تعليق: لا أجندة خفية وراء خطوة الصين لدعم التعاون مع كوريا الجنوبية واليابان

من المقرر ان يلتقي رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون- هي هنا غد الأحد فى القمة الثلاثية السادسة بين الدول الثلاث من اجل مناقشة قضايا تهم المنطقة.

وتم إستئناف الاجتماع بعد تعليقه لمدة ثلاثة أعوام ونصف, ما يمثل خطوة جديرة بالثناء لدعم التعاون في شمال شرق آسيا, ولكن من الممكن أن تثير هذه الخطوة غضب الولايات المتحدة التي تعد حليفا لليابان وكوريا الجنوبية ولديها تأثير قوي طويل في المنطقة.

ان قلق واشنطن شيء مفهوم ولكن يجب تذكيرها بأن العلاقات المضطربة بين الدول الثلاث المتجاورة تؤذي السلام والرخاء الاقليمي وستقوض المصالح الامريكية.

وتعد الصين واليابان وكوريا الجنوبية كيانات اقتصادية قائدة في العالم حيث جاء إجمالي الناتج المحلي لهذه الدول في المرتبة الثانية والمرتبة الثالثة والمرتبة الـ14 على التوالي في عام 2014. ويعد بناء علاقات اعمال وتجارة أقوى بينهم أمرا مهم لدعم الحيوية الاقتصادية وتحسين الحياة المعيشية للافراد.

ومنذ وقت ليس بعيدا وقعت الصين وكوريا الجنوبية اتفاقية تاريخية للتجارة الحرة. ومن المتوقع ان تسرع زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الجارية لكوريا الجنوبية تطبيق الاتفاقية. ويتم التفاوض بشأن اتفاقية ثلاثية للتجارة الحرة بين الصين وكوريا الجنوبية واليابان منذ عام 2012, وهى فى مقدمة أجندة أعمال القمة.

ان الاندماج الاقتصادي حيوى لتحقيق السلام والاستقرار الاقليمي. وان العلاقات الثنائية بين الصين وكوريا الجنوبية فى افضل حالاتها فى تاريخ البلدين. وقد خفت حدة التوترات بين الصين واليابان بشأن قضايا تاريخية ونزاعات على الجزر منذ أواخر العام الماضي. وعلى الرغم من وجود عوائق داخلية وخارجية، تدرك الدول الثلاث أهمية دعم الثقة السياسية المشتركة.

وحقق التبادل بين الافراد أيضا مستوى قياسيا عاليا. فقد تجاوزت الزيارات المشتركة بين الصين وكوريا الجنوبية 10 ملايين خلال عام 2014, بينما وصلت الزيارات بين الدول الثلاث إلى 20 مليونا.

ويعد بناء علاقات أوثق فى شمال شرق آسيا اختيارا طبيعيا وضروريا. وما زالت الصين دولة نامية كبيرة ولديها مجال واسع من التعاون المربح للأطراف مع كوريا الجنوبية واليابان.

وقدمت مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها بكين وتأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية منصة عملية لتعميق التعاون الاقتصادي مع جيران الصين. وجعلت كوريا الجنوبية الاقتصاد هدفها الأول لعام 2015 وحاولت تسريع النمو من خلال الابتكار. واكدت إدارة آبي في اليابان ايضا على الانتعاش الاقتصادي والرعاية الاجتماعية.

ويعد التعاون السلس بين الصين وكوريا الجنوبية واليابان أساسيا للسلام والرخاء في شرق آسيا حيث تمثل الدول الثلاث حوالي 90 في المائة من إجمالي الناتج الاقتصادي في المنطقة. وكلاعبين كبار في المنطقة يجب عليهم ان يتحملوا مسؤولية الحفاظ على تفاعل إيجابي ووضع مثال جيد للتعاون الاقليمي.

ويقدم استئناف القمة الثلاثية فرصة جيدة للتأكيد على أهمية بناء اساس سياسي قوي للتعاون الثلاثي الذي ما زال في الحقيقة في مرحلة مبكرة.

وفي عام 2008 اتخذ قادة الدول الثلاث خطوة حاسمة للالتقاء لأول مرة خارج اطار اجتماع القادة للآسيان + ثلاثة. ويجب الا تعيق أى تحديات مؤقتة آلية هذا التعاون.

ويجب ان تمثل القمة القادمة نقطة تحول في التعاون الثلاثي. ومن المأمول ان تعمل الدول الثلاث بشكل قوي لإزالة العوائق أمام المصالحة والتعاون فى المنطقة لبناء شمال شرق آسيا اكثر استقرارا.