الإذاعة الصينية.. واقعية وموضوعية ومبدئية ونفع
موقع الصين بعيون عربية ـ
مارينا مروان سوداح*:
في متابعة برامج إذاعة الصين الدولية العريقة على الانترنت وملاحقة بثّها من خلال صفحتها الشبكية، والاستماع إليها عبر المذياع، مُتعة وثقافة واستزادة، ليس عن الصين ووقائعها فحسب، بل وعن مختلف البلدان والدول والشخصيات، ما يؤكد أُممية الاذاعة الصينية، وإنسانيتها الطافحة بمعاني الشرف وصداقة الامم كبيرها وصغيرها. والى ذلك أيضاً، تعتبر الاذاعة الصينية واحدة من أهم الإذاعات العالمية، وأكثرها نشاطاً وأهمية وعَملاً حثيثاً ونافعاً في مجال العلوم والثقافة، وتعريف الشعوب على بعضها بعضاً، وتعميق مفاهيم شريفة في المستمعين، جُلّها السلمية و الانسانية المُضمّخة بأنسنة العلاقات البشرية، وبهدف دفع المستمعين والناس عموماً للسير نحو نقل الصِلات بين البشر الى مستوىً راقٍ، لا يَحيد عن المصالح والمبادئ المشتركة لرسوخ المجتمعات البشرية ونفعِها، ذلك أن البث الصيني باللغة العربية بالذات، وسيلة فعّالة وأسهل لتعرف المستمعين العرب على الصين الصديقة، وطبيعة وآليات الانسنة الشاملة.
تأسس القسم العربي للاذاعة في اليوم الثالث من نوفمبر عام1957، وقد شهد عمل القسم تقدماً كبيراً وموصولاً من حيث ساعات البث ومضامينه، إذ أن البرامج الاذاعية باللغة العربية كانت تبث في البداية مرتين يومياً، وثلاثين دقيقة كل مرة . وفي عام 1959، ووفقاً للاذاعة، بدأت تبث مرتين يومياً بمعدل ساعة واحدة كل مرة، وتوسّعت مضامينها وأبعاد البث لديها باضطراد. وفي عام 1981 ازدادت ساعات البث إلى ثلاث ساعات يوميا . وفي اليوم الثامن والعشرين من مارس اذار عام 1999 ، أطلقت إذاعة الصين الدولية برنامجها العربي الداخلي في قناة FM88.7على نطاق بكين، عاصمة الصين، وتبث ساعة واحدة كل يوم.
تأسست إذاعة الصين الدولية CRI في الثالث من ديسمبر 1941م كإذاعة صينية وحيدة موجهة لخارج الصين، تديرها الدولة وتموّلها، بهدف ترقية التفاهم والصداقة بين الشعب الصيني والشعوب الأخرى في أنحاء العالم المختلفة بدون استثناء. وفي بداية تأسيسCRI كانت برامج اللغة اليابانية هي الاساس وامتدت لمدة15 دقيقة فقط كل يوم. وبعد60 عاماً من ذلك صارت الاذاعة تذيع برامجها بـ211 ساعة من البرامج كل يوم، ولكل جهات الكرة الارضية، بـ38 لغة، و4لهجات صينية، بالاضافة الى اللغة الصينية الفصحى.
واليوم، تبث الاذاعة برامجها208 ساعات ونصف الساعة يومياً (بحسب النصوص المنشورة بإسم الاذاعة). ويُعد القسم العربي من أهم الأقسام الاذاعية، وأكثره نشاطاً وتأثيراً وعلاقات مع مستمعي العربية، واندماجاً بهم وتلبية لرغباتهم وأمالهم الثقافية والإعلامية، إذ ان برامجه العربية شاملة وتتركز على الأخبار بشكل أساسي، لكنها تتسم بمزايا متباينة وجاذبة. ومن بين تلك البرامج الشهيرة للاذاعة بين مستمعيها، البرامج الموسيقية، على شاكلة ألحان شرقية. وأضحى البث العربي أول اختيار لمستمعي اللغة العربية، لكونه يركّز على آخر الاخبار والعلاقات معهم، ناهيك عن رغباتهم بتعلّم اللغة الصينية، والتمتع بالموسيقى العربية التقليدية.
وفي جماهيرية الاذاعة الصينية وقسمها العربي، في كونها تتلقى سنوياً أكثر من600,000 رسالة من مستمعيها، بحسب إحصائيات الاذاعة، من نحو200 دولة، ولهذا بالذات ولأسباب اخرى كثيرة لا يتسع اللمجال هنا لذكرها كلها، غدت الاذاعة وقسمها الناطق بالضاد، جسراً يُجسِّر إتصالات فاعلة ما بين الصين وشعوب العالم، ووسيلة حقيقية ومُثلى والأسرع والأكثر ملاءمة والاعمق فعالية بين الامم، لمعرفة الصين على حقيقتها وواقعها، وفي جميع جوانبها الواقعية، ولا ننسى هنا ان القسم العربي ناضح حقاً بالموضوعية.
وبرامج CRI تغطي أنحاء البسيطة كافة، وهي تشمل الأخبار والتحليلات التي تتناول شتى قضايا الساعة وملفات العصر المِلحاحة، زد عليها تقارير اخبارية وتحليلية عن السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والاختراعات وعلاقات الصين مع بلدان العالم.
وفي تكريس طاقم القسم العربي – من صينيين وعرب من مختلف الاقطار العربية الجليلة- جهوده لخدمة مستمعي الاذاعة واجتذابهم والإبقاء عليهم أصدقاء، واقع مُخلص لرسالة شريفة حقاً، وبناء جسر صداقة وتحالف نوعي يربط ما بين الصين والدول العربية، وما بين الشعب الصيني والامة العربية، وتعتبر البرامج العربية مُعززة للتفاهم بين شعب الصين والعرب ومانعة لأية تقلبات سياسية طارئة مُشوّهة لها أو مفتتة، ومُفشلة لكل المساعي الخصم، الساعية الى تفريغ الصين والاذاعة من اصدقائها العرب وحلفائها الخُلص، وللحديث بقية تأتي تباعاً.
*مديرة في المجال السياحي والاستثماري، وعضو في الاتحاد الدولي للصُحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين.