إحتفالية بكين بالذكرى السبعين ليوم النصر العالمي
موقع الصين بعيون عربية ـ
خالد سعيد ديان ـ
نادي قراء مجلة “الصين اليوم” باليمن:
شهد ميدان تيان آن مين في العاصمه الصينيه بكين، فعاليات العرض العسكري التاريخي بحيث صار شاهداً في المنطقة على إحتفالية الذكرى السبعين لإنتصار الصين على العدوان الياباني في الحرب العالميه الثانية .
في الحرب العالمية الثانية، تعرضت الصين لأبشع الجرائم والإنتهاكات الإنسانية من قِبل الجيش الياباني ودول المحور التي تحمل عقلية دكتاتورية ونزعة عنصرية سلطوية، ارادت جعل العالم مغنماً وتابعاً لها وخاضعاً ذليلاً , لكن هذه العقلية السلطوية ضُربت بيد من حديد وذلك بعد تكاتف دول التحالف وتكبيدها دول المحور الهزيمة الساحقة .
وبرغم إستعراض بعض الجرائم، ولا حصر لها، التي كانت ارتكبتها القوات اليابانيه في حق الشعب الصيني الأعزل، ظل شعب الصين واقفاً وصامداً امام ذلك العدو الهمجي المتخلف، حتى نال حريته واستقلاله وكرامته .
ومن تلك الجرائم الجسيمه واللا اخلاقيه اليت ارتكبتها اليابان بحق الصين والصينيين، الإعترافات التي نشرتها إدارة الدولة الصينية للمحفوظات والتي تضمنت إعترافات مجرم حرب ياباني ارتكب عشرات من عمليات القتل والإغتصاب خلال الحرب العالمية الثانية , قال فيها ان الجنود اليابانيين قاموا بالتدرّب على الطعن بالحربة على مدنيين صينيين أحياء , كذلك من ضمن الجرائم قتل واستعباد وتسميم صينيين بالاضافة لاستخدام اسلحة بيولوجية وكيماوية ضد اهداف بشرية حية !
ناهيك عن جرائم الإغتصاب التي ارتكبتها القوات اليابانيه أثناء احتلالها للصين وكوريا الجنوبية والتي تعتبر إهانة لكرامة الإنسان وتاريخه وحضارته التى هي أغلى ما يملك المرء في الحياة.
ومن منطلق الجريمة المشتركة التي ارتكبت في حق نساء المتعة لكل من الصين وشبه جزيرة كوريا، فقد اتفقت إدارة السجلات بمقاطعة جيلين الصينية ونظيرتها مؤسسة تاريخ شمال شرق اسيا على إقامة ندوات مشتركة وإجراء تبادلات بين الباحثين، من أجل “التوصل إلى حقيقة التاريخ”. ذلك ان “ان قضية نساء المتعة انتهاك لحقوق الانسان”، وفقا للمذكرة.
التوقيع على المذكرة جاء فى أعقاب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لجمهورية كوريا فى يوليو الماضي، حيث اتفق خلالها الرئيس شي ونظيرته الكورية الجنوبية بارك جيون-هي على المشاركة فى الموارد والتعاون فى دراسة قضية نساء المتعة فى ذلك الوقت.
وفى مراسم التوقيع، منح الجانب الصيني 25 نسخة من السجلات التى تتعلق بقضية “نساء المتعة” لجمهورية كوريا، فى الوقت الذى قدمت فيه جمهورية كوريا بعض المواد الشفهية والكتب المرجعية.
في التاريخ نقرأ ان الصين بقيت ساحة المعركة الرئيسية في الشرق أثناء الحرب ضد الإحتلال الياباني والفاشية الإيطالية والنازية الألمانية.
