فذَكـّر إن نَفعت الذِّكرَى.. لصيانة التحالف والصداقة مع الصين والقسم العربي لـ CRI ـ (1)
موقع الصين بعيون عربية ـ
أَحمد إبراهيم أحمد أَبو السباع القَيسي*:
نحن نعلم بوجود إختلافات وتباينات عديدة في عالمنا العربي والإسلامي على مستوى طوائف ومذاهب وآراء سياسية وغيرها، وهي تتمحور حول أحداث مُفتعلة منذ أربع سنوات ونصف تقريباً. وبرغم أن الأمور واضحة وجلية الى حد كبير هذه الأيام، إلا أن البعض لا يريد أن يعود لطريق الحق الذي يتم من خلاله حل كل الخلافات القائمة, والتي خُطط لها في ليل مظلم، لتبقى الأمة على ما هي عليه الآن من فتن وحروب وإقتتال داخلي وقومي وعالمي، ومن خطط يتلاعب البعض بها هنا وهناك، كلما لاح بريق أمل لحل تلك الخلافات وإنهاء تلكم الفتن المُفتعلة، ما يزيد في نبش ما يُؤجج الخلافات ويُعمّق الاختلافات وأسباب إستيلادها من جديد، لتعود بإحترار أحر من السابق لتشمل الاكثر، للأسف الشديد.
ونعلم كل العلم أن بيننا مندسّين ومنافقين مصابين بالوساس الخنّاس، وهم كُثر، وتجدهم من حولك وفي كل مكان, فيرددون ما يسمعون، ويشهدون شهادات زور على الأحداث الجارية، مُردّدين ما يَسمعون من اصوات قنوات الفتن والتضليل الإعلامي، التي باتت محاكمتها قاب قوسين أو أدنى في محكمة الشعوب، التي سُفك دمها الزكي منذ بداية الأحداث الاوسطية المؤسفة، وما تزال تُسفك لغاية يومنا الحالي.
وبينما كنت أُقلّب صفحات الإنترنت وبعض المواقع الإخبارية العربية، قرأت مقالة للسيد المحترم رضا الصامت، بعنوان (صفحات سوداء-3)، وفي الصفحة الرابعة والأخيرة، يردّد الصامت ما تقوله القنوات العربية التي عاثت قتلاً وتقتيلاً بشعوب الأمة العربية, ودمرّت البُنُى التحتية لها، وإستنزفت جيوشها, وهجّرت شعوبها، ودعمت عصابات إرهابية، كداعش وغيرها من المُسمّيات، للقيام بذلك العمل الجبان والمتوحش، بغية تنفيذ مخططات غربية متصهينة.
يقول السيد الصامت، أن الضربات الجوية الروسية في حَماة وحمص وإدلب أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين و (لم) تستهدف داعش, وأن النفوذ الإيراني وقواته العسكرية في سوريا يتولى زمام الأمور مع حزب الله في كثير من المناطق الخاضعة لسيطرة (النظام السوري), وإدّعى بأن المفاوضات التي جرت مع حركة (أحرار الشام) في الزبداني جرت مع القوات الإيرانية، وليس مع (نظام الأسد).
وكل ما قاله وكتبه الصامت في مقالته، هو في الواقع والحقيقة إستعادة وإعادة لما قالته ونشرته وبثّته القنوات الفضائية العربية والغربية المُغرضة، والمعروفة لدى الجميع, وهنا “زميلنا العزيز” لم يتحدث عن التدخل غير المشروع، الأمريكي والأوروبي والأعرابي والتركي المتصهين، في سوريا والعراق وليبيا وتونس ومصر وفي غيرها, ولم يأتِ على العصابات القاعدية والداعشية ومشتقاتها، التي أدخلوها على الشعوب العربية، وبالذات على سوريا الحبيبة، من أكثر من ثمانين دولة عربية وإقليمية ودولية, ولم يتحدث عن الدعم اللامحدود لتلك العصابات من الغرب والعرب، والترك المتصهينين, فأي شهادة نشهد بها من دون عِلم واقعي ومُشاهدة بأم أعيننا؟؟؟!!!
