خبير: التعاون الصيني الأفريقي في مجال الزراعة يمر بمرحلة حاسمة
صرح خبير أفريقي بأن دول الصحراء الافريقية أسست علاقات قوية مع الصين من أجل الحصول على التكنولوجيات والخبرة التي تحتاجها لأهميتها في تسريع وتيرة الثورة الزراعية في افريقيا.
وأشار ايمانويل تامبي مدير السياسة والتعزيز بمنتدى الأبحاث الزراعية في افريقيا إلى أن التعاون بين الصين وافريقيا في الزراعة أطلق فوائد مشتركة.
وقال تامبي في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) في نيروبي “هناك مجموعة من المبادرات الحالية بين الصين وافريقيا تهدف لتعزيز التعاون في مجال الزراعة. وتناقش الصين التجاري في المنتجات الزراعية مع التكتلات الاقليمية”.
وقال إن الدعم التقني الذي تقدمه الصين ساهم في تحسين الانتاجية الزراعية في منطقة الصحراء الافريقية.
ووفقا للكتاب الأبيض الذي أصدره مكتب المعلومات بمجلس الدولة الصيني قامت الصين بإرسال 235 خبيرا عبر منظمة الفاو إلى منغوليا ونيجيريا وأوغندا وستة دولة أخرى لتقديم دعم تقني يهدف لتحسين الانتاج الزراعي المحلي على مدار الأعوام الماضية.
وحظيت المساعدة التي قدمتها الصين بإشادة دولية حيث أعلن صندوق النقد الدولي أن التعاون الصيني الأفريقي أسهم بأكثر من 20% في النمو الاقتصادي لافريقيا.
وقال تامبي إن الدول الافريقية زادت حجم الصادرات من المنتجات الزراعية بفضل تقنيات الزراعة المبتكرة التي حصلوا عليها من الصين.
وقال تامبي “تعاونت الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية مع وكالات البحث المحلية في افريقيا من أجل تعزيز قدرتها على إجراء أبحاث حول طرق الزراعة الجديدة”.
وأقامت الصين علاقات مع عدة دول في غرب افريقيا بهدف مشاركة الخبرات حول تعزيز مصادر الطاقة المتجددة وتطبيقها على مستوى المزارع.
وأضاف تامبي “تعاونت الصين أيضا مع السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا من أجل المساعدة في تعزيز التبادل التجاري في المنتجات الزراعية بين المنطقتين”.
وأدت المشروعات ذات التمويل الصيني في القطاع الزراعي لتجديد الاقتصادات المحلية في شتى أنحاء منطقة الصحراء الافريقية. وأشار تامبي إلى أن تلك المشروعات ساعدت في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين دخل المزارعين الأفارقة.
وقال تامبي “تحسنت الإنتاجية على مستوى صغار الملاك بفضل التكنولوجيات الحديثة المأخوذة من الصين”.
وقال إن الدول الافريقية تبذل المزيد من الجهود لمكافحة الجوع والفقر عن طريق تحويل نمط الزراعة نظرا لأن الفقر يشكل تهديدا هاما للنمو الاقتصادي في القارة الافريقية.
وقدرت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة أن نحو 239 مليون شخص في منطقة الصحراء الافريقية يعانون من الجوع مما يشكل ثلث تعداد سكان المنطقة تقريبا.
وقال تامبي إن الصينيين قاموا بتمويل مشروعات أبحاث في الزراعة مما خلق فرص عمل للشباب الأفريقي الموهوب، مضيفا أن تحويل المهارات شديد الأهمية لتحديث الزراعة في منطقة الصحراء الافريقية.
وفي أنحاء أخرى يتم خلق أكثر من 100 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في ضواحي برازافيل عاصمة الكونغو سنويا منذ إطلاق البرنامج التجريبي للزراعة بتمويل صيني في عام 2012.
كما ساعد هذا البرنامج أيضا المزارعين المحليين في زيادة الأرباح بأكثر من 50% وتم تسليم حوالي 7500 من النباتات الناضجة للمزارعين المحليين المؤهلين تحت مساعدة الخبراء الصينيين.
وأكد تامبي أن التعاون الصيني الأفريقي في الزراعة سيزدهر على المدى الطويل، وقال “سيكون لهذا التعاون المتبادل آفاقا مشرقة. سيزداد الطلب على الطعام في افريقيا بسبب نمو التعداد السكاني ويمكن للقارة أن تستفيد من الصين في تحقيق هذا الهدف”.