الصين ومصر ترفعان العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية
عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس المصري الزائر عبد الفتاح السيسي في بكين الثلاثاء وقررا رفع العلاقة الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين.
وقال شي خلال المحادثات “هذا حدث هام.”
وستعمل إقامة الشراكة بقوة على تعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات.
وفي بيان مشترك وقعه شي والسيسي حول إقامة الشراكة تعهد الرئيسان بتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والتكنولوجي فضلا عن التعاون في الشؤون الإقليمية والدولية.
وقال شي للزعيم المصري إن الصين تولي اهتماما كبيرا للوضع في مصر وتدعم بقوة سعي مصر إلى مسار التطوير يلائم ظروفها الوطنية.
وعبر شي عن اعتقاده أن مصر حكومة وشعبا لديها من الحكمة والقدرة الكافية على التعامل مع المشكلات وتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد.
وفي اشادة بالصداقة التقليدية بين البلدين عبر السيسي عن شكره لدعم الصين ومساعدتها لاسيما تفهمها لطلب الشعب المصري للتغيير في السنوات الأخيرة.
وتعهد الزعيمان بالتعاون أيضا في مبادرتي الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.
وقال الرئيس الصيني إن الصين تقف مستعدة لضم المبادرتين لخطة مصر للتنمية وتعزيز التعاون في البنية الأساسية والطاقة النووية والطاقة الجديدة والطيران والمالية والقطاعات الأخرى.
من جانبه قال السيسي إن مبادرتي الحزام والطريق اللاتي اقترحهما شي تقدمان فرصة هامة لتجديد مصر وإن الجانب المصري سيشارك في المبادرتين بطريقة فعالة.
وأضاف أنه يتطلع إلى مشاركة الصين في مشروعات محور قناة السويس وتعهد بأن تقدم مصر ظروفا مواتية لجذب استثمار الشركات الصينية.
وفي أغسطس اعطى الرئيس السيسي إشارة البدء في حفر قناة جديدة بطول 72 كيلومترا إلى جانب قناة السويس كمشروع وطني لتعزيز اقتصاد البلاد، وأمر بأن تفتح “قناة السويس الجديدة” للملاحة في أوائل أغسطس 2015.
ويأمل السيسي أيضا أن يزور المزيد من السياح الصينيين مصر وأن يدرس المزيد من الطلاب المصريين في الصين.
وخلال المحادثات اطلع السيسي شي على رؤيته للوضع في شمال أفريقيا وغرب آسيا.
وقال شي إنه في حين أن الوضع معقد فمن المهم جدا إيجاد حل يعكس الحقائق الإقليمية ويشمل مصالح كل الاطراف المعنية بطريقة سياسية وعبر الحوار الشامل.
وفي البيان المشترك الذي وقع اليوم أكدت البلدان على دعم بعضهما البعض في القضايا التي تتعلق بالمصالح الأساسية والاهتمام ببواعث قلق كل منهما الآخر.
وأكدت مصر على التزامها بسياسة صين واحدة وأكدت الصين على موقفها من احترام حقوق الشعب المصري في اختيار النظام السياسي وسياسة التنمية بنفسه علاوة على معارضة محاولة القوى الخارجية للتدخل في الشؤون الداخلية لمصر تحت اي مسمى.
وقال البيان إن الصين تولي أهمية كبيرة لبواعث قلق مصر إزاء أمن المياه.
وتمسك الجانبان في البيان بأن النزاعات بين الدول يجب أن تحل عبر الحوار والمفاوضات وعارضا التدخل في الشؤون الداخلية للدول بالقوة العسكرية تحت أي اسم وتسيس القضايا بشأن حقوق الإنسان.
وتعهد الجانبان بحماية الدور الرئيسي للأمم المتحدة في تناول الشؤون الدولية ودعم إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وقال البيان إن تمثيل الدول النامية ولاسيما الدول الأفريقية ينبغي أن يعزز أولا لتدارك الظلم الذي عانته افريقيا عبر التاريخ.
وأضاف البيان أن الصين تدعم دور مصر الحاسم في حل القضية الفلسطينية والقضايا الرئيسية الأخرى في المنطقة فضلا عن مبادرة مصر لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وأن مصر تقدر موقف الصين الموضوعي وغير المتحيز والبناء في قضية فلسطين والقضايا الرئيسية الأخرى بالمنطقة.
وقال البيان إن الجانبين تعهدا بزيادة التنسيق والتعاون في حماية السلام والاستقرار في المنطقة.
وصل السيسي إلى بكين بعد ظهر أمس الاثنين في زيارة دولة تستغرق أربعة أيام إلى الصين بدعوة من شي.