مقابلة خاصة: خبير أمريكي: احترام التاريخ وحب السلام سيلمعان خلال الاستعراض العسكري الصيني بيوم الانتصار
سيتألق احترام التاريخ وحب السلام خلال الاستعراض العسكري الصيني المرتقب في يوم الانتصار، والذي سيعمل على إظهار صين مستقلة ومعتمدة على الذات وواثقة، حسبما قال كاتب أمريكي وخبير في الشؤون الصينية، روبرت كوهن، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)).
وكحدث رئيسي لاحتفالات الصين بإحياء الذكرى السنوية الـ70 عاما لانتهاء الحرب العالمية الثانية، سيتم تنظيم استعراض عسكري، صباح يوم الخميس القادم في بكين، حيث سيعرض دبابات وصواريخ، وبمشاركة أكثر من 12 ألف جندي.
وقبل الحدث الأساسي، أشار كوهن، وهو أيضا يشغل منصب رئيس مؤسسة كوهن، إلى أن التفكير مليا بتاريخ الحرب العالمية الثانية يعتبر أحد أهم الأهداف من الاستعراض العسكري.
وقال كوهن إن “تنظيم الاستعراض يأتي بمناسبة الذكرى السنوية الـ70 لانتصار قوات الحلفاء لمقاومة الغزو الياباني، الذي يعد أحد أكثر الاعتداءات والحروب الفظيعة والغاشمة في تاريخ البشرية، وتعتبر الحرب العالمية الثانية من كافة جوانبها وحشية للغاية، لذلك فإنه من المهم للعالم التفكير مليا فيها لضمان عدم حدوثها مرة أخرى بأي شكل من الأشكال”.
وقال كوهن إن الاستعراض سيساعد العالم على معرفة دور الصين المهم في تاريخ الحرب العالمية ضد الفاشية، كما يعد تصريحا هاما بأن الصين لن تسمح مطلقا بتكرار ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية وحرب الشعب الصيني لمقاومة العدوان الياباني.
وأخذ كوهن رد إسرائيل على المعاناة التي تعرض لها اليهود خلال الحرب الثانية العالمية كمثال للمقارنة، معتبرا أن البلد قد أبدى ذات الموقف المشابه للصين.
وقال كوهن “لقد أبدوا ذلك الموقف أمام العالم، والذي أشاروا فيه إلى أنهم لن يسمحوا بأن يتكرر ما حدث لليهود ومواطنيهم في ألمانيا النازية بأوروبا مرة أخرى”، مضيفا أنه استخدم هذا التشابه الجزئي لأنه بإمكانه أن يمنح الغربيين تفهما أفضل لما تشعر به الصين.
وخلال حرب الشعب الصيني لمقاومة العدوان الياباني، بلغت حصيلة الضحايا في الصين ما مجموعه 35 مليون ضحية عسكرية وغير عسكرية، ما يعد ثلث إجمالي الضحايا في كافة الدول المشتركة في الحرب العالمية الثانية.
وقال كوهن إن “الاستعراض العسكري يعد تصريحا قويا بأن الصين مختلفة اليوم عما كانت عليه في الماضي”، مضيفا أن “الصين حاليا معتمدة على الذات ولديها قدرة عسكرية مستقلة لتطوير نفسها، وإنها تُظهر بشكل علني بأنه ليس هناك أي شيء مخفي”.
وقال إن الاستعراض العسكري يأتي أيضا “بمعنى الاحتفال بتواجد الصين في العالم بطريقة قوية جدا”، مضيفا أنه “ربما إشارة لقوة الصين، لكن ليس القوة العسكرية فحسب، بل أيضا استقلالها وثقتها بنفسها”.