مسؤول كردي يدعو الشركات الصينية إلى العمل بإقليم كردستان ويؤكد أنه (آمن)
دعا مسؤول كردي يوم الخميس الشركات الصينية إلى القدوم إلى إقليم كردستان للعمل به، مؤكدا في الوقت نفسه أن الإقليم ذاتي الحكم شمال العراق “آمن” في ظل تصميم الأكراد والحكومة على “الانتصار” على تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال نوزاد هادي محافظ اربيل، عاصمة إقليم كردستان في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم “نحن ندعو جميع الشركات الصينية إلى أن تتواجد وتعمل في كردستان”.
وتابع “بالتأكيد الشركات الصينية لديها قدرات كبيرة، وكردستان منفتحة أمام العالم، فهناك مجال كبير جدا لكي تقوم الشركات الصينية بالمساعدة والشراكة معنا لإعادة بناء هذا البلد، وستكون اربيل بوابة للدخول إلى الأسواق العراقية”.
وأردف “أن الشركات الصينية عندما تتواجد وتفتح مكاتبها الرئيسية في كردستان، حيث الوضع هنا آمن والبيئة ملائمة لتواجدها، فهي ستنطلق إلى المحافظات العراقية الأخرى، لذلك نحن في كردستان نرحب ونتمنى أن نرى عددا أكبر من الشركات الصينية تعمل معنا في جميع المجالات”.
ورحب هادي بفتح قنصلية صينية في اربيل، واصفا إياها بأنها “بادرة جيدة وكبيرة”.
وقال “إننا نرى فتح القنصلية الصينية في اربيل، دعما من الصين، وهذه خطوة محل ترحيب كبير جدا من قبل الحكومة وشعب كردستان”.
وتابع أن القنصلية الصينية سيكون لها دور إيجابي جدا بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية بين إقليم كردستان والصين.
إلى ذلك، أكد المسؤول الكردي تصميم شعب كردستان وحكومته على الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية، قائلا “إن قوات البيشمركة وشعب كردستان يحاربون تنظيم داعش الإرهابي من كوباني إلى جلولاء وبمسافة تمتد إلى أكثر من 1500 كم”.
وأضاف “أن قدراتنا وإرادتنا هي الانتصار على هؤلاء الإرهابيين، لذلك نستطيع أن نقول أن كردستان آمنة واربيل آمنة لأن هناك من يدافع عنها، ومن يحاول العبث بحق ومصير هذا الشعب فسيلقى مصيره المحتوم”.
وأردف “هناك إرادة قوية لشعب كردستان وقواته للدفاع عن الثقافة الغنية بالتعايش والتسامح وحفاظا على أمن كردستان”.
وتخوض القوات الكردية (البيشمركة) معارك ضد التنظيم المتطرف بعد هجمات شنها على مناطق كردية في بداية أغسطس الماضي، وتمكنت من طرده من جميع المناطق الكردية.
ولاتزال تخوض معارك عنيفة معه خاصة جنوب كركوك وفي مناطق من محافظة ديالى.
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم داعش على مناطق واسعة، خاصة في شمال وغرب العراق منذ العاشر من يونيو الماضي، ما أسفر عن موجة نزوح كبيرة من هذه المناطق باتجاه مدن إقليم كردستان.
وقال محافظ اربيل بهذا الصدد، إن أعداد اللاجئين وصلت إلى قرابة مليوني لاجيء، لافتا إلى صعوبة توفير احتياجات كل هؤلاء.
لكنه أكد على استمرار إقليم كردستان في توفير مستلزمات واحتياجات النازحين، مشيدا بجهود الدول والمنظمات الإنسانية التي ترسل معونات للاجئين خاصة مع بداية فصل الشتاء.
وأسفرت موجة نزوح كبيرة من سكان المناطق والمحافظات التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف عن ارتفاع أسعار المنازل والمواد الغذائية وإيجارات المساكن، ما اثر على حياة المواطنين الاكراد.
لكن الحكومة الكردية تؤكد أنها ستواصل تقديم المساعدة للنازحين، رغم وجود صعوبات أثرت على الوضع الاقتصادي في كردستان، حسب المسؤول الكردي.
وأوضح هادي أن من بين هذه الصعوبات، الأزمة المالية بين بغداد واربيل التي أدت إلى إيقاف صرف حصة الإقليم من الميزانية العامة.
وأشار أيضا إلى الحملة الإرهابية الشرسة التي بدأها داعش على كردستان، والتي أثرت كثيرا على العلاقات الاقتصادية والتجارية التي كانت موجودة بين كردستان ومناطق العراق الأخرى.
وتابع أن اربيل كانت مركزا اقتصاديا وتجاريا وبوابة لكل العراق، فقد كان هناك حجم تبادل تجاري كبير بين اربيل ونينوى وصلاح الدين والانبار وبغداد، وبما أن أغلب هذه المحافظات سقطت بيد داعش انقطعت هذه العلاقات التجارية، ما أدى إلى تضرر الاقتصاد في كردستان.
ولفت أيضا إلى انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية يعد من الصعوبات التي يواجهها إقليم كردستان.
وقال محافظ اربيل إن استكمال عملية تنظيف العراق من الإرهابيين والعمليات العسكرية المستمرة هي أيضا من المعوقات للحركة الاقتصادية في كردستان “لكننا مصممون على التقدم وانعاش الحركة الاقتصادية في اقليم كردستان”.