنمية منطقة جنوب شرق اسيا واستقرارها منذ بدء الاصلاحات الاقتصادية في الصين عام 1978. ولاتعد الصين أكبر شريك تجاري للآسيان فقط ولكنها المستثمر الرئيسي في بعض دول الآسيان أيضا. وقال إن “التنمية السلمية الصينية لاتزال بالغة الأهمية لمنطقتنا”. واضاف “يمكن تقاسم عوائد التنمية السلمية للصين مع جيرانها والمنطقة. ويعود النمو الاقتصادي الصيني بالنفع على تنمية الدول الأخرى بجميع أنحاء المنطقة.” واضاف أن ميانمار تدعم اطار التعاون بين الصين والآسيان (7+2) المقترح من رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في القمة المنعقدة فى العام الماضي بين الآسيان والصين، مستطردا إن القمة المقبلة ستبحث المقترح بالتفصيل.
وتأمل ميانمار في تنفيذ المقترح الذي يعتبر فرصة جيدة للغاية للدول التى بحاجة الى تشييد البنية الاساسية. وأكد ان تنفيذ المقترح الصيني لن يضيق فقط الفجوة بين الدول الاعضاء في الآسيان ولكنه سيظهر بشكل كامل التنمية السلمية للصين. وقال المتحدث، خلال حديثه عن منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان التي انطلقت في بداية 2010، إن منطقة التجارة هي ثالث اكبر منطقة بعد منطقة التجارة الحرة فى أوروبا ومنطقة التجارة الحرة فى امريكا الشمالية فيمت يتعلق باجمالى الناتج المحلى ولكنها اكبر منطقة فيما يتعلق بعدد السكان.
ومن المقرر أن يحقق الاعضاء الأربعة الجدد فى الآسيان وهم فيتنام ولاوس وكمبوديا وميانمار هدف منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان في 2015.
بيد أنه يعتقد أنه يمكن التغلب على المخاوف حول المنافسة والتحديات الاقتصادية التي تشكلها المنطقة. واشار المتحدث إلى ان هناك بعض القضايا العالقة بين اعضاء الآسيان والصين، لكنه أكد على ان الآسيان والصين وافقا على مبدأ الحل السلمي للنزاع. ومضى قائلا إنه يجب أن يقوموا بتسوية الخلافات بين اعضاء الآسيان والصين بأنفسهم، ومن غير المقبول أن تدلي الدول غير المعنية بأي تصريحات طائشة. واضاف أن آسيا هي محل ميلاد المباديء الخمسة للتعايش السلمي، لذا يجب تطبيق المباديء الخمسة لتسوية كافة القضايا في المنطقة دون التدخل من دول خارجية. وقال إن القمة المقبلة للآسيان ستركز على الاستعدادات الواجب القيام بها في المرحلة الأخيرة قبل تحقيق هدف التكامل بين الاسيان في 2015 والمهام في فترة ما بعد 2015. واضاف أن رئيس ميانمار، وهو الرئيس الحالي للآسيان يعطي الأولوية لتعزيز العلاقات بين الدول الاعضاء في الآسيان وشركاء الحوار. و”نأمل أن نبلور المبادئ الأساسية واطار عمل التسوية السلمية للنزاعات سواء اكانت بين الدول الاعضاء في الآسيان او بين الدول الاعضاء وشركاء الحوار.”
ومضى قائلا إنه منذ حصول ميانمار على استقلالها في 1948، حافظت ميانمار والصين على الصداقة الأخوية. واشار إلى أنه برغم تطبيع حكومة ميانمار العلاقات مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة، فإن العلاقات بين الصين وميانمار لم تضعف. وفي الحقيقة، فإن العلاقات بين الصين وميانمار تطورت إلى شراكة تعاونية استراتيجية شاملة. وقال ان ميانمار تنتهج سياسة خارجية مستقلة وهى مستعدة لعمل صداقات مع كافة الدول، بيد أنه أكد أن ميانمار رفضت ان تستخدم لاحتواء دول أخرى او تتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. ووفقا لدستور ميانمار فإن البلاد لا تسمح للقوات الاجنبية بالتمركز على أراضيها. ودعا إلى تعزيز التفاهم والتبادل بين شعبي البلدين بالاضافة الى العلاقات الودية الحكومية. واضاف “طالما ان العلاقات بين الشعبين ودية ،يمكن تجنب التحريض والتعطيل وسوء الفهم فى العلاقات الثنائية . ” ومضى قائلا إن ميانمار ترحب بمبادرة بناء ممر اقتصادي بين بنجلاديش والصين والهند وميانمار باعتباره فرصة عظيمة للغاية لتعزيز العلاقات والتعاون، مؤكدا على الحاجة إلى الاستقرار والسلام في المناطق الحدودية لميانمار لتحقيق الخطة. واشاد ببناء طريق الحرير الحديث الذي اقترحته الصين، قائلا إنه سيسهم فى تضييق فجوة التنمية في المنطقة.
وشبه المتحدث التنمية الاقتصادية للآسيان والصين بمحركين مزدوجين. “فإذا عمل المحركان بشكل جيد ستتجه شرق اسيا إلى تنمية افضل.”