هل بدأت الحرب الإلكترونية بين الصين والولايات المتحدة؟
موقع العربي الجديد الالكتروني:
قالت وسائل إعلام حكومية صينية، الثلاثاء: إن الصين استدعت السفير الأميركي لديها، بعدما اتهمت الولايات المتحدة خمسة ضباط كبار في الجيش الصيني بالتسلل الإلكتروني إلى مواقع شركات أميركية وسرقة أسرار تجارية. التوتر كشف عن هذا الطابع من التجسس بين الطرفين.
واجتمع السفير الأميركي لدى الصين، ماكس بوكوس، مع مساعد وزير الخارجية الصيني تشنغ تسي جوانغ، يوم الاثنين. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”: إن تشنغ “احتج” على الإجراءات الأميركية وقال: إن الاتهام أضرّ بالعلاقات بين البلدين بشكل خطير.
ونقلت “شينخوا” عن تشنغ، قوله لبوكوس، “إن الحكومة الصينية والجيش والأشخاص المرتبطين بهما لم يمارسوا أو يشاركوا في أية سرقة للأسرار التجارية عن طريق الإنترنت”. وقال تشنغ لبوكوس: إن الموقف الأميركي إزاء أمن الإنترنت “متعجرف وبه رياء”. وحث الولايات المتحدة على أن تقدم تفسيراً واضحاً للصين بشأن تقارير تفيد بأن واشنطن تجسست طويلاً على الحكومة الصينية والشركات والجامعات والافراد.
وأوردت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية رداً غير مباشر على التساؤل، عندما نقلت عن مسؤولين أميركيين، اعترافهم بأن “كل الأمم تتجسس، ولكن الصين هي المثل الأبرز في تمكين السرقة الاقتصادية، حيث يقرصن كبار مسؤولي الاستخبارات أسراراً تجارية أو معلومات تجارية حساسة ويمررونها الى شركاتهم الصينية”.
وقالت: إن ما يقلق الولايات المتحدة، هو أن التسريبات التي كشف عنها الموظف المنشق إدوارد سنودن، حول أنشطة “وكالة الأمن القومي”، قد تعطي الصين حجة في مواجهة الولايات المتحدة على أفعال شبيهة، مثل اختراق أجهزة وأنظمة إلكترونية.
التهمة الأولى إلكترونياً
وتقول “رويترز”: إن هذه أول تهمة جنائية بالتسلل الإلكتروني توجهها الولايات المتحدة لمسؤولين أجانب، وتأتي بعد تصاعد الانتقادات العلنية والخاصة خلال قمة العام الماضي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، والرئيس الصيني، شي جين بينغ.
ويرى مراسل صحيفة “جارديان” في نيويورك، أن هذه الاتهامات تأتي بمثابة الكشف عن حجم مراقبة “وكالة الأمن القومي” للنت بعدما أشارت تسريبات إدوارد سنودن، إلى أن جانباً من المراقبة الاميركية يحمل، على الأقل، فائدة اقتصادية.
ملفات النزاع الأخرى
وستزيد الاتهامات، على الأرجح، من تعكير صفو العلاقات الأميركية الصينية. وفضلاً عن التسلل الإلكتروني، تختلف واشنطن وبكين بشأن عدد من القضايا منها حقوق الإنسان والنزاعات التجارية، وتزايد نفوذ الصين العسكري، في خلافاتهما على مناطق بحرية متنازع عليها مع جيرانها.
ترى هل يحرك التوتر الأخير حرباً إلكترونية بين البلدين؟ ألا تذكرنا الأوراق التي وزعتها وزارة العدل في واشنطن، الثلاثاء، لأربعة من المطلوبين الصينيين، مرفوقة بسيرهم الذاتية وصورهم، بأوراق اللعب التي أصدرتها الحكومة الاميركية للمسؤولين المطلوبين في العراق بعد حربها عليه عام 2003؟