الصين تنطق بالعربية أيضاً
موقع الصين بعيون عربية ـ
نبيلة القائد*:
ان تتفاهم مع صينيين باللغة العربية في اذاعة الصين الدولية شيئ عظيم بالفعل. والأعظم هو أن تسمع أثير الإذاعة بالعربية ليل نهار وبدون عقبات. فهذه الاذاعة قوية وتبث بلا توقف، ولديها موقع بالضاد على الانترنت. إذن، لا يوجد لعربي أية حُجّة للقول: أنا لا أعرف كيف أجد الاذاعة. ففي عصر الانترنت غدا كل شيء سهلاً ومُتاحاً.
الحديث بالعربية لا يَجري في القسم العربي للاذاعة الصينية فحسب، وهي بالمناسبة اذاعة تحتفل هذه الايام بعيد القسم العربي فيها الـ58، بل ان الحديث بالعربية يجري في مقاطعة نينغشيا الصينية، فالعربية هناك هي لغة مطلوبة ومنتشرة، ناهيك عن تدريس العربية في مختلف الجامعات الصينية التي خرجت الوف المستعربين والمستشرقين الذين ينظرون الينا بموضوعية، هي مغايرة لنظرة توسعية لعدد كبير من الغربيين، فكراً وممارسةً.
هناك في الصين تستطيع قراءة العربية في الساحات والطرقات.. أي أن أسماء هذه وتلك مكتوبة ومنشورة بالعربية، ويَعود السبب في ذلك الى إتّساع علاقات منطقة نينغشيا الصينية مع البلدان العربية وشعوبها. فالعربية المنتشرة بالصين تتحدث عن ان علاقات العرب مع الصين تصبح أكثر قُرباً، وبالتالي تكون الصِلة العربية مع الصين يومية، سلوكية وإدراكية، عاطفية وعقلية، كما كانت منذ أكثر من ألفي سنة وخلال أزيد من عشرين قرناً، أي منذ بدء طريق الحرير البري والبحري القديم بين الصين والعرب، والأن ينبعث الطريق مرة ثانية بين العرب والصينيين بموجب “مشروع وخطة الحزام والطريق” التي تقدّم بها الامين العام للحزب الشيوعي الصيني رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد شي جينبينغ في ابريل / نيسان الماضي.. فشكراً للرئيس لعنايته بهذه المسألة والملف العربي الصيني بصورة عميقة ومهمة جداً ما يَثلج صدورنا.
الصين بلد حقاً يُعجني.. غريب كيف أنه بعد قِراءة ومَعرفة وجلسات، تكتشف أنك قد تعلّقت بذلك البعيد القريب.. الغريب المعروف.. فلقد قرأت عن ماضي ذلك البلد، عراقته.. أصالته.. وعن رياضاته القديمة، نشأتها وتطورها للدفاع والحماية.. ورأيت جمال مساحاتَك ولو أنها في الصور من حضارات عمرانية تحاكي السحاب وتعانق الأقمار، فتحدثنا عن معارك.. معاناة وكفاح.. تفاجأت أحياناً وسُعدت أحياناً أخرى بما كانت الصين عليه وهي به اليوم. وأغرمت حقاً بها دولة وشعباً بعد ان تعرّفت على بعض مِن سُفرائك الرائعين، الذين هم جُزءٌ صغير من شعب الصين الكبير العظيم حقاً، ﻷن العظيم يوّلد العُظماء حُباً واحتراماً.. إنها تعبيرات قليلة، لكنها تنبع من قلب كبير أُعجب بك، أيا بلد الصين العظيم..
القسم العربي واذاعة الصين الدولية لهذا البلد العظيم موجودين على الانترنت بلا توقف وبدون براقع.. بأصواتهم وبرامجهم وكلماتهم ومقالاتهم وصورهم وعمائرهم، وبكل ما يريده المُستمع والقارئ، المهتم والمتابع.
القسم العربي لإذاعة الصين الدولية يُوجّه دعوات كثيرة للعرب لزيارة الصين. طبعا الدعوات توجّه الى أكثر النشطاء بالمراسلة مع القسم الإذاعي ومشاركته مسابقاته المطروحة على المستمعين، وهي كثيرة العدد وتجري على مدار السنة. وهنا ايضاً لا يمكن لأحد الفوز بمسابقة في رحلة مجانية للصين دون ان يكون قد راسل الاذاعة ونشط معها وعرفها ولو عن بُعد، وعرف ما هي وتاريخها وقسمها العربي ايضاً، وتأتي النتيجة بعد كل ذلك رحلة فخمة للصين، بكل ما تعنيه كلمة “فخمة” من معاني جياشة بكل الخدمات والسياحات والفنادق الفخمة والترحيب الاثيري الفاضل.. هذا ما تحدّث عنها كثيرون من المدعوين عبر الاذاعة وفي مقالاتهم وتصريحاتهم، وتتحدث عنه صورهم في الانترنت وموقع القسم العربي للاذاعة نفسه.
