موقف الصين من الإرهاب
تقف الصين بشكل قاطع ضد الإرهاب بكافة أشكاله وتحث دوما على التعاون الدولي الوثيق والفعال لمكافحته تحت قيادة الأمم المتحدة.
واستمرارا لسياسات الصين المتواصلة لمكافحة الإرهاب، ألقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي كلمة في مجلس الأمن الدولي في سبتمبر الماضي بينت موقف الصين إزاء الإرهاب.
وفي الكلمة التي تضمنت النقاط الأساسية التالية، قال وانغ يي إن العالم يمر بموجة من عودة ظهور الإرهاب، الذي يفرض تهديدات مقلقة لأمن المجتمع الدولي.
وردا على عودة الإرهاب، اقترحت الصين على أعضاء الأمم المتحدة الالتزام بآلية مكافحة الإرهاب القائمة والعمل على مكافحة الإرهاب في ضوء القوانين والأعراف الدولية.
أولا، يتعين أن يشن المجتمع الدولي الحرب ضد الإرهاب في إطار منسق.
يجب أن تلعب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدور الريادي في الحرب العالمية على الإرهاب، فهذا هو الطريق الوحيد للأطراف المختلفة للحفاظ على الوحدة وتحقيق التنسيق الفعال واتخاذ الإجراءات المنسقة.
ثانيا، يتعين على أعضاء الأمم المتحدة أن يتبنوا نهجا متعدد الجوانب لمكافحة الإرهاب.
يجب أن يتم خوض الحرب العالمية على الإرهاب من خلال نهج متكامل يشمل إجراءات تتخذ في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والمخابراتية والأيدلوجية بهدف معالجة أعراض وجذور الإرهاب على حد سواء، ولا سيما إزالة أسبابه والبيئة الحاضنة له.
يجب أن يتفق أي إجراء عسكري يخص مكافحة الإرهاب مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
ثالثا، يتعين على المجتمع الدولي أن يتبع معيارا موحدا في الحرب العالمية على الإرهاب. ويجب أن يكافح بحزم أي عمل إرهابي بغض النظر عن شكله أو وقتما أوأينما ارتكب أو القائمين عليه أوالهدف المستهدف. ولا يجب أن تستخدم المعايير المزدوجة، ناهيك عن ربط الإرهاب بمجموعة عرقية معينة أو دين معين.
وطرحت الصين أربع نصائح في ضوء الاتجاهات والتغيرات الجديدة التي أظهرتها الأحداث الإرهابية.
أولا، ينبغي على المجتمع الدولي أن يعزز جمع المعلومات المتعلقة بالأعمال الإرهابية وتقاسمها ويفسح المجال كاملا لمزايا الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ذات الصلة بهذه القضايا من خلال إقامة قاعدة لتبادل البيانات والمعلومات في مجال مكافحة الإرهاب، ذلك من أجل تقاسم المصادر والتحليلات الاستخباراتية.
ثانيا، يلزم تعزيز مكافحة الإرهاب على الإنترنت، حيث يجب تبنى إجراءات صارمة لوضع حد لاستخدام وسائل التواصل لنشر الأفكار المتطرفة، لاسيما بث المواد الصوتية والمرئية حول العنف والإرهاب، ويجب على شركات ومزودي خدمة الانترنت ممارسة التنظيم الذاتي ويجب تحديد كود عام للسلوك فيما يتعلق بتلك الصناعة في أسرع وقت ممكن.
ثالثا، يتعين على الدول أن تتخذ الإجراءات لإغلاق قنوات تحرك وتمويل الإرهابيين. ويجب على جميع الدول، خاصة المجاورة للنزاعات الحالية، أن تلبي الالتزامات الدولية إزاء السيطرة الفعالة على حدودها، كما يحتاج المجتمع الدولي إلى توطيد التعاون في تنظيم الأنشطة المالية وتعقب الأنشطة المصرفية غير المشروعة.
رابعا، ينبغي على دول العالم أن تدعم عملية نزع التطرف. في الوقت الذي يتبنى فيه المجتمع الدولي إجراءات بمقتضى القانون لكبح المجموعات والعناصر المنخرطة في الدعاية ونشر التطرف، ويجب على المجتمع الدولي حماية الأنشطة الدينية العادية ورفع وعي الجماهير.
يذكر أن دول الشرق الأوسط تقع في الجبهة الأمامية للحرب على الإرهاب، ومن المهم للغاية لها أن تعمل في وحدة وتنسيق تاركة الخلافات جانبا.
وتقف الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة القوى الإرهابية والدفاع عن الأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة إلى الأطراف ذات الصلة.