جيش الصين يحمي مصالحها في جنوب السودان
موقع صوت روسيا الالكتروني:
تدافع الصين لأول مرة عن مصالحها واستثماراتها في مجال النفط والطاقة خارج حدودها بقوة السلاح، إذ تبدأ في الأيام القليلة القادمة عملية نقل 800 جندي من قوات المشاة الصينية إلى جنوب السودان لحماية حقول النفط و العمال الصينيين والآليات التي تعمل فيها، وقد صرح ممثل رئيس جنوب السودان إثيني فيك إثيني أن البعثة الاممية تسمح باستخدام جميع الوسائل الممكنة لحماية المصالح الإقتصادية.
وقد أشار فيك إثيني إلى أن الجنود الصينيين على استعداد لخوض المعركة في حال الهجوم على المواطنين أو على المشاريع النفطية في المنطقة.
كانت الصين قد أرسلت من قبل مهندسين مختصين ومجموعات طبية في إطار البعثة الأممية إلى إفريقيا، ويستثنى من ذلك بعثة قوات السلام التي وجهتها إلى مالي في آذار الماضي لضمان سلامة المهندسين الصينيين الذين بنوا معسكرا تابعا لهيئة الامم المتحدة في مدينة غاو، كان عدد تلك القوات 300 جندي، أما اليوم فيبلغ عددها في جنوب السودان 800 جندي ما يعادل تقريبا عدد قوات السلام الصينية التي تواجدت في هذا البلد منذ 18 عشر عاما وحتى اليوم كما يقول ألكسندر جوكف الخبير في معهد إفريقيا من أكاديمية العلوم الروسية:
” تكررت مثل هذه الأحداث من قبل ولكنها في هذه المرة الأكبر على الإطلاق في مجال علاقات الصين بمنطقة السودان، ولكن لا أساس للقول أن الصين تنوي بذلك السيطرة على السودان بالقوة فهي تنوي العمل حسب مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للبلد ودعوة جميع الأطراف فيه الى الحوار المشترك من أجل الوصول إلى حل سياسي وسريع للنزاع في جنوب السودان، فالصين لا تنوي أن تسلك نهجا دبلوماسيا هجوميا كما تفعل أمريكا، بل نهجا سياسيا محايدا بعيدا عن النزاع الداخلي”
وجود البعثة الأممية في جنوب السودان ليس إلا استثمارا ذكيا ومبرمجا بالنسبة لبكين، فهو يحمي مصالحها الإقتصادية المقدرة بالمليارات، بالإضافة إلى أنه يضمن السلام في البلاد التي تشتتها الحرب الأهلية منذ سنوات طويلة، وبذلك تحمي الصين أهدافا سياسية واقتصادية كبيرة.
تعود أكثر من 80% من صادرات النفط في جنوب السودان إلى الصين ما يشكل 5% من استيرادات هذا البلد النفطية، وتملك شركة “أس أن بي أس” النفطية الصينية 40% من الإستثمارات النفطية في جنوب السودان وهي الشركة المسؤولة عن الأنبوب النفطي الذي يبلغ طوله 1600 كم ويصل بالنفط من جنوب السودان الى الميناء على البحر الأحمر عبر السودان.
كانت هذه الشركة قد سحبت 97 عاملا ومهندسا في مجال النفط من جنوب السودان في كانون الأول ديسمبر من العام الماضي بعد النزاعات المسلحة في عاصمته جوبا وقد هدد جنوب السودان أن يصبح ليبيا الثانية بالنسبة للصين، التي رحل 40 ألف مختص من عمالها ومهندسيها في ليبيا بعد الإطاحة بالرئيس القذافي، ما أدى إلى فقدانها لحوالي 20 مليار دولار من استثماراتها في مجال النفط وبنيته التحتية في هذا البلد، من الواضح اليوم أن قوات السلام الصينية تحاول منع تكرار هذا السيناريو في جنوب السودان.