الصين وأمريكا اللاتينية تعملان من أجل التنمية المشتركة
إن الصين وأمريكا اللاتينية شريكتان طبيعيتان في السعي لتحقيق المصالح والتنمية المشتركة، وتعاونهما المتزايد في التقارب والمنفعة المتبادلة ليس موجه ضد أي طرف ثالث.
فمنذ بداية القرن الحالي، كثفت الصين جهودها للارتقاء بالعلاقات مع دول أمريكا اللاتينية ، هادفة إلى تعزيز التعاون القائم على الكسب المشترك والسعي لتحقيق التنمية المشتركة.
وفي عام 2014، بلغ حجم التجارة البينية بين الصين وأمريكا اللاتينية 263.6 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 20 ضعفا عن إجمالي القيمة المسجلة في عام 2000. كما ارتفع حجم الاستثمارات الصينية في المنطقة ليتجاوز 80 مليار دولار في العام الماضي، وفقا للإحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية.
وفي علامة واضحة على عزم الصين على مواصلة تعزيز التعاون مع أمريكا اللاتينية ، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام الماضي إلى بذل جهود منسقة لمضاعفة التجارة السنوية خلال السنوات العشر المقبلة لتصل إلى 500 مليار دولار.
وخلال زيارة شي لأمريكا اللاتينية في العام الماضي، سلط الضوء على الدور المشترك للصين وأمريكا اللاتينية في إنشاء نظام دولي أكثر توازنا وعالم أكثر رخاء، لافتا إلى أن الجانبين يتطوران إلى “مجتمع ذي مصير مشترك”.
وفي أحدث دليل على مصداقية الصين تجاه إقامة تعاون أوثق مع دول أمريكا اللاتينية ، يقوم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ حاليا بزيارة رسمية إلى البرازيل وكولومبيا وبيرو وشيلي، بعد أقل من عام على جولة شي في المنطقة.
وعلى الطريق المتجه نحو التنمية السريعة، من الطبيعي أن تدخل الصين وأمريكا اللاتينية في شراكة تتمثل في تطلعات متماثلة إلى تحقيق التنمية ومميزات اقتصادية تكاملية يباركها تعاون ثنائي في ظل وجود أسواق واسعة وفرص استثمارية رائعة وإمكانات ضخمة للتنمية المستقبلية.
غير أنه مع مضى التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية للأمام، يصدر بعض الضجيج الذي يتهم الصين “بتحريك قطعة الجبن الخاصة بالآخرين”.
إن مثل هذا الاتهام لا أساس له. فالصين لا تضمر أي نية لمنافسة أحد في أمريكا اللاتينية وشراكتها مع المنطقة ليست موجهة ضد أي طرف ثالث.
بل على العكس من ذلك، ترغب الصين في أن تعود الفائدة على الجميع. وما سيبعث السرور في نفس الصين هو أن ترى أمريكا اللاتينية وهي تستفيد من العلاقات الثنائية والثلاثية والمتعددة الأطراف مع أطراف أخرى، الأمر الذي سيفيد الصين أيضا على المدى الطويل.
وتود الصين على نحو خاص أن ترى البلدان الأخرى وهي تكثف من دعمها لأمريكا اللاتينية وفقا للاحتياجات التنموية للمنطقة.
وبوجه عام، فإن وجود أمريكا لاتينية أكثر نبضا بالحياة وازدهارا يفيد العالم بأسره، بما في ذلك الصين.