الصين تحدد ستة أولويات لنمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى مع الولايات المتحدة
أشار الرئيس شي جين بينغ الأربعاء إلى ستة أولويات في بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى مع الولايات المتحدة.
وقال شي لنظيره الأمريكي باراك أوباما خلال اجتماع عقد في بكين “ترغب الصين في التعاون مع الولايات المتحدة من أجل تطبيق مبدأ عدم التعارض وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون والرخاء المشترك، وجعل النمط الجديد من العلاقات بين الدول الكبرى بين البلدين يعود بنفع أكبر على شعبى البلدين والعالم”.
وقال “أرغب في بذل جهود مشتركة مع الرئيس أوباما، وسأحافظ على الاتصالات الوثيقة معه”.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن الأولويات الستة للدبلوماسية الصينية في علاقاتها مع الولايات المتحدة تشمل الاتصال بين المسؤولين على مستوى رفيع والاحترام المتبادل والتعاون في كافة المجالات وإدارة النزاعات والتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والتحرك المشترك لمواجهة التحديات الدولية.
— فلا بد أن تسعى الصين والولايات المتحدة لتحسين التبادلات والاتصالات بين المسؤولين على مستوى رفيع من أجل تحسين الثقة الاستراتيجية المتبادلة. ولا بد أن يقوم الجانبان بتوظيف آليات الحوار بالشكل الأمثل ومنها على سبيل المثال الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة.
— لا بد أن يحترم البلدان سيادة ووحدة أراضي بعضهما بعضا وكذلك النظام السياسي وطريق التنمية بدلا من فرض إرادة ونموذج طرف على الآخر وهو ما يعد الشرط المهم والأساس لعلاقات صحية ومستقرة ومستدامة بين البلدين.
— لا بد أن يسعى البلدان إلى تعميق التعاون في كافة المجالات بما في ذلك التجارة والشؤون العسكرية ومكافحة الإرهاب وإنفاذ القانون والطاقة والصحة والبنية التحتية. ولا بد أن يشمل التعاون الحكومتين والبرلمانين والإعلام والهيئات البحثية والشباب.
— لا بد أن يتعامل الجانبان مع النزاعات والقضايا الحساسة بشكل بناء. ونظرا لأنه من الحتمي وجود خلافات فلا بد من اللجوء للحوار والتشاور وعدم التصرف بما يضر المصالح الرئيسية لأى جانب منهما.
— لا بد أن يسعى البلدان إلى تحسين التعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأن يكون بينهما تفاعلات إيجابية، وأن تعملا على تشجيع الدبلوماسية الشاملة والتعاون من أجل تحقيق السلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.
— لا بد أن يتعاون البلدان في مواجهة التحديات الاقليمية والدولية. وترغب الصين في التعاون مع الولايات المتحدة في المناطق الاقليمية الساخنة مثل الأزمة النووية الإيرانية ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وافغانستان وكذلك القضايا الدولية مثل مكافحة الإرهاب والتغير المناخي ومكافحة الأوبئة.محادثات معمقة :
التقى شي وأوباما في قاعة الشعب الكبرى في أعقاب مراسم رسمية للترحيب بالرئيس الأمريكي صباح اليوم.
وقد وصل أوباما إلى بكين يوم الاثنين لحضور اجتماع القادة الاقتصاديين الـ22 لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك (الابيك) والقيام بزيارة دولة للصين بدعوة من الرئيس شي.
وهنأ أوباما شي والشعب الصيني “لنجاح استضافة قمة الابيك” وأعرب عن امتنانه “لحسن الضيافة المتميز” من جانب شي خلال زيارته الرسمية.
وقال شي إن العام الحالي يوافق الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، وقال إن العلاقات الثنائية الآن في نقطة انطلاق جديدة.
وقال شي “اننا نواجه وضعا دوليا معقدا ومتغيرا، ولا بد أن تكون الصين والولايات المتحدة قادرتين على التعاون في المزيد من المجالات”.
وقال أوباما إن التبادلات التجارية والشعبية بين البلدين ازدادت خلال الأعوام الخمسة والثلاثين الماضية.
وقال أوباما “أثبتنا أننا عندما نتعاون تحقق الولايات المتحدة والصين إسهامات هامة للأمن والرخاء للمنطقة وفى العالم”.
واستعرض شي اجتماعه مع أوباما في منتجع أنينبرج فى صنى لاندز برانكو ميراج بولاية كاليفورنيا الأمريكية في يونيو عام 2013 حيث توصلا لتوافق حول بناء نمط جديد من العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
وقال شي إن البلدين حققا “تقدما إيجابيا” في التنسيق والتعاون المتبادل في مجالات متنوعة، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري خلال العام الماضي ارتفع إلى 520 مليار دولار أمريكي وبلغ حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين 100 مليار دولار أمريكي، كما كانت هناك أكثر من 4 ملايين رحلة بين البلدين.
وقال شي إن الصين والولايات المتحدة بينهما تعاون في مكافحة التغير المناخي وانتشار فيروس إيبولا ومكافحة الإرهاب.
وأشار شي إلى أن الواقع أثبت أن وجود نمط جديد من العلاقات بين الصين والولايات المتحدة يخدم المصالح الرئيسية للشعبين ويساعد في حفظ السلام والاستقرار والرخاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم.
وقال أوباما إنه ناقش مع الرئيس الصيني مساء امس وصباح اليوم “أولوياتنا ورؤيتنا للعلاقة بين الولايات المتحدة والصين”.
وأضاف “اعتقد أن البلدين لهما دورا كبيرا في نجاح بعضهما البعض، وأن الولايات المتحدة ترحب بصين تتمتع بالسلم والاستقرار والرخاء”.
وقال أوباما إنه والرئيس الصيني “أجريا حوارا مخلصا وبناءا حول الخلافات بين الجانبين، وضمنا القدرة على التعامل مع تلك الخلافات بشكل سلمي وبناء”.
وأكد أوباما أن مناقشاته مع شي ستساعد في ضمان أن تواصل العلاقات الثنائية تحقيق فائدة للصين والولايات المتحدة والعالم.
وقد عقد الرئيسان مساء امس اجتماعا في مجمع قيادة تشونغنانهاي في وسط بكين بعد اجتماع قمة الابيك.