مسلمو الصين ورمضان بمدافع الغربان
موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي:
حين تجتمع مدافع إعلام “غربية” وصهيونية وتتكاتف في توقيت واحد وشهر واحد هو رمضان، وتتناغم في خطابها “السلفي الجهادي القتّال” ضد الصين، وتحرّض عليها، إنما في الأمر شُبهة وباطنية وسرٌ دفين.
في كل سنة تطلع علينا وسائل الحرب ومدافعها الإعلامية الغربانية بأخبار و”تحليلات” أقل ما يمكن وصفها بالمفبركة، وبأنها صادرة عن قيادات عليا موَّحدةٍ واحدة تكمن في واشنطن “دي سي”، ولندن السّحاب والغيوم، وبون معقل النازية، وروما موقع الفاشستية التاريخية، وتل أبيب العربية الفلسطينية المسروقة منا والمغتصبَة (بفتح الباء) بيد عصابات الصهيونية الداعشية.
تارة يقولون، ان الحكومة الصينية والحكومات المحلية والحزب الشيوعي منعوا الصينيين المسلمين من صيام رمضان، وتارة اخرى يدّعون بأن “الحُكم الشيوعي” يَمنع المسلمين من الصلاة في مساجد الصين في رمضان، وفي ثالثة يَصل بهم الخبث ومحاولة استغباء الشعوب الاسلامية الى حد القول، ان الصين “تشن حرباً عالمية ثالثة” على مسلميها”، برغم ان هؤلاء المسلمون هم صينيون، مواطنون ومواطنات، واتباع عائلات محترمة وقبائل عريقة وقديمة، بعضها عربي اللسان والأصل والفصل، والكثيرون منهم برزوا في العلوم والآداب والتجارة والصناعة والقيادات السياسية الصينية.
مساجد الصين مفتوحة للمُصلّين في رمضان وفي غيره من شهور السنة، ولا يوجد عليها حراسات ولا رقابات، وتحيطها الاسواق الشعبية الشبيهة بأسواقنا الشرقية، حيث يُباع البخور والخبر والحلويات الشرقية والمَشاوي، والذبائح الطازجة، وتشعر والحالة هذه وكأنك في مركز عاصمة عربية، أو قرية فلسطينية واردنية ومصرية وشامية. والمساجد هناك تاريخية عظيمة، وجميلة بكل معاني الجَمَال، وفخمة بكل معاني الأُبّهة.
كنت في الصين، ورأيت الصين ومساجدها والمسلمون.. وتعرفت على مسلمين وسكان مدنيين، شيباً وشباباً، وقد هالني هناك عظمة الدولة التي تفاخر بنفسها، ومشاعر شعبها اللطيف، بأديانه وأرائه ومعتقداته، وأهم ما يفاخرون به هو ولاءهم لدولتهم وتقدمها وعظمتها وحزبهم الحاكم الذي قاد البلاد الى برِّ الامان، وضرورة ان تكون الصين قيادية للبشرية نحو “إنسانية مفرطة”، لا مكان فيها لتغوّل أحد على أحد، ولا شعب على شعب، ولا مجموعة وقومية على أخرى، ويا لسروري لو قَبِلَ الصينيون بي لأحيا عندهم، أعمل وأُنتج، في مجتمع الانضباطية والقانون.
ان أكثر الأخبار والمقالات عن مسلمي الصين هي عدائية لهم وللدولة الصينية، وهي توجد على شبكة الانترنت الدولية وهناك مواقع متخصصة ضدهم، وينتشر العداء لمسلمي الصين في مواقع التواصل الاجتماعي الخصم، التي لا تشير الى ايجابيات الحكومة الصينية وتعاملها مع مواطنيها المسلمين والافضليات التي يتمتعون بها أكثر من تمتع غيرهم من اتباع الديانات بالافضليات الحكومية، بل ان تلك المواقع تواصل الحرب العالمية على الصين دولة وشعباً ومسلمين، بغية استعداء العالم عليها وعليهم، ومحاولة فرض تدخل خارجي في شؤونهم الداخلية، ووصاية دينية وسياسية، فعدد المسلمين في الصين يصل الى ما بين عشرين وثلاثين مليون مواطن، وعدد مساجدها نحو 35 ألفاً، وهو ما تتطلع إليه الدول والجماعات العدوة للصين، ومنها تلك المتطرفة والعنفية بهدف توظيف المشاعر المعادية للصين، التي يعملون على تنميتها وتصنيعها في مختبراتهم، لتكسير أركان الدولة الصينية، وإحلال دول اخرى مكانها، عندما يعملون على تفتيتها كما يحلمون، وتقسيمها عودة على بدء التقسيم الاستعماري الغربي والياباني للصين، وهي محاولات عقيمة لن تنجح، لأن الحزب الشيوعي والدول والحكومات الصينية لن تسمح بذلك، ولأن الشعب الصيني بأديانه وكل معتقداته يَقف صفاً واحداً صلبا ًلصيانة مُنجزاته التاريخية والاقتصادية والسياسية، ولتعظيم مكانة الصين إنسانياً وعالمياً في أوساط الشعوب والامم.. فلتصمت مدافع الحرب الاعلامية الحامية على الصين الشريفة، ولتحيا الصين حُرّة واشتراكية وإنسانية لكل الانسانية.. ولكل البشرية.
*عضو قيادة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين، ومسؤول المطبوعات والمنشورات والملف الاسلامي في الصين.