تعليق: السبب الرئيسي وراء تراجع تركيا عن شراء الصواريخ الصينية
صحيفة الشعب الصينية:
أعلنت تركيا في العام الماضي عن مفاوضات تجريها مع الشركة الصينية للمعدات الدقيقة والتصدير والاستيراد (تشاينا بريسيجن ماشينري امبورت اكسبورت كوربوريشن) لشراء أول نظام صاروخي بعيد المدى مضاد للطيران. وأثارت هذه الخطوة انزعاج حلفاء تركيا في حلف الأطلسي خاصة الولايات المتحدة، بحجة أن إن إدخال نظام صيني في دفاعات الحلف سيثير مخاوف بشأن الأمن الإلكتروني وقضايا خاصة بتبادل حلف الأطلسي بيانات فنية مع شركة صينية. وعلى الرغم من التحذيرات الصادرة عن مسؤولين أمريكيين، وفي حلف الناتو لم تتراجع تركيا عن شراء مجموعة من صواريخ العلم الأحمر- 9 ارض / جو صينية، وتصدير منظومة (FD-2000) للدفاع الصاروخي (أرض – جو).
وأفاد تقرير نشرته وكالة “رويترز” للأنباء يوم 7 مايو الجاري نقلاً عن مسؤول تركي لم يذكر اسمه بأن عرض شركة “CPMIEC” الصينية لإنتاج صواريخ بعيدة المدى لم يستوفي جميع الشروط المطلوبة ، وأن أنقرة بصدد النظر في خيارات أخرى.
واصدر موقع ” خبراء دبلوماسيون” ياباني يوم 7 مايو الجاري وثيقة بان عرض شركة “CPMIEC” الصينية لإنتاج صواريخ بعيدة المدى يتوافق مع اقتراحات تركيا. وأن الشركة الصينية عرضت سعرا أقل بنحو 600 مليون دولار من باقي الشركات (الأتراك قرروا مسبقا سقفا أعلى بمقدار 4 مليار دولار للصفقة بينما كان العرض الصيني 3.4 مليار)، كما أن موافقة الصين على إنتاج صواريخ مشتركة مناسب جدا في ظل عزم تركيا على تطوير صناعة الدفاع الخاصة.وأفاد التقرير، أن نتائج اختبار صواريخ العلم الأحمر- 9 ارض / جو صينية جيدة جدا وعلى نفس مستوى المنتج الأمريكي، ومسافة الضرب ابعد مقارنة مع منتجات الشركات الأوروبية. وحددت السلطات التركية مهلة ستة أشهر لتأكيد خيارها شراء صواريخ أرض جو بعيدة المدى من مجموعة صينية، كما وفر الجانب الصيني ضمانات التسليم في الوقت المحدد. فما هي المشكلة؟
يرى المحللون الصينيون إن تراجع تركيا عن صفقة الصواريخ الصينية لم يكن مفاجئا. وقال لي دا قوانغ أستاذ في جامعة الدفاع الوطني الصينية لصحيفة “غلوبال تايمز” أن تركيا قد تكون تريد حقا شراء الأنظمة الصاروخية الصينية، لكنه لا تستطيع المقاومة. وفي سابقة مماثلة، أثارت صفقة السلاح التي عقدتها إسرائيل مع الصين غضب الإدارة الأمريكية واعتبرته تهديدا لأمنها. مؤكدا أن تركيا تواجه ضغوطات وقيود أمريكية كبيرة باعتبارها عضو في حلف الشمال الأطلسي، ويتوقع أن تختار مقدمي العروض من أوروبا.
ويعتقد لي دا قوانغ ، أن روسيا أيضا قلقة من حصول تركيا على مثل هذا النظام الصاروخي بسبب الخلاف القائم بينها وبين أمريكا بشأن القضية الأوكرانية.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” يوم 8 مايو الجاري، نقلا عن باحثين صينيين أن تركيا قد تشتري نظام باتريوت الأميركي. وذكر المقال أيضا، أنه في مارس من هذا العام تم إقالة سكرتير الدولة التركي لشئون صناعات الدفاع مراد بايار فجأة ، وهو الذي لعب دورا هاما في المفاوضات التعاقدية مع شركة الصين لاستيراد وتصدير الآلات الدقيقة.
ويعتقد مقال نشر على موقع ” خبراء دبلوماسيون” ياباني، أن إعادة الحكومة التركية فتح العديد من المناقصات لهذا المشروع من اجل مواجهة الضغوطات الأمريكية وحلف الشمال الأطلسي المكثفة. ويعتبر فوز الشركة الصينية بالصفقة انتصار كبير للصادرات نظام الدفاع الصاروخي الصيني، ويبين قدرة المنتجات الصينية على الدخول إلى الأسواق الأوروبية والشرق الأوسط. كما يبين خسارة الشركة الصينية للصفقة بعد فوزها في العطاء الأول مدى تقدم قدرات الصاروخية الصينية.