الرئيسان الصيني والكوبي يتعهدان بمواصلة تعميق الصداقة المتينة والتعاون المتبادل
شبكة الصين:
تعهد الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ والزعيم الكوبي راؤول كاسترو يوم الثلاثاء بمواصلة تعميق الصداقة المتينة والتعاون المتبادل بين البلدين على المدى الطويل.
وقال شي خلال محادثات مع كاسترو، “إننا سنعمق بإصرار صداقتنا، وسنتعامل مع بعضنا البعض بكل إخلاص، وسننفذ التعاون متبادل النفع، وسنبني شراكتنا بالإصلاح والتنمية”.
وأضاف شي أن “الصين تقدر الصداقة التقليدية بين البلدين. وبغض النظر عن التغيرات في الوضع الدولي، ستبقي سياسة الصين هي تطوير الصداقة على المدى الطويل مع كوبا”.
وقال شي إن البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 54 عاما كافحا من اجل هدف مشترك، وتمسكا بنفس القضايا والاعتقادات، وساعدا بعضهما البعض، وتشاركا السراء والضراء بينما يمضيان على مسار بناء الاشتراكية.
وأضاف أن البلدين تعاونا وعززا التنمية المشتركة على أساس الإخلاص والاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة، كما واكبا العصور لضخ قوة دفع جديدة لتنمية العلاقات.
وأشار شي إلى أن المسار الاشتراكي ذات الخصائص الصينية يتسق مع المد التاريخي ويحظى بدعم الناس، مؤكدا “إننا سنمضي بطول هذه الطريق بلا كلل”.
وقال إن الصين تدعم المسار الاشتراكي لكوبا بقوة، وكفاحها العادل للحفاظ على سيادة أراضيها، وتعديل سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، متعهدا بمساعدة كوبا في حدود قدرات الصين.
وأعرب عن استعداد الجانب الصيني لدعم الاتصالات رفيعة المستوى مع الصين وزيادة التبادلات الحزبية والعمل من اجل زيادة تكرار الحوارات والمشاورات متعددة المستويات.
كما دعا شي إلى مواصلة الدعم المتبادل بشأن القضايا ذات الصلة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية للبلدين، وتعزيز الاتصالات بشأن إدارة الدولة والبناء الاشتراكي، والتعلم والدعم المتبادلين خلال عمليات الإصلاح ذات الصلة.
ومن جانبه، قال كاسترو مسترجعا زيارته السابقة للصين، إن علاقات بلاده مع الصين في أفضل حالاتها تاريخيا الآن مع توسع التعاون في مختلف المجالات.
وقال انه يعتقد أن الصين، الدولة العظيمة، سوف تحقق بالتأكيد النجاح في القضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.
وأضاف أن التنمية الصينية سوف يكون لها أيضا بالتأكيد إسهامات كبيرة لدفع السلام العالمي وتقدم البشرية.
وأعرب عن امتنان الجانب الكوبي للصين لدعمها الراسخ والمستمر والتحدث بجرأة من اجل كوبا دفاعا عن العدالة.
وقال إن كوبا تدعم جهود الصين بقوة في الحفاظ على سيادتها الوطنية وأمن وسلامة أراضيها، ومستعدة لتعزيز الاتصالات مع الصين على مختلف المستويات، وتبادل الخبرات على صعيد البناء الاشتراكي، والتعلم من بعضنا البعض في هذا الصدد.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، اقترح شي أن تستفيد الصين وكوبا من الآليات القائمة مثل اللجنة التجارية والاقتصادية المشتركة بين الحكومتين.
ودعا الجانبين إلى إتباع إرشادات خطة التعاون الاقتصادية الثنائية على المدى المتوسط لتعزيز التجارة واستكشاف الإمكانيات في مجال الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات.
وقال إن الجانبين أيضا بحاجة إلى توسيع التعاون في مجالات رئيسية مثل الزراعة والبنية التحتية والطاقة والتعدين والسياحة، وتبني نقاط تنموية جديدة للتعاون في مجالات التكنولوجيا الفائقة مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية.
وأضاف انه على البلدين تعزيز تنمية حديقة العرض الكوبية-الصينية بشأن التكنولوجيا الزراعية، وحديقة عرض هافانا بشأن أجهزة التلفزيون الرقمية، وكذلك مشاريع تنمية الميناء، والمناطق الاقتصادية الخاصة في كوبا، مشيرا إلى ان بلاده تشجع وتدعم الشركات الصينية للاستثمار وإقامة الأعمال في كوبا.
ومن جانبه، قال كاسترو إن كوبا تولي اهتماما كبيرا بتطوير العلاقات التعاونية الشاملة مع الصين، ومستعدة لتعزيز التجارة الثنائية، وتوسيع التعاون في مجالات التعدين والطاقة المتجددة والزراعة والصيدلة البيولوجية، كما رحب بالشركات الصينية في كوبا.
بالإضافة إلى ذلك، اقترح على الجانبين بإقامة فريق عمل خاص لدفع بناء المشاريع الرئيسية.
وحول العلاقات الصينية-الأمريكية اللاتينية، قال شي إن الصين تشكر كوبا على مساهماتها في دفع التعاون بين الصين والمنطقة، وأعرب عن أمله في أن تواصل البلدان تعزيز التنسيق لدفع التعاون بين الصين وأمريكا الجنوبية وتعاون الجنوب-الجنوب.
ومن جهته، تعهد كاسترو بأن تدفع كوبا بقوة باتجاه إقامة منتدى بين الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وتعزيز التعاون الودي بين الصين وأمريكا اللاتينية.
ووقع مسؤولون من الجانبين على سلسلة من اتفاقيات التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والطاقة والتعدين والمالية والتكنولوجيا الحيوية والاتصالات والبنية التحتية والصحة والثقافة والتعليم بحضور رئيسي البلدين.
وبعد محادثاتهما، منح كاسترو ميدالية البطل القومي الكوبي والرمز الأدبي البارز في أمريكا اللاتينية جوزيه مارتي لشي اعترافا بمساهماته في دفع العلاقات الثنائية وانجازاته الرائعة في قيادة الشعب الصيني لبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وقال شي إن الصين وكوبا دولتان اشتراكيتان تجمعهما نفس المثل والاعتقادات والأهداف.
وأضاف أن “الجانب الصيني يثق تماما في مستقبل تنمية علاقاته مع كوبا. والصين ترغب في أن تكون صديقا ورفيقا وشقيقا حميما لكوبا للأبد وتضع أيديها في يد كوبا للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى أفاق جديدة باستمرار”.
هذا وقد وصل الرئيس الصيني إلى هنا يوم الاثنين في زيارة دولة هي الأولى له لكوبا منذ توليه منصبه. وتعد كوبا المحطة الأخيرة في جولة يقوم بها شي في أمريكا اللاتينية زار خلالها البرازيل والأرجنتين وفنزويلا أيضا.