السفير: الإمارات حريصة على تجديد الشراكة الإستراتيجية المتميزة مع الصين في ضوء المبادرات الصينية الجديدة
أكد عمر أحمد عدي البيطار سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى بكين أن التعاون والتبادل بين الصين والإمارات تجسد في كافة المجالات ومن الضرورة بمكان على البلدين تعميق الإنجازات التي تحققت في الماضي في ضوء سلسلة المبادرات الصينية الجديدة التي تشمل “طريق الحرير والحزام الاقتصادي” والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
وصرح السفير عمر البيطار خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الصين ((شينخوا)) يوم الأربعاء بأن الجانب الإماراتي حريص على شراكة إستراتيجية متميزة مع الصين، لافتا إلى أن البلدين بحاجة إلى تجديد هذه العلاقة والارتقاء بها في ضوء المبادرات الصينية الجديدة ومن خلال تبادل الأفكار وزيادة التبادلات.
وأشار إلى أن الإمارات تعد الشريك التجاري الثاني للصين في الشرق الأوسط حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2014 حوالي 54.8 مليار دولار، ووضع الجانبان هدفا يتمثل في الوصول بحجم التجارة بينهما في عام 2015 إلى أكثر من 60 مليار دولار وهو هدف يبدو واقعيا، مؤكدا أن التبادل والتعاون بين الطرفين يتجسد حاليا في كافة المجالات مثل التجارة ونقل الخبرة والصناعة والزراعة والثقافة والسياحة…إلخ.
ولدى تطرقه إلى “أسبوع دبي في الصين” الذي تعتزم إمارة دبي تنظيمه خلال الفترة من 8 إلى 15مايو المقبل، قال السفير الإماراتي إنه نشاط يهدف إلى تعريف المجتمع الصيني بدبي بوجه خاص ودولة الإمارات بوجه عام ، ويأتي في وقت مهم بلغت فيه العلاقات الصينية – الإماراتية التي تأسست قبل ثلاثة عقود مرحلة متقدمة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن “أسبوع دبي” سيقام في ظل مناخ فريد عند أخذ المبادرة الرائعة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في نهاية عام 2013 وتعرف باسم “طريق الحرير والحزام الاقتصادي ” وكذلك انضمام دولة الإمارات إلى البنك الآسيوي لاستثمار في البنية التحتية كعضو مؤسس.
وأشاد السفير عمر البيطار بهذه الفكرة الحكيمة، قائلا إن الرئيس الصيني استخدم نموذجا من التاريخ لتجديده واستثمر في تجربة ناجحة من الماضى ليطورها في المستقبل.
وتابع قائلا إن الإمارات تشكل بالنسبة إلى الصين بوابة على “طريق الحرير والحزام الاقتصادي” نظرا لموقعها الإستراتيجي المهم للتبادلات بين الشرق والغرب، إضافة إلى أن دبي والإمارات بأكملها تمتلك بنية تحتية جيدة وتقدم خدمات عامة على مستوى عالمي بما في ذلك نظام قوانين متحضر ومتقدم ونظام مالي آمن.
وبالإضافة إلى التعاون البري والبحري المدرج في مبادرة “الحزام والطريق”، اقترح السفير الإماراتي أن يعزز الطرفان التعاون في المجال الجوي، قائلا إنه هو ما جعل الكرة الأرضية قرية عالمية ، لذلك، لا بد أن يكون هذا المجال وسيلة ثالثة لتعزيز العلاقة أكثر فأكثر.
وحول البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، شدد السفير على أهمية تطوير البنية التحتية لتوفير فرص اقتصادية في المستقبل، مشيرا إلى أن البنك مبني على منح فرص متساوية وتحقيق تنمية سلمية وكسب مشترك وليس على السيطرة والاستحواذ، كما أنه ليس مسيسا.
وأضاف أن “الإمارات فخورة بأن تشترك مع الصين منذ بداية الفكرة، وتكون من الدول الأعضاء المؤسسين للبنك”، معربا عن شكره للصين على إتاحة هذه الفرصة لدفع اقتصادات العالم وآسيا والدول النامية إلى الأمام ومساعدة الدول الفقيرة على فتح مجالات للاستثمار.
وقال السفير إن “الصين تفهم أن دورها رائد وتتحمل مسؤوليتها وتأخذ بزمام المبادرة لبناء جهاز قوي وتفادي الأخطاء التي أدت إلى الأزمة المالية العالمية، وهذا يعزز الثقة العامة في المجتمع الدولي تجاه مساهمات ومبادرات الصين”.
وفي ختام حديثه، أكد السفير الإماراتي عمر البيطار أن بلاده مستعدة لتقاسم ما لديها من خبرات فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار والازدهار الداخليين، لافتا إلى أنه إضافة إلى التقاليد والأصول والتجربة التاريخية، تعتمد الإمارات أيضا على العلم وتسير في طريق التنمية العلمي.