مقابلة: التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والآسيان يحقق بداية جديدة
شبكة الصين:
أعرب وزراء اقتصاد دول رابطة جنوب شرق آسيا (الآسيان) عن أملهم في أن يتم بناء طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين واتفقوا على بدء التفاوض من أجل تحديث اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان.
حضر وزير التجارة الصيني قاو هو تشنغ اجتماع وزراء اقتصاد الصين والآسيان في ناي بي تاو عاصمة ميانمار وأطلع وزراء الآسيان على اقتراح الرئيس شي جين بينغ لبناء طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.
ونال الاقتراح تفاهما واسع النطاق ودعما وردود فعل إيجابية من وزراء الآسيان المشاركين حسبما صرح قاو لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة حصرية مساء امس الثلاثاء.
وقال إن اقتراح الصين يهدف لجعل الصين والآسيان أكثر تكاملا من الناحية الاقتصادية واستغلال إمكانيات تعزيز التعاون بين الجانبين من أجل إيجاد نقطة بداية جديدة والمزيد من المصالح المشتركة ومجالات النمو الجديدة في الاقتصاد من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية المشتركة.
وقال “سيركز التعاون في بناء طريق الحرير البحري على التعاون الاقتصادي ولن يمس المجالات العسكرية والأمنية”.
وأضاف “كمبدأ لن يسمح لأي طرف فى التعاون بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أو السعي للهيمنة على الشؤون الاقليمية”.
وثانيا قال قاو إنه سيتم بذل جهود للتحقق من أن التعاون لن يضر بآلية التعاون القائمة في المنطقة وأنه لن يتم إنشاء أية منظمات أو آليات جديدة للتعاون في المنطقة وأن آليات التعاون القائمة لن يمسها أي ضرر.
وثالثا أضاف أن الأساس الهام للتعاون هو تعزيز الترابط في البنية التحتية والمجالات المالية لدول الآسيان من أجل تحقيق نتائج مربحة للطرفين.
وأضاف قاو أن وزراء اقتصاد الآسيان أعربوا أيضا عن رغبتهم في مواصلة مناقشة الموضوع فى معرض نانينغ في منتصف سبتمبر القادم.
وباعتباره ثاني أهم إنجاز لمشاورات وزراء اقتصاد الصين والآسيان قال قاو “أوضحنا أننا سنبدأ التفاوض من أجل تحديث اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان”.
تأسست اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان في عام 2010 بعد ثمانية أعوام من المحادثات.
وقال قاو إن حجم التبادل التجاري بين الصين والآسيان ارتفع بمتوسط سنوي بلغ 21% خلال الأعوام العشرة الماضية وأن الآسيان أصبحت ثالث أكبر شريك تجاري للصين.
وحققت الاستثمارات الصينية في دول الآسيان نموا سنويا بنسبة 45% خلال الأعوام القليلة الماضية. وأظهرت الاحصاءات غير المكتملة أن الاستثمارات الصينية في دول الآسيان تجاوزت 40 مليار دولار أمريكي وحققت نموا بمعدلات مرتفعة.
وعلى الرغم من الفوائد التي حققها النمو السريع للعلاقات الاقتصادية بين الصين والآسيان خلال العقد الماضي، اتفقت الصين والآسيان على أن اتفاقية التجارة الحرة بينهما لم تعد ملائمة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الوثيقة بين الجانبين وامكانيات التنمية بين الصين والآسيان.
وقال قاو “لذلك توصلنا لتوافق بأن من الضروري بدء المحادثات لترقية وتحديث اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين”.
وبعد مفاوضات استمرت عاما توصل الجانبان لمجموعة من الوثائق الهامة وحددا إطار العمل والأهداف لمواصلة التفاوض.
وقال “تهدف مفاوضات تحديث اتفاقية التجارة الحرة لتعزيز وتعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والبضائع والخدمات والاستثمار وكذلك القواعد التجارية ذات الصلة”.
وأضاف قاو إنها تستهدف أيضا تحسين الوصول للسوق عن طريق تمكين الجانبين من التكيف بشكل أفضل مع التحديات الاقليمية والدولية ودعم تطبيق استراتيجية طريق الحرير البحري وتحقيق هدف التجارة بين الصين والآسيان بقيمة تريليون دولار أمريكي في عام 2020 كما حدده زعماء الجانبين.
وقال الوزير الصيني إن نظراءه في الآسيان ناقشوا أيضا سلسلة من الموضوعات الهامة محل الاهتمام المشترك وتوصلوا لتوافق هام.
وقال “تمت الموافقة بالاجماع على اقتراح إنشاء بنك آسيوي لاستثمارات البنية التحتية وفقا لاقتراح الجانب الصيني، وأعرب وزراء اقتصاد الآسيان عن رغبتهم في المشاركة في استعدادات وتجهيزات إنشاء البنك كمبادرين”.
وأضاف “توصلنا أيضا لتوافق حول توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الآسيان وهونج كونج، حيث ترغب الحكومة المركزية في الصين في مساعدة هونج كونج لتوقيع تلك الاتفاقية في أقرب وقت ممكن”.