ومنذ ما قبل السنة الاولى للحرب العالمية الثانية، بدأت اليابان عمليات استعمارية عسكرية واحتلت منشوريا الصينية في سبتمبر 1931 ، وبعد ست سنوات في يوليو 1937 احتلت اليابان الصين، فاندلعت الحرب العالمية الثانية بآسيا. وهنا بالذات، سطرت المقاومه الشعبيه الصينية والجيش الصيني أروع الملاحم البطولية في معارك كبدت فيها العدو الياباني درساً لن ينساه على مر العصور والأزمان، إذ بذل فيها الشعب الصيني تضحيات عظيمة كانت مساهمة مهمة في إنهاء الحرب العالمية الثانية بانتصار مؤزر, ومن ضمن المعارك الابرز ، تالياً على سبيل المثال :-
ـ معركة تايأرتشوانغ (16 مارس 1938) في مارس عام 1938، حيث أعدت القوات اليابانية هجوماً على مدينة تايأرتشوانغ، بالمنطقة العسكرية الحاسمة في مقاطعة شاندونغ، لكنها لقيت مقاومة شرسة من القوات الصينية التي انتصرت أخيراً في المعركة في 7 يوليو. تعد هذه المعركة من أهم الانتصارات الأولى منذ بدء حرب المقاومة الصينية ضد العدوان الياباني في 7 يوليو عام 1937 وكانت ضربة قوية وجهت للغزاة اليابانيين اعلت من روح وحماسة الجنود الصينيين.
ـ معركة مائة فوج (20 اغسطس 1940) انفجرت هذه المعركة في شمالي الصين في صيف عام 1940، حيث حشد الحزب الشيوعي الصيني القوات المكونة من أكثر من 200 ألف جندي لشن هجوم على قواعد الغزاة وتدمير خطوطهم للإمداد، بما ارتقى في حماسة الصين جيشاً وشعباً لمقاومة اشمل للعدوان الياباني وأحباط خطط القوات اليابانية الغازية.
ومن الجرائم البشعه التي ارتكبها الإحتلال الياباني في حق الشعب الصيني الأعزل، كانت مذبحة نانجينغ (13 ديسمبر 1937) التي حدثت بعد احتلال مدينة نانجينغ التي كانت عاصمة الصين. في ذلك الوقت، في يوم 13 ديسمبر عام 1937، قامت القوات اليابانية الغازية بمذبحة فظيعة استمرت أكثر من 40 يوماً، مما أدى الى مقتل أكثر من 300 ألف من المدنيين الصينيين والجنود غير المسلحين واغتصاب حوالي 20 ألف امرأة.
عملت الصين على بناء متحف نانجينغ الذي احتوى على وثائق تاريخية تسرد كل جرائم الإحتلال الياباني التي ارتكبها في حق شعب الصين الذي تجرع أصناف العذاب من محتل غاشم ظل جاثماً على صدور الصينيين سنين عديدة .
كما يوجد في المتحف شعار (( إننا نغفر ولن ننسى )) وتحليل ذلك الشعار، كما فسّره سفير مصر الأسبق محمد نعمان جلال، أنه يُظهر ثلاث دلالات :-
ـ الأولى: دور التاريخ في العقلية والحس الوطني الصيني بوجه خاص، ودول وشعوب شرق وجنوب شرق آسيا بوجه عام.
ـ الثانية: رغبة الصين في الدخول في علاقات طبيعية مع الدول الأخرى وخصوصاً اليابان، بحكم العلاقات التاريخية، والتأثير الحضاري والمصالح الاقتصادية والأبعاد الجيواستراتيجية.
ـ الثالثة: صعوبة نسيان جرائم بشعة ارتكبت من دولة ضد دولة أخرى ذات حضارة عريقة مثل الصين.
وبمناسبة الذكرى السبعين لانتصار الشعب الصيني في الحرب ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشيةن لا بد من استذكار تصريحات السيد بان كي مون الامين العالم للامم المتحدة، الذي اشاد بالاسهام والتضحية اللذين قدمتهم الصين خلال الحرب العالمية الثانية و أعلن امام الصحفيين بمقر الامم المتحدة” ( ان إسهام الصين وتضحيتها خلال الحرب العالمية الثانية معترف بهما جداً.. وان معاناة الصينيين موضع تقدير وتعاطف من كل شعوب العالم ).
فيما نوّه ( ليو جيه يي) مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة الى: انه “وفي هذه المناسبة المهمة، نُقدِّرُ بعمق ذكرى ضحايا الحرب الأبرياء، ونشيد بشدة بالرواد والشهداء، الذين ساهموا بأرواحهم القيّمة بالانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية، وانتصروا للسلام العالمي والحضارة والتقدم البشري”.