للمرة الاولى: مجلة “الصين اليوم” توزّع في فعالية وطنية أُردنية بكنيسة على مسلمين ومسيحيين

الخوري محمد شرايحة يُشيد برسالة المجلة ولغتها العربية
د. حنا معايعة: مجلة الصين اليوم تعزّز وتعظّم العلاقات الاردنية الصينية

موقع الصين بعيون عربية ـ
عمّان ـ تحقيق الأكاديمي مروان سوداح والشيخ محمد حسن التويمي:

كانت تجربة أُولى لم يَسبق لها مثيل في الاردن. فهناك في منطقة مرج الحَمَام الاردنية المعروفة، – التي هي واحدة من أضخم مناطق العاصمة الاردنية وأكثرها إكتظاظاً بالآهلين – شارك مسيحيون ومسلمون في فعالية بهيجة اجتماعية وطنية في كنيسة مار إلياس للروم المَلكيين الكاثوليك، حيث كانت مجلة “الصين اليوم” حاضرة بينهم وفاعلة بإتجاههم.
وفي جوهر الفعالية، كان توزيع المجلة على الحضور في نشاط لإسلامي مسيحي احتضنته كنيسة اردنية، عملاً يَكتنز بدلالات كبرى، أولها أن الصين تشارك ثقافياً في عملية الأنسنة العربية الصينية التي هي جزء من عملية أنسنة دولية وتعزيز للسلم الاجتماعي عن طريق نشطاء منتدى قراء وأصدقاء المجلة بالاردن. وثانيها، أن الفعالية انعكاس لواقع حقيقي وملموس لوحدة ولحُمة الشعب الاردني بمسلميه ومسيحييه وهي لحُمة لا يمكن فسخها ولا النيل منها، وبأن ممثلي المسيحيين ونشطاء المسلمين تواصلوا وتعاهدوا على تعظيم المشتركات والصداقة والعلاقات الثقافية مع دولة كبرى هي الصين.

