التقارب المتزايد بين زعيمي الصين والهند يمثل عهدا جديدا للعلاقات
تماما مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي لم يختر دلهي ولكنه فضل مدينة أحمد آباد بغرب الهند لتكون محطته الأولى في زيارته الرسمية للهند، توجه ناريندرا مودي في أول زيارة له للصين كرئيس لوزراء الهند الخميس إلى مدينة شيآن.
والمدينتان اللتان شهدتا تبادلات ودية بين الحضارتين القديمتين هما أيضا مسقط الرأس للزعيمين.
واختيار هاتين المحطتين لا يعطى فقط لمسة شخصية للعلاقات بين الزعيمين، ولكنه يعكس الرغبة أيضا في دفع العلاقات قدما بين الجارتين الآسيويتين.
وفى تحرك أشاد به على نطاق واسع أصحاب المدونات الصينيون، فتح رئيس الوزراء الهندي حسابا رسميا على موقع ((سينا ويبو)) الصيني للمدونات قبل زيارته للصين. وقد اجتذب الحساب أكثر من 20 ألف شخص بعد ساعات من وضع مودي تعليقه الأول.
ويعتبر رد الفعل الدافئ غير العادي تجاه جهود مودي للتواصل مع المواطنين الصينيين العاديين دليلا على أن العديد من الصينيين متفائلون بشأن مستقبل تنمية العلاقات الثنائية بين الصين والهند بعد العديد من الزيارات رفيعة المستوى.
وخلال زيارة شي للهند في سبتمبر الماضى، وافق الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات مثل الاستثمارات والبنية التحتية وحماية البيئة والتكنولوجيا الفائقة والطاقة النظيفة والحضرنة المستدامة.
وقبل زيارة مودي، ناقشت شركات من الجانبين سلسلة من برامج التعاون العملية التي قد تسفر عن عقود تقدر بما يزيد على 10 مليار دولار .
ومن المتوقع خلال هذه الزيارة أن توقع الصين والهند اتفاقيات تجارية كبيرة وأن تتوصلا إلى اتفاقية حول برامج التعاون المختلفة.
ويتعين أن نضع في الاعتبار أن العلاقة الجيدة بين الجارتين العملاقتين تمثل أهمية تتخطى النطاق الثنائي بالنظر إلى تعدادهما السكاني وحقيقة أنهما تعتبران منذ فترة طويلة فاعلين رئيسيين عندما يتعلق الأمر بالدخول فيما يسمى ” بالقرن الآسيوي”.
إن التعاون بين الصين والهند، أكبر إقتصادين صاعدين في العالم ، لن يفيد شعبيهما فقط ولكن آسيا بأكملها والعالم ككله.
ولا يمكن إنكار أن العلاقات بين الصين والهند كانت تثقلها النزاعات الحدودية منذ أعوام. ولكن الجانبين حافظا بشكل كبير على مضى العلاقات الثنائية على مسار التنمية المستقرة في الأعوام الأخيرة بالرغم من خلافاتهما.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يى إن مفاوضتهما الحدودية التي اختتمت في الجولة ال18 من المحادثات في مارس في طريقها نحو تحقيق تطورات صغيرة وايجابية.
ولضمان بيئة سلمية لأكثر من 2.5 مليار شخص، يتعين على الدولتين بذل جهودهما من أجل حل مبكر وسلمى لنزاعاتهما الحدودية.
ومن المأمول أن ينتهز صانعو القرارات فى بكين ودلهي الدفعة الإيجابية الحالية لتعزيز العلاقات الثنائية .