شخصيات دبلوماسية عربية تتابع الحدث السياسي والاقتصادي السنوي في الصين
أعرب بعض الدبلوماسيين العرب لدى الصين عن اهتمامهم بمتابعة الدورتين السنويتين الجاريتين في الصين متطلعين إلى تعزيز العلاقات العربية الصينية.
وافتتحت الدورة السنوية للمجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب الصيني ( أعلى هيئة تشريعية ) يوم 5 مارس الجاري بعد يومين من افتتاح الدورة السنوية للمجلس الوطني الـ12 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ( أعلى هيئة استشارية سياسية ).
وتهدف الصين من خلال الدورتين، اللتين تدومان 13 يوما إجمالا، إلى رسم خارطة الطريق للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للسنة الجارية وما بعد.
ولفتت الدورتان أنظار العالم بما فيها الدول العربية وخاصة في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي مقابل النمو المتوسط إلى السريع للاقتصاد الصيني.
وقال السفير الكويتي لدى بكين محمد صالح الذويخ لوكالة أنباء شينخوا إن الدورتين حدث هام في الصين كون المواضيع والتي ستطرح خلال هاتين الدورتين تصيغ خطة ومبادرات إستراتيجية تخدم نهوض وتنمية هذا البلد وشعبه في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ووفق اطر قانونية وتشريعية تعمم فوائدها على كافة شرائح المجتمع الصيني.
وتابع السفير أن نتائج الدورتين السنويتين لن تقتصر فقط على الأمور الداخلية للمجتمع الصيني بل سيكون هناك رابط قوي مع علاقات الصين الخارجية ووفق رؤى وخطط مدروسة تدفع بالعلاقات الخارجية لهذا البلد الصديق.
وأضاف أنه وبلا شك أن دولة الكويت وهي أحد الأصدقاء القدامى والمهمين للصين تتطلع إلى تحقيق المزيد من التعاون البناء مع الصين في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية خصوصا وإن الدورتين ستبحثان الخطط والاستراتجيات ذات البعد الخارجي في علاقات الصين مع المجتمع الدولي .
واستطرد قائلا إن العالم الخارجي يترقب نتائج هاتين الدورتين لما يشكلانه من أهمية بالغة في دعم وتعزيز علاقات الصين الخارجية إضافة إلى ما تشكله الدورتان من أهمية بالغة في صياغة الخطط والمبادرات الداخلية والتي تخدم نمو ونهضة الصين .
ومن جانبها قالت المستشارة الإعلامية المصرية لدى بكين السيدة هدى جاد الله إن الدورتين لهما أهمية بالغة ومصر تتابع باهتمام أحداث ووقائع هذا الحدث السنوي، خاصة بعد أن تحولت العلاقة بين مصر والصين إلي علاقة شراكة إستراتيجية شاملة ومستدامة.
وأشادت بكون هاتين الدورتين نموذجا للديمقراطية بالمواصفات الصينية، الديمقراطية المنضبطة التي يحددها النظام والشعب وفق مبادئه وبما يناسب ظروفه ويحقق تطلعاته، وليست ديمقراطية مفروضة من الخارج، وهي تجربة صينية بامتياز تثير إعجاب العالم كله.
ونوهت بأن أهمية الدورتين في تحديد مسار السياسات الداخلية حيث تتناولان العديد من القضايا المهمة مثل تعميق الإصلاحات ومحاربة الفساد علي كافة المستويات وتعزيز تدابير فحص النزاهة وسيادة القانون وفق المواصفات الصينية وهذا من شأنه أن يعزز من قوة الصين الداخلية.
وتابعت هدى أنه وبالتزامن مع تعزز قوة الصين في الداخل، سينعكس ذلك بالإيجاب علي دورها على الساحة الدولية كقوة دافعة للسلام ويساعدها أيضاً علي القيام بدور أكبر كوسيط في حل المشكلات الدولية.
وأوضحت أن الدول العربية تدرك أهمية دور الوساطة المتزايد الذي تضطلع به الصين في حل المشكلة الفلسطينية ومكافحة الإرهاب ، مشيرة إلى أن الصين كانت من المحطات الرئيسية في الجولة التي قام بها الوفد الوزاري لمجموعة الاتصال التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وأكدت هدى قائلة: إننا ندرك أهمية دور الصين كوسيط محايد داعم للسلام ومكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم ككل، في إطار سياسة الصين النزيهة والواضحة التي تؤكد على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى .
ومن الناحية الاقتصادية، قالت هدى إن نتائج الدورتين لن تكن لهما انعكاسات واضحة علي الاقتصاد الصيني فحسب، بل على الاقتصاد العالمي ككل باعتبار الصين المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي في الوقت الحالي.
وتطلعت المستشارة إلى إصدار الصين المزيد من التفاصيل حول مبادرتي “الحزام والطريق” اللتان تهتم بهما مصر اهتماماً كبيراً لدورهما في دعم علاقات التعاون بين البلدين ليس فقط في المجالات الاقتصادية وحدها بل في المجالات التعليمية والتبادلات الثقافية وغيرها.
وأكدت أن القيادة المصرية تعطي أهمية بالغة لتعزيز العلاقات مع الصين، وقد ظهر هذا في الزيارة الناجحة التي قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلي الصين في ديسمبر الفائت وما أسفرت عنه من نتائج مثمرة.
الجدير بالذكر أن الصين ومصر قررتا في نهاية العام الماضي الارتقاء بعلاقتهما إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة على أساس علاقة التعاون الاستراتيجي التي أقيمت بين البلدين في 1999.