وفي ثالثها، أن وجود مجلة “الصين اليوم” برسالتها الثقافية وطبيعتها الانسانية الشريفة، ومشاركتها المسلمين والمسيحيين، جنباً الى جنب، في فعالية ثقافية وأنشطة رياضية وخيرية واجتماعية في كنيسة اردنية مسيحية، وتوزيعها عليهم، وتقبّلهم إيّاها، وفي مقدمتهم راعي الكنيسة والطائفة الأب الخوري محمد جورج شرايحة، يؤكد ان الصين دولةً وحكومةً وشعباً وإعلاماً تحترم الآخر الانساني، وتعمل على مضاعفة القواسم المشتركة معه، في سبيل الإفادة العامة والشاملة، وتلبية المصالح الجَمعية للطرفين.
يقول الاب محمد جورج شرايحة، أن توزيع مجلة “الصين اليوم” على الحضور الاردنيين والعراقيين المجتمعين في أركان الكنيسة، يُشير الى تعريف الكثيرين بعالمٍ جديد على مِثال الصين من جهة. ومن جهة اخرى، عرض دور الصين في عملية إعلاء العلاقات الاردنية الصينية الناشطة والاستراتيجية بحسب التوصيف الدقيق لجلالة الملك عبدالله الثاني منذ عدة سنوات، وهو الذي كان ضيف الشرف لهذا العام في المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني – العربي الذي كان تم تنظيمه مؤخراً في منطقة نينغشيا الصينية الذاتية الحكم، حيث شاركت فيه وزارت ومؤسسات وشخصيات ورجال أعمال اردنيين، وغطّت الفعاليات الاردنية فيه وسائل الإعلام الصينية ومنها مجلة “الصين اليوم”، والفضائية الصينيةCCTV التي تبث بالعربية، وقد تمخّض عنه توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم اردنية صينية بلغت قيمتها نحو سبعة مليارات دولار امريكي.
وتهتم أطياف المجتمع الاردني المختلفة بتفصيلات تلك الاتفاقيات بسبب انعكاساتها الايجابية على الاقتصاد الاردني، ومن ضمنها  اتفاقية تمويل شركة العطارات للطاقة بقيمة 7ر1 مليار دولار كمرحلة اولى، واتفاقية مشروع السكك الحديدية بقيمة 8ر2 مليار دولار، واتفاقية إنشاء محطة توليد للكهرباء بالطاقة المتجددة بسعة 1000 ميغاواط مع شركة (هنيرجي) باستثمار يفوق المليار دولار، واتفاقية  تأسيس مركز للتدريب في الاردن مع شركة هواوي بمجال قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفي الواقع، شارك مُعدو هذا التحقيق الصحفي في الفعالية الكنسية الاسلامية المسيحية، التي جَمعت نحو300 شخص من اردنيين وعراقيين، الى جانب نشطاء محليين، التقوا لعدة ساعات في المَجمع الرياضي الاجتماعي للكنيسة، بدعوة من راعيها الأب شرايحة، ومشاركة “كاديمية عمّان”، و “مؤسسة الهدف” التي أسستها وتترأستها السيدة مَاران معايعة، الناشطة الاجتماعية التي لفتت انظار الحضور بحِراكها وقياديتها التي شملت الجميع.
وفي حديث مع السيدة ماران، فقد أشادت بمجلة الصين اليوم ومحتواها الثقافي والتعريفي بالصين، وأعربت في تصريح للمجلة عن ترحيبها بتوزيع المجلة والتعرّف على الصين في الاوساط المحلية، لمزيد من الإلمام بواقعها ويومياتها، سيّما وأن المجلة عريقة، إذ تجاوز عمرها نصف قرن منذ تأسيسها.
ولفتت السيدة معايعة، الى ان أربعين متطوعاً يعملون راهناً في أنشطة مؤسسة الهدف التي مجالها الاردن حصراً، ويتواجد جزء منهم في فعالية الكنيسة، عِلماً بأن المؤسسة  تنتمي الى طائفة المؤسسات غير الربحية، وتهتم بالانسان وخدمته في مختلف الحقول، وباللاجئين والايتام، والتعليم والصحة، فقد كانت منذ تسجيلها في وزارة التجارة والصناعة، مؤسسة ناشطة في القضايا الانسانية وعلاقات تفعيل الأنسنة والتقارب والتفاهم والتثاقف بين الشعوب وبين المنظمات المَثيلة في عددٍ من دول العالم.
من جانبه، رحّب الدكتور حنا معايعة، أمين عام المجلس الراعوي  للطائفة، والذي استقبل وفد منتدى قرّاء واصدقاء مجلة الصين اليوم بالاردن، بفعالية توزيع مجلة الصين اليوم على المشاركين الاردنيين، ومعظّماً مكانة الصين الدولية، وضرورة ولزوم التعريف بها، وتعزيز العلاقات معها ما أمكن الى ذلك جهداً وسبيلاً.
وكشف الدكتور معايعة في تصريح للمجلة، وهو شخصية معروفة في الاردن يُشار إليها بالبنان، أنه لم يَسبق له أن سَمِعَ عن المجلة أو طَالعَها برغم عراقتها، إلا أنه سيكون مسروراً بقراءتها على الدوام، ومؤكداً ان الفعالية “الحالية” نقلة نوعية ومناسبة وسعيدة للحصول على عدة نسخ من أعدادها التي يتم إرسالها للقرّاء الاردنيين بجهود مقرّها الاقليمي في القاهرة، وأشاد بأهميتها وموادها الجاذبة والشيّقة التي تحتوي عليها، بخاصة عرضها الجاذب واللافت والسهل للقراءة والسلس، ناهيك عن “مونتاجها” الجميل الذي يَنم عن حذاقة إعلامية وفنية.
توزيع مجلة الصين اليوم في الكنيسة لن يتوقف عند فعالية واحدة، بل سوف يستمر تباعاً لإطلاع الاردنيين على الصين والعلاقات الصينية الاردنية من خلال المجلة الصينية وصولاً الى تحقيق جماهيرية للمجلة بالاردن، بجهود أعضاء منتدى قرّاء وأصدقاء مجلة الصين اليوم بالاردن