ونحن ككتاب وإعلاميين، حينما نكتب يجب أن نضع نصب أعيننا مَخافة الله سبحانه وتعالى ومصلحة شعوبنا، ونبدأ بالتحليل الموضوعي من حيث بدأت الأزمات، ونعترف وبكل وضوح بأن تلك الدول وشعوبها كانت تعيش بأمن وآمان واستقرار قبل الأحداث, وأن المُسبّب في تلك الأحداث المُفتعلة، هو الغرب السياسي وعدد من “العرب” والترك المتصهينين، لتنفيذ مخططات الصهيونية العالمية في المنطقة وفي العالم أجمع, فقد استغل أُولئك جهل شبابنا العربي والإسلامي بأمور الدين والجهاد وغيرها من مسميات الحق، التي أرادوا منها الباطل وغسلوا أدمغتهم غسلاً تامّاً وجعلوهم وقوداً لتنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم الشيطانية, فجعلوا الأخ يقتل أخاه دون أن يرف له جفن، بعد أن أشبعوهم بالأكاذيب والدبلجة، ووعدوهم بالمناصب والإمارات والنساء والخرافات، وغيرها من أمور الدنيا الزائلة, وغيّروا بوصلة الجهاد الحقيقي إتجاه فلسطين الحبيبة لتحريرها من المغتصبين الصهاينة, فجعلونا نسفك دماءنا على أراضينا وفي أوطاننا، بدل أن تسيل على أسوار فلسطين والقدس، في معركة التحرير والإنتصار القادمة بإذن الله تعالى.
ألم يُسائل “زميلنا الكريم” نفسه: لماذا لم يَقم العرب “بعاصفة حزم” على الصهاينة في فلسطين المحتلة لتحريرها منهم؟!؛ ولماذا لم يصبح اولئك أصدقاءً للشعب الفلسطيني ويَحشدوا الجيوش الشبابية العربية والإسلامية وينادوا بالجهاد عبر شيوخهم لتحرير فلسطين والفلسطينيين؟؛ ولِما لم يُعمل التفكير في السبب الكامن وراء عدم تسهل أُمور المناضلين من اجل فلسطين، لينزلوا مسرعين الى سهولها وجبالها وأوديتها، في عملية إنقاذ لـ”صديقهم وشقيقهم” الشعب الفلسطيني، كما يفعلون اليوم في سوريا لإنقاذ “صديقهم وشقيقهم الشعب السوري”؟؛ فعن أي منطق يتحدث هؤلاء أيها الزملاء؛ و أي عقل يستطيع أن يُصدّق أكاذيب “العرب” والغرب والترك المتصهينين، الذين يتبادلون الأدوار على الأمة ودولها وشعوبها، ويُديرون الدوائر عليها، وكما نقول بمثلنا الشعبي: (ناس بتشد وناس بترخي)؛ و (وناس بتضرب وناس بطبطب)؛ للأسف الشديد.
ان حزب الله وإيران وروسيا هم آخر من تدخّل في سوريا بهدف حماية سوريا وشعبها والشعوب العربية والإسلامية من ظلامية أتية، ولإنقاذ الشعبين الروسي والصيني أيضاً، والذود عن أحرار العالم بوجه مخططات الصهيونية العالمية. ومَن هم هؤلاء أصحاب الفكر العقيم الذين غُسلت أدمغتهم دون أن يراجعوا أنفسهم ولو لخمس دقائق، ليعرفوا الحق من الباطل, فيتوبوا إلى الله ويعودوا إلى الطريق المستقيم، ويقفوا مع جيوشهم الوطنية، فيعودوا الى رشادهم ويسلكوا في طريق الحق والحقيقة.
