الرخاء والأمن محركان للعلاقات الدفاعية الاسترالية-الصينية
قال قائد عسكري استرالي رفيع إن الصين تلعب دورا محوريا في الإسهام في السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وإن استراليا ترحب بتلك الإسهامات.
وأضاف قائد قوات الدفاع الاسترالية وقائد القوات الجوية مارك بينسكين في مقابلة خاصة مكتوبة مع وكالة ((شينخوا)) أن نضوج العلاقات الدفاعية على نحو متزايد هو مكون رئيسي في التزام استراليا بإقامة علاقة بناءة وتعاونية مع الصين.
وقال بينسكين ” إننا نسعى من خلال علاقتنا الدفاعية إلى تحسين التفاهم المتبادل وبناء التعاون. وفي السنوات الأخيرة، عملنا لتعزيز تعاوننا وانخراطنا الدفاعي مع الصين من خلال الحوار رفيع المستوى والتبادلات على مستوى العمل ومحادثات السياسات الإستراتيجية والتدريبات العملية والتعاون البحري وحفظ السلام”.
وتضمن هذا أيضا العمل مع جيش التحرير الشعبي الصيني لتعزيز التفاهم المتبادل وبناء الثقة وتسهيل الشفافية وتعميق التعاون الدفاعي في جميع أنحاء المنطقة، وفقا لقوله.
وأضاف بينسكين أن التعاون في البحث عن الرحلة الماليزية المفقودة أم أتش 370 التي اختفت في جنوب المحيط الهندي في مارس عززت المنافع المتبادلة الناتجة عن التعاون الدفاعي العملي.
وتابع ” لقد كان هذا بمثابة نموذج للتعاون بين الصين واستراليا في قضية ذات اهتمام عالمي وإقليمي. وقد شارك جيش التحرير الشعبي بطائرتي نقل اي ال-76 وعدد 7 سفن للمساعدة في البحث.. كانت مساهمة كبيرة وقيمة في جهود البحث مع الدول الأخرى المشاركة”.
ورحب بينسكين بمشاركة الصين في مناورات حافة الباسيفيك البحرية (ريمباك) هذا العام إلى جانب القوات البحرية الاسترالية وقوات بحرية دولية أخرى.
–أهمية إستراتيجية
ومثال أخر على عمل استراليا والصين معا لتعزيز التعاون والاستقرار الإقليميين كانت مشاركة الصين في اجتماع وزراء دفاع الآسيان زائد مجموعة خبراء العمل حول التدريبات الأمنية البحرية.
وجرى هذا قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لاستراليا في سبتمبر 2013 قبيل مشاركة الصين مباشرة في مراجعة الأسطول الدولي للبحرية الملكية الاسترالية في سيدني العام الماضي.
وقال بينكسن انه زار الصين مؤخرا لحضور الدورة الـ17 للحوار الاستراتيجي الدفاعي السنوي بين استراليا والصين والذي استضافه رئيس هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي فانغ فنغ هوي.
وأوضح أن ” الحوار يمثل أهمية إستراتيجية لتعاوننا الدفاعي مع الصين ويوفر منتدى لإجراء محادثات صريحة ومفتوحة حول المجالات ذات الاهتمام المشترك”.
وتابع أن ” الحوار أتاح أيضا الفرصة لاستراليا والصين لمراجعة التعاون الدفاعي في عام 2014 والاتفاق على برنامج للتعاون الدفاعي للعام “2015، مشيرا إلى ان ” التعاون بين الجيشين في العام المقبل سوف يتضمن برنامجا شاملا للحوار الاستراتيجي والانخراط الخدمي وأنشطة تعاون عملية وتبادلات للأفراد وفرصا تدريبية وتعليمية”.
–مصالح مشتركة
وأعرب بينكسين عن سعادة بلاده بالزخم الايجابي في العلاقات الدفاعية الثنائية بناء على مصلحة البلدين المشتركة في الرخاء والأمن.
وقال إن “هذا العام شهد زيارات بينية رفيعة المستوى وحوارات عززت الشفافية والتواصل الصريح حول القضايا الإقليمية والإستراتيجية محل الاهتمام المشترك”، مشيرا إلى أن وزير الدفاع و سكرتير وزارة الدفاع وقادة الأسلحة الاسترالية الثلاث زاروا الصين، فيما زار نائب رئيس اللجنة العسكرية المرككزية للصين فان تشانغ لونغ والمفوض السياسي لقوات المدفعية الثانية تشانع هاي يان وقائد منطقة بكين العسكرية تشانغ شيبو وآخرون زاروا استراليا هذا العام.
وأضاف أن ” النضج المتنامي لتعاوننا العملي برز هذا العام عندما رافق ضباط طبيون استراليون زملاءهم الصينيين على متن سفينة قوس السلام الطبية الصينية وعملوا معا لتوفير الرعاية الطبية في فانواتو وبابوا نيو غينيا”.
وقال ” العمل مع جيش التحرير الشعبي خلال المهمة أظهر مجددا كيف يسهم التعاون بين استراليا والصين في الاستقرار الإقليمي وتقديم المساعدة العملية الحقيقية للشركاء الإقليميين”.