بمناسبة 7 سنوات على تأسيسه.. “الصينية” في “كونفوشيوس الاردن” وجَسْرُ حضاري للأُمتين العربية والصينية
موقع الصين بعيون عربية ـ
إياد محمد حسن التويمي*:
تكتسب اللغة الصينية في الاردن اهتماماً متزايداً وسمعة طيّبة. وفي هذا الاتجاه، تأسست في البلاد فاعليات ومؤسسات عديدة تحمل الصينية والصين للاردنيين وتقدّمها لهم على طبق مُحبّب. ومن هذه المؤسسات المعروفة، معهد طلال أبو غزالة كونفوشيوس، الذي تأسس في العام 2008 ، بهدف التعريف باللغة والثقافة الصينيتين, وتحقيق فهم متبادل أكبر بين الثقافتين العربية والصينية.
ونقرأ في هذه المبادرة الفريدة لترويج الصينية، التي ستكون لغة الاقتصاد العالمي مستقبلاً، أنها فريدة من نوعها، و تقوم على اتفاقية التعاون بين مجموعة طلال أبو غزالة و “معهد كونفوشيوس” الرئيس في الصين. وأطلق إسم “كونفوشيوس” على المعهد وفروعه في كل البلدان، تيمّناً بالمفكر العظيم والمعلم والفيلسوف الصيني كونفوشيوس ذائع الشهرة، والذي كان لأفكاره أثر على الصين وغيرها من المناطق في الارض لنحو 2000 عام بالتمام والكمال.
يُعد معهد تاج-كونفوشيوس المركز الرسمي الوحيد في الأردن لتعليم اللغة الصينية, و تعقد فيه الدورات التدريبية التي يُقدّمها مدرسون معتمدون من جامعة شينيانغ الحكومية في بكين، وهم متخصصون في تعليم اللغة الصينية لغير الناطقين بها، و حاصلون على توصية من معهد كونفوشيوس في الصين. ويَجهد معهد تاج-كونفوشيوس بتدريس الصينية لمختلف الاعمار. لذا، تم تجهيز المعهد بغرف تدريب مريحة، ومختبرات اللغة المزودة بأحدث وسائل التعليم التقنية لضمان حصول المتعلمين على أكبر قدر من الفائدة ولجعل تعلم اللغة الصينية تجربة مميزة.
كما يشتمل المعهد على مكتبة، تفيض بالعديد من كتب اللغة الصينية والمصادر التعليمية بالوسائط المتعددة في جميع الحقول، كالأعمال والترفيه والتعليم والاقتصاد والعلوم ورعاية المنزل، بالإضافة إلى الروايات وكتب الأطفال، ناهيك عن المجلات والكتب والمطبوعات المختلفة التي يستطيع الدارس في المعهد والزائر له ان يأخذ منها ما يَشاء، إن شاء التعرّف على الصين عن كثب، ومن تلك المجلات “مجلة الصين اليوم” بالعربية، التي وضعتُ أنا شخصياً أعداداً منها في مكتبتها، خلال زيارة لي مؤخراً الى المعهد، كوسيلة سهلة لإيصال المجلة والمعلومات عن الصين التي تحتويها المجلة الى طلبة اللغة الصينية بالمعهد، فتحقق هدفي السامي كعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء الصين، لإطلاع الاردنيين من اصدقاء الصين والمُستجدّين منهم، على تلك البلاد المترامية الأطراف والحليفة والصديقة لنا.
قبل سبع سنوات إفتُتح المعهد في العاصمة الاردنية بيد السفير الصيني الاسبق والشهير بين الاردنيين “هو يونغ يانغ”، وطلال أبو غزالة، مدير عام المعهد، وارسلت الحكومة الصينية للمعهد أكثر من ثلاثة الاف كتاب هدية، مساهمة في التطوير الثقافي له، ولتعميق العلاقات الثقافية بين الاردن والصين، وتقصير المسافات بين الأمتين الصينية والعربية، وزيادة منسوب الطموحات الاردنية نحو الصين، ولتغدو طموحات الشعبين على منسوب واحد، لكنه عالٍ وعميق بجوهره.
السفير الصيني المحبوب يو هونغ يانغ، توجّه بإسم الحكومة الصينية بالشكر والتقدير لمجموعة طلال أبوغزاله، على التعاون الشامل والدعم القيّم لإنشاء المعهد وانطلاقته الرسمية. ونوّه الى انه في السنوات الأخيرة تم تكثيف التواصل بين بلدينا باطراد في مجالات الثقافة والتعليم، وازداد عديد الأردنيين الراغبين في معرفة الصين وتعلّم لغتها وثقافتها، ومن اجل تلبية هذا الطلب إفتُتح رسمياً معهد تاج– كونفوشيوس.
في رؤية سفير جمهورية الصين الشعبية، يو هونغ يانغ، أن إنشاء المعهد سيسهل على الشعب الأردني تعلّم اللغة الصينية ومعرفة حضارتها، وهو حدث كبير في تاريخ التواصل الثقافي بين البلدين، حيث سيكون نافذة جديدة للاتصال الثقافي بين البلدين، وسيساهم بدور كبير في تقريب المسافة بين الصين والأردن وتعزيز الصداقة والتواصل بين الشعبين وتطوير التعاون المشترك بين البلدين. وصدق السفير يو هونغ يانغ عندما تنبّأ بأن المعهد سيكون مركزاً هاماً لتكوين الكفاءات الممتازة في اللغة الصينية وإعداد الباحثين في الثقافة الصينية في الاردن ومنطقة الشرق الأوسط.
يعمل معهد كونفوشيوس عمّان على مزيد من التواصل الحضاري مع الصين، ونقل الثقافة العربية الأردنية لنواحي البلاد الصينية، لكن الأهم هو أن ما يجري بين الاردن والصين هو تأكيد لأهمية الحديث الشريف “أطلبوا العلم ولو في الصين”، وحضوره في كافة الحِراكات مع الصين، مما سيُعمّق حتماً علاقتنا الثقافية والحوار البيني بين الأمتين العربية والصينية، والشعبين الأردني والصيني، ليغدو المعهد والعلاقات بين عاصمتي الدولتين إضافة نوعية لشعبينا في الجوانب الثقافية والحضارية والسياحية وغيرها، حيث تشكّل اللغة الجسر الرئيس والحامل الأكيد لهذه كلها.
* مسؤول الاستقطاب الطلابي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء الصين ومنتدى قراء مجلة الصين اليوم بالاردن.