تعليق: لا ينبغي على العلاقات بين الصين وفيتنام أن تسقط فريسة للخلاف الاقليمي
شبكة الصين:
يزور مبعوث فيتنامي خاص بكين بهدف اصلاح العلاقات التي تضررت بسبب نزاع اقليمي في بحر الصين الجنوبي.
وعقد لي هونج انه، العضو البارز في الحزب الشيوعي الفيتنامي الحاكم، محادثات مع عدد من الزعماء الصينيين في محاولة لاحتواء النزاع البحري والسيطرة على الخسائر.
ومن المقرر ان يلتقي برئيس البلاد والامين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ بالنيابة عن نجوين بهو ترونج الامين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي.
وتعد زيارة انه ثاني اتصال رفيع المستوى بين البلدين في اعقاب التوترات الاخيرة في بحر الصين الجنوبي، وتوحي بشكل كبير بتطلعات مشتركة للجانبين لاعادة العلاقات الثنائية الى مسارها خلال وقت مبكر.
كما تشمل الاشارات الايجابية من الجانب الفيتنامي رسالة تعازي واسف متأخرة ارسلتها وزارة خارجيته الاثنين بشأن احداث الشغب المناهضة للصين التي وقعت في منتصف مايو واسفرت عن مقتل خمسة صينيين وتدمير العديد من الشركات الصينية.
وتعهدت وزارة الخارجية الفيتنامية بتقديم مثيري الشغب للعدالة وتقديم المساعدات الانسانية للضحايا الصينيين.
ورغم الجهود المشتركة من الجانبين لاصلاح العلاقات، يوجد بعض السياسيين الفيتناميين الذين من الواضح انهم يفتقرون الى حسن النية ويحتفظون بموقف متشدد ازاء الصين.
وبشكل خاص، رفض عدد من المسؤولين الفيتناميين زيارة انه للصين ووصفوفها بانها محاولة غير مجدية، زاعمين ان بكين لن تتخلى ابدا عن طموحها باحتكار بحر الصين الجنوبي. وبينما غض البعض الطرف عن سيادة الصين الشرعية والمؤكدة على جزر شيشا، فقد اعربوا عن قلقهم ازاء احتمال استخدام بكين للمحادثات لاقناع هانوي بعدم اتخاذ عمل قانوني ضدها.
والمقلق في الامر هو حقيقة ان بعض القوى الخارجية تستغل العلاقات الصينية الفيتنامية المتوترة سعيا الى تحقيق مصالحها الشخصية. فقد دعت الولايات المتحدة، على نحو خاص، الى تجميد كافة الاعمال في بحر الصين الجنوبي في محاول مستترة لاثارة التوترات الاقليمية ولدفع استراتيجيتها “محور اسيا”.
وبناء على ذلك، فهناك من يجادل في كل من فيتنام والدول الاخرى، بانه قد حان الوقت لكي تراجع هانوي علاقاتها مع الصين وان تتجه نحو واشنطن. حتى ان البعض دعا الى تسوية النزاع في بحر الصين الجنوبي كشرط مسبق لاقامة علاقات طبيعية بين البلدين.
من الواضح ان السياسيين الفيتناميين اخفقوا فى رؤية الصورة الاكبر للعلاقات الصينية – الفيتنامية ويضعون مستقبل بلادهم الخاص في خطر.
وعلى مدار ال35 عاما الماضية، نحت الصين وفيتنام خلافاتهما التاريخية جانبا وتعاونا لاحتضان فرص التنمية ومواجهة التحديات المشتركة.
واثمر التعاون متبادل النفع بين البلدين عن نتائج مثمرة، وحقق منافع ملموسة للشعبين. ومن الملاحظ ان الصين ظلت اكبر شريك تجاري لفيتنام على مدار السنوات التسع الماضية على التوالي.
ولذا، يمكن القول بثقة تامة ان فيتنام غير قادرة على تحقيق التنمية السليمة بدون الصين حاليا وخلال العديد من السنوات المقبلة. وبكين، اثناء سعيها لتوفير بيئة سلمية للتنمية، تعتبر هانوى ايضا شريكا هاما.
وكما دعا الزعماء الصينيون مرارا، جيرنهم بزرع المزيد من الزهور وليس الاشواك، فانه ينبغي على الجانب الفيتنامي الموازنة بين الايجابيات والسلبيات والبدء في العمل مع الصين باخلاص.