الخلافات بين الصين وجاراتها تهيمن على قمة «الآسيان»
صحيفة اليوم السعودية:
ناقش زعماء دول جنوب شرق آسيا تزايد التوترات في بحر الصين الجنوبي والاضطرابات السياسية في تايلاند أمس، خلال القمة الإقليمية التي تستضيفها ميانمار للمرة الأولى، في وقت تنامى فيه العداء لسياسات الحكومة الصينية في عدد من بلدان الجوار.وفي اجتماع لوزراء الخارجية عقد السبت قبل قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) صدر بيان مشترك حث جميع الاطراف على «ممارسة ضبط النفس وتفادي التحركات التي تقوض السلام والاستقرار في المنطقة».
جاء البيان في أعقاب اتهامات فيتنامية بأن قوارب صينية صدمت قوارب فيتنامية واستخدمت مدفع مياه ضدها الأسبوع الماضي في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
وتردد أن بيان آسيان أغضب بكين حيث ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية هوا شون ينج أن النزاعات مع الصين في بحر الصين الجنوبي قضايا ثنائية.
وقال وزير خارجية إندونيسيا مارتي ناتاليجاوا: «إعراب آسيان عن رؤيتها المشتركة حول بحر الصين الجنوبي لا يعني أنها تعادي أي دولة من بين ذلك الصين».
احتجاج نادر
وأمس، تجمع المئات في ثاني أكبر مدن فيتنام لينددوا بمنصة نفطية عملاقة أقامتها الصين في بحر الصين الجنوبي في احتجاج نادر من المرجح أن يطيل أمد أزمة بين البلدين.
وقال شهود: إن ما لا يقل عن 300 شخص تجمعوا أمام مبنى السفارة الصينية في هانوي بينما احتشد مئات آخرين أمام القنصلية الصينية في مدينة هوتشي منه مرددين هتاف «تسقط الصين» في احتجاجات سلطت الضوء على الانقسامات بين البلدين الحليفين سياسيًا واقتصاديًا.
كان قيام الصين بنصب المنصة النفطية قبل أسبوع في مياه متنازع عليها واحدًا من أكثر تحركاتها استفزازًا في سنوات، وجاء بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لحلفاء مثل اليابان والفلبين وهما من بين الدول التي تخوض نزاعات بحرية مع الصين.
ورغم أن مظاهرات الأحد كانت محدودة إلا أنها كانت ذات دلالة كبيرة. فالاحتجاجات نادرة الحدوث في فيتنام، وعادة ما تحبطها السلطات فيما يصفه محللون بمحاولات لاحتواء المعارضة الداخلية مع تنامي الاستياء من الاستيلاء على الأراضي والكسب غير المشروع والاقتصاد والعلاقات مع الصين.
ورغم أن الشرطة الفيتنامية عادة ما تعتقل المتظاهرين إلا أنها سمحت لهم باختراق حاجز أمني في هانوي والتجمع أمام السفارة الصينية حيث حمل البعض ملصقات كتب عليها «كفي يدك عن فيتنام» أو ملصقات أخرى تطلب من شركة النفط الصينية سينوك التي تديرها الدولة إزالة المنصة.
وتراوح تقدير وسائل الإعلام الرسمية لأعداد المتظاهرين بين الآلاف وعشرات الآلاف بل حتى مئات الآلاف. وذكرت مواقع لصحف على الانترنت أن محتجين تجمعوا أيضًا في مدينتي هو ودانانج في وسط البلاد.
وللصين وفيتنام باع طويل في المعارك كان آخرها حرب قصيرة في 1979 ومناوشات بحرية خلال السبعينيات والثمانينيات. وتكبدت فيتنام الخسائر الأكبر في الصراع.
تحرك فلبيني
وفي الجانب الفلبيني قال المدعي العام الأحد: إن الشرطة وجهت اتهامات جنائية ضد 11 صيادًا صينيًا ألقي القبض عليهم قبالة منطقة مياه ضحلة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي تقع داخل نطاق المنطقة الاقتصادية الفلبينية.
وقال المدعي العام الفلبيني كلارو أريلانو: إن الصيادين اتهموا بانتهاك قانون المصايد السمكية الفلبيني، وقانون حماية الحياة البرية، وذلك بسبب الصيد غير المشروع والاستيلاء على أنواع مهددة بالانقراض.
واستوقف الصيادون وقاربهم صباح الثلاثاء الماضي قرب منطقة المياه الضحلة «هاف مون» قبالة إقليم بالاوان جنوب غرب مانيلا.
وعثرت الشرطة على 120 سلحفاة حية و234 سلحفاة نافقة في القارب.وقال أريلانو: إن التهم وجهت يوم الجمعة الماضي، ولكن جرى تأجيل الإجراءات بعدما رفض الصيادون أن يمثلهم محامون موكلون من قبل السلطات الفلبينية، وطالبوا بانتظار إرسال مترجمين من السفارة الصينية.
وطلبت بكين الإفراج عن الصيادين، ولكن مانيلا أكدت أن القبض عليهم جاء «تنفيذا للقوانين البحرية ولحماية حقوق الفلبين السيادية في منطقتها الاقتصادية».
وتقع منطقة «هاف مون» داخل المنطقة الاقتصادية الفلبينية التي تمتد 320 كيلو مترًا، ولكنها أيضا جزء من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، والذي تقول بكين إنها صاحبة السيادة عليه بالكامل.
وتتنازع ماليزيا وبروناي وفيتنام وتايوان على السيادة في المنطقة التي يعتقد أنها غنية بالموارد البحرية والمعدنية.