طبعا، زيارة الصين أحلى في الصيف. ففي فصل الشتاء يكون الطقس صعباً على أبناء الجنوب الارضي، بسبب البرودة التي تتفاوت درجاتها وفقاً للمناطق الصينية المختلفة، في الشمال الارضس، من جبلية وريفية، وسهلية ومدن وقرى الخ.
الصحفيون والكتّاب هم ايضاً يزورن الصين بدعوات من جانب الاذاعة ومن طرف غيرها، كذلك ومن خلال الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين. ومرة اخرى لا يمكن لأحد ان يتم ترشيحه من الاتحاد الدولي ليزور الصين دون ان يكون له أيادي بيضاء لصالح الاتحاد ونظامه الداخلي، ولأن يكون نشاطه الشخصي بارزاً ضمن استراتيجية الاتحاد. فلا يمكن للاتحاد ارسال احد للصين دون ان يكون مَلفّه حافلا بالعمل والكتابة، ولا يمكن تفضيل خامل على نشيط، فهذا ليس عدلاً نظرياً وفعلياً، والاتحاد ورئيسه الاكاديمي مروان سوداح يُدركون ذلك جيداً ويُطبّقونه يومياً. لذا، يتم دوماً ترشيح أكثر أعضاء من الجنسين نشاطاً وإخلاصاً ومحبة لإستراتيجية الاتحاد الدولي، التي تُطبق بحذافيرها، سيّما من جانب رئيس الاتحاد، والمجلس القيادي التنفيذ فيه، والهيئة الادارية لممثليه في الدول العربية ورؤساء الفرع الاقليمية.
ولقد سمعت قبل ايام، ان الاستاذ اسامة مختار الإعلامي البارز في القسم العربي لإذاعة الصين الدولية قد انضم لصفوف الاتحاد الدولي، ويعمل حالياً في ذلك القسم بإذاعة الصين الدولية في العاصمة الصينية بيجين، وهو ينتظر مغادرة العاصمة الصينية للتوجه الى وطنه السودان للاستقرار هناك. اريد الترحيب بالاخ اسامة ترحيباً كثيراً بعضويته بالاتحاد، وكلي أمل ان يكون قيادياً بارزاً على صعيد وطنه الصغير السودان الحبيب، ووطنه الكبير العالم العربي برمته.
الاخ اسامة يَعلم الكثير عن اذاعة الصين الدولية، فهو إعلامي بارز، ولديه خبرات كبرى عن العمل وواقع القسم العربي بالاذاعة الصينية، ويستطيع توثيق علاقات الاتحاد الدولي بالقسم العربي أكثر فأكثر، وخدمة استراتيجية الاتحاد والإذاعة، بما يوسّع من ارضية التعاون بين الطرفين على النطاقات المحلية والاقليمية للعرب والصين.
وجود الاخ اسامة مختار بيننا شرف كبير، ونحن نعتز به وبهويته المهنية والعربية، وننتظر منه العمل لتأسيس فرع في السودان للاتحاد الدولي يكون هو رئيسه، لأنه محط اهتمام من جانب رئيس الاتحاد، وثقة الاتحاد به كبيرة على كل الصُعد.
ان مهمتنا الاتحادية اليوم هي تعزيز العلاقات مع القسم العربي للاذاعة الصينية، فهو يَصل الى كل بيت ومواطن عربي، وبالتالي فإن العمل القسم مهم جداً لتوسيع علاقات الامتين الصينية والعربية، لأنه صوت ينطلق بلا وجل ولا عقبات ليخترق الآفاق والصحارى والجبال ويهبط الى السهول.
ومن خلال القسم العربي ندرك ان كم ان الصين تولي اهتماماً بالوضع الانساني العالمي والسلام الشامل، وفي منطقتنا العربية ايضاً، فشكرا لها على ذلك أيضاً ولأعمال القسم العربي، الذي يَشرح أبعاد السياسة الصينية واستراتيجياتها، ويَنشر المواد المُذاعة والمكتوبة عن الاتحاد الدولي، بألسنة وأقلام رئيسه وأعضائه.
*عضوة ناشطة في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين ومُنتدى مستمعي إذاعة الصين الدولية بالاردن، ومنتدى قراء “مجلة مرافئ الصداقة”، التي ينشرها القسم.