شينجيانغ والذكرى ال60
موقع الصين بعيون عربية ـ
خالد سعيد ديان*:
تحتفل الأمة الصينية في الأول من أكتوبر بعيدين وطنيين الذكرى الأولى هي السادس والستون لتأسيس الصين الشعبية , والذكرى الثانية هي الذكرى الستون لتأسيس منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم والتي بصددها في هذا المقال .
منطقة شينجيانغ الصينية هي قلب الصين النابض حيث التاريخ والحضارة والتنوع الثقافي والاجتماعية والاحترام المتبادل بين القوميات العرقية الـ47 من بين 56 قومية صينية تحتفظ كل منها علي ثقافتها وتقاليدها و يعيشون جنباً لجنب مشكلين بذلك نسيج اجتماعي متماسك ضد من يُسئ الى حضارته وثقافته وأمن بلاده .
منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم هي تعتبر بمثابة مركز تجتمع فيها 4 حضارات شرقية وغربية وكما يقال هي موطن الحكايات الجميلة , وتشتهر بالرقص والغناء والفواكه والأحجار الكريمة والسجاد وتشتهر بالثقافات والعادات والتقاليد المبهرة لقوميات الويغور والقازاق والغرغز والأزبك وشيبوه ومنغوليا، وتتميز بالواحات في الصحراء والمروج على الغوبي والبحيرات على القمم الثلجية والأنهار الجليدية.
تقع شينجيانغ على حدود شمال غربي الصين، مساحتها 66ر1 مليون كم مربع، تحتل سدس إجمالي مساحة الصين، هي أكبر منطقة إدارية في الصين، تتاخم روسيا وقازاقستان وقرغيزستان وطاجيكستان وباكستان ومنغوليا والهند وافغانستان، تطول حدود الصين فيها 5600 كم، فهي أكبر منطقة صينية من حيث المساحة وطول حدود البلاد. في التاريخ كانت أحد الثغرات الهامة على طريق الحرير القديم، أصبحت اليوم منطقة يمر بها الجسر الأور آسيوي القاري الثاني.
تشكل قومية الويغور التركيبة العظمى لسكان منطقة شينجيانغ وهي قومية مسلمة وتعتبر جزء لا يتجزأ من الشعب الصيني الذي يسعى جاهداً لخدمة وطنه والارتقاء به الى أعلاء مستويات التوصيفات العالمية في شتى ميادين الحياة ومن المعلوم أن منطقة شينجيانغ هي من المناطق الغربية التي كانت تعاني من عدم الاهتمام الكبير من الحكومة الصينية في السابق حيث كانت الفجوة الكبيرة بين مناطق شرقي وغربي الصين في جميع ميادين الحياة كبيرة جداً, فقد كانت المناطق الشرقية تتمتع بمشاريع تنموية واقتصادية واجتماعية ونهوض عمراني لا مثيل له , وفي المقابل كانت المناطق الغربية تعاني الفقر والتخلف في جميع ميادين الحياة , لكن الحكومة المركزية الصينية تداركت تلك الفجوة بين شرقي وغربي البلاد بعمل خطة خمسية للمناطق غربي الصين وذلك من خلال البرامج والخطط وغيرها من الخطوات الجادة التي تهدف الى تنمية المناطق الغربية من الصين واستطاعت بعد ذلك ان تحقق الحكومة المركزية الكثير من الإنجازات التنموية والاقتصادية وإعادة بناء البنية التحتية والقيام بالعديد المشاريع التي من شانها ان تحسن من دخل الفرد .
وقد استضافة اورومتشي العديد من الأنشطة التنموية والثقافية منها على سبيل المثال منتدى تنمية شينجيانغ الصينية لعام 2015 الذي, وقد قال فيه نائب رئيس دائرة الإعلام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونائب مدير المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني تسوى يو يينغ إن شينجيانغ هي المنطقة المركزية للحزام الاقتصادي على طول طريق الحرير، ونافذة هامة لانفتاح الصين على الغرب، ومحور المواصلات المهم لربط قارتي آسيا وأوروبا ومركز الأعمال اللوجستية والتعليم الثقافي. ويهدف تأسيس منتدى تنمية شينجيانغ الصينية إلى بناء منصة الاتصالات من أجل تعزيز التعاون متبادل المنفعة في المنطقة والعالم.
كذلك من التطورات المتسارعة في منطقة شينجيانغ إعلان عن استخدام طاقة الرياح في التدفئة في شينجيانغ, حاليا في منطقة شينجيانغ 28 منفذا متنوعا و3 مناطق تنموية على المستوى الوطني و74 مدينة ومحافظة منفتحة على الخارج. وأقامت شينجيانغ علاقات تجارية واقتصادية مع اكثر من مئة دولة ومنطقة في العالم.
ايضاً البنايات الإسلامية في شينجيانغ، في مسيرة تشكيلها وفي خلفياتها التاريخية والثقافية المختلفة، تجسد أسلوب وخصائص توحيد تعددية مختلف القوميات ثقافة وفنا ومعمارا ورسما ونقشا. بينما يعبر الفن المعماري الباهر للمساجد والمآذن والمقابر والنقوش والرسم المتنوع عن إيمان القوميات الإسلامية، ويفوح بنكهة وأسلوب ثقافي قومي كثيف. وتجمع هذه البنايات الخصائص التاريخية والحديثة معا، مما يجعلها جزءا هاما من ثقافة الأمة الصينية التقليدية وثقافتها الحديثة. البنايات الإسلامية تراث تاريخي ثمين وهي شاهدة على التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للقوميات المختلفة في الفترات التاريخية المختلفة.
وبمناسبة حلول الذكرى ال60 لتأسيس منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في الأول من أكتوبر 2015 ، فقد قرر بنك الشعب الصيني في 12 أغسطس الجاري (البنك المركزي) إصدار 10 ألف قطعة فئة مائة يوان و20 ألف قطعة فئة 10 يوانات.
وفي نهاية المطاف يسعدني ان ازف أجمل وأرق التهاني الى الأمه الصينية بمناسبة حلول الذكرى الستين لتأسيس منطقة شينجيانغ وكل عام وانتم بألف خير,,,
*نادي قراء مجلة الصين اليوم باليمن.
عضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين