القسم العربي لـCRI.. أَثير المُثَاقفة الإنسانية “وجهة نظر في الإعلام الصيني الناطق بالعربية” -(2)
موقع الصين بعيون عربية ـ
سمير العدوي*:
لم تَسنح لي الفُرص في السابق لمراسلة القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI لأسباب موضوعية. وإذاعة الصين الدولية شهيرة بكونها وسيلة إعلامية عريقة تبث من بكين، ويحتفل قسمها العربي هذه الأيام بالذكرى58 البهيجة لتأسيسه. ولكنني إذ أُبارك للاذاعة العزيزة بهذه المناسبة الهامة جداً، وأتمنى لها مزيداً من التقدّم المهني، ولكادرها بتواصل في النجاحات على كل صَعيد، لكونها وسيلة ناجعة لكل مثقف ومشتغل بالكلمة والفكر وإعمال العقل في واقع الحياة لمعرفة الصين وشعبها وتاريخها وإعلامها، أَخط هذه المقالة للتعبير عن اهتمامي الفائق بها وبقسمها العربي النبيل، ورغبتي بإيجاد جسور للتواصل معه، والإفادة الثنائية لتعزيز التفاهم المشترك والتعاون النافع الذي ترفعه الصين شعاراً لها، وكذلك يرفعه مجموع المثقفين الحقيقيين والمتعلمين وممثلي المجتمعات العربية والانسانية وأوساط أصحاب الكلمة الشريفة.
إن كثرة إنشغالي كإعلامي أردني حالت دون مراسلتي للقسم العربي للاذاعة الصديقة، فالعمل الإعلامي مُنهك ويَشغل اوقات الاعلامي على مساحة اليوم. لكنني وبموازاة عملي الصحفي، أُطالع الزوايا والنوافد التي يتضمنها الموقع الشبكي للقسم العربي، وهو موقع جاذب بلا شك وفي غاية الاهمية ومتقدم بتوزيعه. وأهتم شخصياً بإلمواقع الاخرى الشبكية للتواصل الاجتماعي التي تعرض لمعلومات عن القسم العربي للاذاعة، وهي كثيرة، سيّما تلك التابعة لمنتديي مستمعي الاذاعة ومجلتها “مرافئ الصداقة” في الاردن، وهي جزء من شبكة منتديات عربية عالمية يديرها وتتبع للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين، وتضم في عضويتها أصحاب الكلمة الاصدقاء للصين.
يتخذ القسم العربي لإذاعة الصين الدولية العاصمة الصينية مركزاً رئيسياً له، ويدير من هناك أثيره الرئيس كقسم لمؤسسة إعلامية عريقة ناقلة للثقافة والمعلومات الموضوعية والواقعية عن دولة الصين وشعبها، ويعرض كذلك من خلاله لعلاقاته التاريخية مع الاردنيين والامة العربية. واهتمام الاذاعة بالعرب ينبع من اهتمام الصين ذاتها بعلاقاتها النافعة والمبدئية معهم ومع عالمهم الواسع والعريق، سيّما ومن خلال الاذاعة كونها وسيلة سهلة ويومية لعرض الحقائق وتبادل الرؤى والافكار بين الطرفين، ما يقود الى تصورات مشتركة ومتقاربة، وتناغم أوسع بين الجانبين.
وها هي الفرصة تسنح لي اليوم لنشر هذه المقالة عن القسم العربي للاذاعة في مواقع “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين”، وهي مواقع منتشرة على الشبكة العنكبوتية الدولية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي التابعة “للاتحاد الدولي”، وهي مواقع كثيرة العدد وتعدُ بالمئات. وفي جاذبيتها، ان عددها وعناوينها كثيرة جداً ومتنوّعة، ولأنها تعمل منذ سنوات طويلة، فغدت معروفة وشهيرة، وتضع هدفاً أمام أعينها هو تعبيد كامل سبيل تعزيز الصِلات الاردنية والعربية الصينية، وعلى كل المستويات، وفي كل الحقول والمجالات.
وفي أهداف الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين، عمل إستراتيجي هام، يَشمل أبعاداً كثيرة لتعزيز حقيقي ومثاقفة عميقة وعلاقات أوسع وأكثر شمولية مع الاذاعة بخاصة، ومع الصين بعامة قيادةً ووسائل إعلام وشعباً. لذا، أضم صوتي الى صوت “الاتحاد الدولي” لتعزيز العلاقات الثنائية مابين الاتحاد الدولي والقسم العربي للاذاعة، ومابين الاردن والصين، والعلاقات الاخيرة هي علاقات دولة تعزّزت مؤخراً بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى الصين كضيف شرف – على رأس وفد اردني كبير العدد يمثل مختلف الاوساط الاقتصادية والتجارية الاجتماعية الاردنية – على معرض الصين والدول العربية، الذي انعقد في منطقة نينغشيا الذاتية الحُكم، وحيث تم توقيع اتفاقيات كثيرة بين البلدين، قيمتها مليارات ضخمة من الدولارات، وهو ما أكد مرة اخرى طبيعة التوجه الاستراتيجي الذي يتميز به التعاون الثنائي النافع بين الاردن والصين، وهو شعار سبق لجلالة الملك طرحه في وسائل الإعلام الاردنية والصينية، وفي لقاءاته العديدة مع القادة الصينيين منذ سنوات طويلة، وتحدثت عن كل ذلك مراراً إذاعة الصين الدولية في برامجها وتعليقاتها واخبارها الشبكية والأثيرية.
ولا بد في عيد القسم العربي الثامن والخمسين، ضرورة التأكيد على أهمية رسالته الإعلامية والثقافية والحضارية، وطبيعته كجسر للتبادل الثقافي والاجتماعي بين الحضارتين العريقتين العربية والصينية. وفي صور ذلك، بدء مشروع كبير للبث الاذاعة الصيني على ترددات “الاف أم” في عدد من الدول العربية، ربما سيكون الاردن واحداً منها قريباً، ودراسة انتاج برامج الدراما الإذاعية والتلفزيونية لأهم الأعمال العربية والصينية التي تمكّن المستمعين والمشاهدين التعرّف على الحضارتين العربية والصينية، وتؤدي إلى مزيد من التفاهم والمثاقفة فتعزيز عمليات ونتائج إقتباس وتبادل الخصائص الثقافية مابين الشعوب والامم المختلفة وبالاتجاهين. ومن الهام هنا، التنويه الى العمل الكبير الذي يُنجزه القسم العربي في ترجمة الاخبار والتعليقات وإجراء المقابلات الصحفية وغيرها من أجناس الفنون الصحافية، ونشرها على مواقعه الشبكية الالكترونية، لإتاحة المجال أمام العرب لقرءاتها والافادة منها.
وجدير بالذكر، أن ” إذاعة الصين الدولية” هي إذاعة موجّهة وحكومية صينية ـ أي أنها إذاعة الدولة الصينية. لذا، نثق ببرامجها وبما تتضمنه من اخبار موثوقة وحقيقية وقيّمة. وتبث الاذاعة برامجها بعشرات اللغات لشعوب بلدان العالم المنتشرة في كل القارات، وتبلغ مدة البث لمختلف فروع الاذاعة الصينية والمنطلق من بكين وشتى عواصم الدول الصديقة لها وباللغات المختلفة وبترددات كثيرة، أكثر من3 آلاف ساعة يومياً، ويَصل عدد رسائل المستمعين المُرسلة للإذاعة من دول العالم نحو4 ملايين رسالة كل سنة .
ولمواكبة التيار العصري في مجال الإذاعة، أُقيم زهاء 20 أُستوديو في أنحاء العالم لإنتاج البرامج الإذاعية لإذاعة الصين الدولية التي تبث من 80 إذاعة فرعية تقع خارج الارض الصينية.
* كاتب وعضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين، وعضو في منتديي مستمعي القسم العربي لإذاعة الصين الدولية ومجلة “مرافئ الصداقة” في الاردن.