الصين تعمل مع مصر في مشاريع منشآت البنية التحتية
بينما تحاول مصر جاهدة إعادة اقتصادها الذي ضربه الاضطراب إلى المسار الصحيح، قدمت الصين دعمها من خلال ترقية العلاقة بين البلدين وتوقيع خمس اتفاقيات يوم الثلاثاء أثناء أول زيارة دولة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الصين، حسبما ذكرت صحيفة تشينا ديلى الصينية الرسمية في عددها الأخير الصادر اليوم الأربعاء.
وعقب انتهاء المحادثات، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره المصري السيسي مراسم التوقيع على اتفاقيات في مجلات تتضمن التعاون الاقتصادي والطاقة والفضاء والطاقة.
وقال شي إن الصين ترغب في ربط مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 إلى الخطط التنموية الرئيسية المصرية، علاوة على تعزيز التعاون في منشآت البنية التحتية والطاقة النووية والطاقة الجديدة والفضاء.
ومن جانبه, قال السيسي إن بلاده تأمل في العمل مع الصين في مشروعات محور قناة السويس وجذب مزيد من الاستثمارات الصينية والطلاب والسياح, مضيفا أن المبادرة فرصة مهمة في سبيل الانتعاشة المصرية.
وفي أغسطس أعطى الرئيس السيسي إشارة البدء لحفر قناة جديدة بطول 72 كيلومترا إلى جانب قناة السويس كمشروع وطني لتعزيز اقتصاد البلاد، وأمر بأن تفتح “قناة السويس الجديدة” للملاحة في أوائل أغسطس 2015.
وتريد مصر أيضا تطوير مشاريع تتعلق بالممر لتزويد السفن بالوقود والأغذية.
وتعد المشاريع جزءا من جهود السلطات الهادفة إلى انعاش الاقتصاد المصري الذي أثرت عليه ثورتان خلال الأربع سنوات الماضية أدتا إلى عزل رئيسين للدولة وبردتا تطلعات المستثمرين.
وبدأ السيسي الذي رافقه ثمانية وزراء في أول زيارته إلى الصين يوم الاثنين بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في مايو الماضي. ومن المقرر أن يلتقي بممثلين من شركات صينية وجامعات وقطاع السياحة أثناء رحلته التي تستغرق أربعة أيام.
وقبل عودته إلى مصر، من المقرر أن يقوم بزيارة إلى مدينة تشنغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين من اجل زيارة مصانع متخصصة في التكنولوجيا وقطاع التصنيع.
ومن جانبه, قال تشو وي ليه مدير مركز بحوث منتدى التعاون الصيني العربي والبروفيسور في جامعة شانغهاى للدراسات الدولية إن مصر تحتاج إلى التقنيات الصينية والمشاركة في حدائقها الصناعية وكذلك تتوقع صناعة السياحة التي كانت مزدهرة في السابق الكثير من الصين، ثاني اكبر سوق في العالم.
وتجاوز حجم التجارة بين البلدين عتبة العشرة مليارات دولار أمريكي لأول مرة في عام 2013 حيث شهد الاقتصاد المصري انتعاشا مؤخرا مع ترقية جهاز فيتش الأسبوع الماضي تصنيفها الائتماني بمرتبة واحدة ليصل إلى “بي” مع آفاق “مستقر”.
ومن ناحيتها, قالت هدى ميتكيس أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن مصر تدرك بلا شك أهمية سياسة “النظر إلى الشرق” التي تحتل الصين فيها موقعا محوريا.
وأفادت أخبار الخليج، نقلا عن ميتكيس قولها انه على النقيض من الغرب الذي لديه تاريخ استعماري, ينظر إلى الصين بشكل جيد في العالم العربي، بما فيه مصر والدول الخليجية.
هذا وقد أسست مصر وحدة للاهتمام بشؤون الصين في مجلس الوزراء بقيادة رئيس الوزراء، إبراهيم محلب مع عضوية بعض الوزراء من أجل دراسة مجالات التعاون.
وخلال المحادثات اطلع السيسي شي على رؤيته للوضع في شمال أفريقيا وغرب آسيا.
وقال شي إنه بالنظر إلى كون الوضع معقد للغاية، فمن المهم جدا إيجاد حل يعكس الحقائق الإقليمية ويشمل مصالح كل الأطراف المعنية بطريقة سياسية وعبر الحوار الشامل.
وفي البيان المشترك الذي وقع اليوم أكدت البلدان على دعم بعضهما البعض في القضايا التي تتعلق بالمصالح الأساسية والاهتمام ببواعث قلق كل منهما الآخر.
وتمسك الجانبان في البيان بأن النزاعات بين الدول يجب أن تحل عبر الحوار والمفاوضات وعارضا التدخل في الشؤون الداخلية للدول بالقوة العسكرية تحت أي اسم أو تسيس القضايا بشأن حقوق الإنسان.
وتعهد الجانبان بحماية الدور الرئيسي للأمم المتحدة في تناول الشؤون الدولية ودعم إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وقال البيان إن تمثيل الدول النامية ولاسيما الدول الأفريقية ينبغي أن يتم تعزيزه أولا، لتدارك الظلم الذي عانته إفريقيا عبر التاريخ.
وأضاف البيان أن الصين تدعم دور مصر الحاسم في حل القضية الفلسطينية والقضايا الرئيسية الأخرى في المنطقة فضلا عن مبادرة مصر لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وأن مصر تقدر موقف الصين الموضوعي وغير المتحيز والبناء في قضية فلسطين والقضايا الرئيسية الأخرى بالمنطقة.
وقال البيان إن الجانبين تعهدا بزيادة التنسيق والتعاون في حماية السلام والاستقرار في المنطقة.