روسيا والصين تمضيان في تحالف صامت أكثر وضوحا
موقع ارم نيوز الالكتروني:
شهدت العلاقات الروسية الصينية تطورات سريعة على صعيد التعاون بين البلدين خلال الفترة الماضية، الامر الذي طرح علامة استفهام بشأن دوافع روسيا إلى مثل هذا التوجه شرقا نحو الصين.
وفي أعقاب انهيار الإتحاد السوفيتي ظهرت حقبة جديدة في النظام الدولي الجديد، ومن ملامحها التعاون الروسي الغربي الذي ارتكز على عهود من الغرب وحلف الناتو بعدم التوسع شرقاً على حدود روسيا الاتحادية، وهو ما يلتزم به الناتو، وسعى إلى نشر صواريخ في أراضي بولندا من جهة، ثم عبر تشجيع ما اصطلح على تسميته بالثورات الملونة والتي اعتبرت تدخلا أمريكيا واضحا وفاضحا في الشأن الروسي.
حدث ذلك أيضا في جورجيا عام 2008، وفي 2014 في أوكرانيا، ولذلك ربما بالفعل باتت ثقة الروس في الغرب متدنية، ووجدت روسيا ذاتها تتحرك نحو الشرق الذي يجاوز بكين إلى نيودلهي وطهرن، كرد فعل أولي طبيعي على التهديدات الغربية بعزلة روسيا.
في هذا الصدد يشير محللون إلى أن خطوات روسيا باتجاه الشرق أصبحت في السنوات الأخيرة أكثر وضوحاً، فمن خلال تطوير مناطق الشرق الأقصى، تشارك موسكو بنشاط في المنظمات الإقليمية وتعمل على تقوية الروابط والعلاقات الثنائية.
وتعتبر المناورات البحرية الروسية الصينية “التفاعل البحري” في بحر الصين الشرقي أكبر حدث في الأيام التي سبقت لقاء الرئيسين الصيني والروسي في شنغهاي.
ومن المقرر أن تجري منتصف الشهر القادم مناورات بحرية بين روسيا والهند في بحر اليابان تحت ‘سم “إندرا-2014” في اشارة واضحة الى اعتزام روسيا تعزيز التعاون العسكري ليس فقط مع الصين، ولكن أيضاً مع بلدان أخرى في آسيا.
بالإضافة إلى ذلك يعتقد “ليونيد غريغورييف” الأستاذ في مدرسة الاقتصاد العليا أن الإمكانات الاقتصادية لمنطقة آسيا حالياً هامة جداً، وأن الجغرافيا الروسية تضم روسيا ضمن العديد من الأسواق الإقليمية الكبيرة، فعلى سبيل المثال يعتبر المحيط الهادئ منطقة واعدة جداً من الناحية الاقتصادية مع الإشارة إلى أن نسبة النمو في أوربا ضمن حدود الواحد في المائة، كما هو الحال تقريبا في الولايات المتحدة، في حين أن النمو في بلدان آسيا سوف يرتفع في السنوات المقبلة بشكل ملحوظ، بما في ذلك الصين والهند وغيرها، وسوف تفتح أسواقا كبيرة، وأن حركة الصادرات والواردات الروسية هناك تعتبر عملية طبيعية.
أضف على ذلك أن الخبراء الاقتصاديين يؤكدون على أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين، ينمو بوتيرة جيدة، ومن المتوقع أن يزداد بقوة في السنوات القادمة، سيما في مجالات الطاقة الكهربائية وحماية البيئة وإنتاج الأدوية والمعدات الطبية وتطوير التكنولوجيات الجديدة للمعلومات والطاقة النووية والفضاء. كما أن التعاون بين موسكو وبكين في مجال التمويل بأتي قبل كل شيء لحماية الروبل واليوان من تقلبات العملات العالمية.
هل سيؤدي التعاون الروسي الصيني الوليد إلى استقرار دولي لا سيما في شرق آسيا أم سيضحى عاملا مزعزعا لمثل هذا الاستقرار المنشود ؟
وفي اجتماع عقده مع القيادات الصينية الاسبوع الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “أصبح التعاون الروسي الصيني عاملاً رئيسياً في مسألة الاستقرار الدولي”.
وأضاف أن تعاون البلدين في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية يكتسب أهمية متزايدة في العالم.
بعيد هذا الاجتماع كان المندوبان الصيني والروسي في مجلس الأمن يستخدمان حق الفيتو لإجهاض قرار أمريكي بتحويل سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولهذا يرى نائب مدير معهد دراسات الشرق الأقصى “سيرجي لوزيانن” أن أساس هذا التعاون هو النهج المشترك للطرفين في كيفية بناء العلاقات بين الدول”. ويضيف “تؤمن كل من الصين وروسيا بان أسس هذه العلاقات يجب أن يقوم على احترام القانون الدولي، وعدم تدخل الدول بشؤون بعضها البعض، كما أن لغة العقوبات أحادية الجانب في عالم اليوم المترابط أمر غير مقبول أبداً، لهذا السبب، قررت الدولتان حجب قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، وكان ينص على فرض عقوبات على النظام السوري”.