“شي” وحُكم وطني ناجح
موقع الصين بعيون عربية ـ
مأمون الروابده*:
قرأت كتاب فخامة الرئيس شي جينبينغ المُعنون “حول الحكم والإدارة”، حين وصلني هدية من جمهورية الصين الشعبية، عن طريق الاخ مروان سوداح، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين. إذ أن الكتاب يُهدى كهدية خاصة لحُلفاء الصين وأصدقائها على وجه التحديد، حتى يستفيدوا منه في الاطلاع على نظام الحُكم الصيني الجديد، الناضح بألوان وطنية، لكنه يزاوج بين الوطنية والاممية والانسانية، حتى غدا الحُكم الصيني مُحببياً للشعوب، وتتطلع إليه للإفادة الذاتية والجماهيرية، واستكمال مَعارفها فيه، وفي نمط الإدارة الصينية الغنية المضمون والرفيعة المستوى.
صدر الكتاب عن “دار النشر الصينية باللغات الأجنبية”، وشارك في تحريره “مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني” و “المكتب المركزي لدراسة الوثائق والمجموعة الصينية للنشر الدولي”. والكتاب متوافر حالياً باللغات الصينية والعربية والإنجليزية والروسية والاسبانية والبرتغالية والألمانية واليابانية. ويتحلى إصدار كتاب “شي جين بينغ حول الحكم والإدارة” بأهمية كبيرة في توضيح مفهوم واستراتيجية اللجنة المركزية للحزب التي يتولى شي منصب أمينها العام، وتعزيز الفهم الدولي لمفاهيم الصين وطريقها التنموي وسياستها الداخلية والخارجية، وتجاوبها مع اهتمام المجتمع الدولي بالبلاد.
يشمل كتاب “شي جين بينغ حول الحكم والإدارة” الذي يضم 18 فصلاً 79 مناسبة حزبية ودولتية، كلمات وأحاديث وخُطب وتعليمات ورسائل، كان أدلى بها الرئيس شي جينبينغ خلال الفترة ما بين 15 نوفمبر للعام 2012 و13 يونيو للعام 2014. وأضيفت الهوامش اللازمة إلى الكتاب لمساعدة القراء من مختلف الدول على فهم النظام الاجتماعي للصين وتاريخها وثقافتها. كما أُدرجت في الكتاب 45 صورة للرئيس شي جينبينغ تعرض الى مختلف مراحل حياته، ليتمكن القرّاء من التعرّف على عمله وحياته، وقد جاء الكتاب ليعرض الى حقبة المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني الباني وما بعدها، حين إنطلق أبناء الشعب الصيني من مختلف القوميات في مسيرة جديدة نحو الإصلاح والانفتاح والعصرنة، بقيادة اللجنة المركزية للحزب، التي يتولى شي جينبينغ منصب أمينها العام.
وفي الكتاب، يُدلى الرئيس شي جينبينغ بسلسلة من الأحاديث المهمة، عن الممارسات الجديدة في حُكم البلاد وإدارة شؤونها، ويَطرح أفكاراً بعد افكار، وأطروحات جديدة تستجيب للقضايا النظرية والواقعية التي تواجه الحزب والدولة في ظل أوضاع العصر الجديد، وتعكس مفهوم القيادة الجماعية المركزية للحزب، وإستراتيجيتها لحُكم البلاد وإدارة شؤونها، ما يُدلل على الجماعية في الحكم ونفعه على نطاق وطني واسع، وإنساني شامل، لكونه سلمي ووئامي.
الكتاب يُساعد القارئ المهتم على معرفة النمط الجديد من التفكير الصيني المتطور، وإبداعات الرئيس “شي” الفكرية، التي تعتبر بحق إضافة جد نوعية في مدرسة الفكر والايديولوجيا الصينية الجديدة، ويُلمس ان الرئيس الهمّام يستند بحق الى إرث الصين الطويل، المُمتد لعدة ألوف من السنين، ويُعيد إنتاج جوانب منه في قالب جديد، يؤكد عراقة الامة الصينية من جهة، والإفادة من المُراكمة الفكرية، ومن البُعد السياسي الذي انتجته الامة الصينية من جهة اخرى، وذلك في عصر حالي مُعقّد، وإن كان هذا العصر مختلفاً في شكل وجوهر أليات نهوضه، وبالتالي يوفّر هذا الامر فرصة جديدة ونوعية للتعاون العربي الصيني وللتنمية المشتركة للامتين في المستقبل القريب، ما يدفع امتنا حتماً لترتيب أحوالها، لأجل الإفادة من الصين ونهوضها الجديد – وهو النهوض الأكثر نجاحاً في العالم، وإلا سوف تتخلف الامة عن ركب الحضارة العالمي وتتقهقر عن سبيل التطور، وتنزوي في عتمة ليل طويل وبهيم.
*عضو في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصُحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين ومنتديات قرّاء المجلات الصينية والمستمعين لإذاعة الصين الدولية العزيزة الناطقة بالعربية.