وأيضاً، قمت قبل عدة أسابيع بكتابة مقالة بعنوان (الإسلام في الصين)، تحدثت فيها عن الإسلام والمسلمين في الصين بشكل عام, واوردت في سياق الموضوع عدد المسلمين في الصين، فقد نقلت نقلاً حرفياً عن مجلة (مرافئ الصداقة) لسان حال إذاعة الصين الدولية، الصادرة في أغسطس عام 2014م, مقتطفات من مقالة “لزميلنا الكاتب رضا سالم الصامت” بعنوان: (ذكرياتي الجميلة مع مسجد نيوجيه في بكين), ولأننا نثق بالمعلومات المُدوّنة والمنشورة في تلك المجلة لكونها صينية، دون تدقيق أو تمحيص، فنلجأ إليها في بعض الأحيان لنقل الحقائق ومنها عدد سكان الصين، أو عدد مواطني مدن وقرى ما بالصين، الى غيرها من مقتطفات نكررها في مقالاتنا لتدعيمها بمراجع مُحكّمة ومُصدّقة، فقمت بنقل عدد المسلمين الصينيين من تلك المقالة المنشورة على صفحة (7) من (مرافئ الصداقة) التي نشرها زميلنا الكريم، ووضعتها في مقالة لي عن الصين، حيث جاء في المعلومات ان عدد المسلمين الصينيين في الصين يبلغ (بالعمود الثالث الفقرة الثانية من العدد المُشار إليه بالمجلة) – “عشرون مليون مسلم”، “يتمركزون في وسط الصين؛ بينما جاء في الفقرة التي تليها مُباشرة، وأُكرر مُباشرة، في مقالة زميلنا الصامت، ان عدد المسلمين في الصين يبلغ (120) مليون مسلم، وكما كتب الصامت: ان هذا العدد (120 مليون) هو بـ”حسب المهتمين في الشأن الإسلامي”!!!، (أي أولئك المهتمون بوضع مسلمي الصين من “خبراء” يتمركزون ويقبعون خارج الصين، بالذات، كما يتضح من مقالة الصامت، و[أن الرقم الثاني يُكذّب الرقم الصيني الاول، الصيني الرسمي؟؟؟!!!).
لم أنتبه حينها الى التناقض الرقمي والبُعد السياسي الغير المحمود الموجود في مقالة الزميل الصامت، فقمت بنقل الرقم الثاني لعدد المسلمين في الصين، لأنني لم أعرف في الحقيقة كم يبلغ عديدهم, ولكن عندما سألت بعض الأصدقاء الذين عاشوا في الصين سنوات طويلة، أجابوني بأن العدد الحقيقي لا يتجاوز (25) مليون مسلم, فقمت بتبليغ الأمر لرئيس (الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتُاب العرب حُلفاء الصين) عن المجلة التي نقلتُ أنا الرقم عنها، ليُنبّه المسؤولين الصينيين عن المجلة بضرورة تدقيق المواضيع التي تنشر على صفحاتها تدقيقاً عميقاً، لئلا يتم تجاوز مصالح الصين الحليفة وحقائق أوضاعها.
وتسألت حينها: هل الكاتب الصامت قصد زيادة العدد، أم أنه كان خطأً كتابياً، أم خطاً مُقدّراً؟؟!!، وما الهدف من وراء ذلك؟!.. لذا، أترك الإجابة للسادة القراء، وأنتم تعلمون حجم المؤامرات المُحاكة على الصين، حيث تقطن أقليات مسلمة, فالصين تقف الى جانب قضايانا العادلة وتناصرها، ونحن كأمة عربية وإسلامية نقع في حلف وعلاقات ذات وشائج قوية مع الصين منذ سنوات طويلة، منذ بداية طريق الحرير والى الآن.
فنتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يهدينا وإياهم ويُعيدنا إلى طريق الحق وصواب السبيل، الذي يُعيد للأمة وحدتها وأمجادها وتاريخها وقِيمها ومقدساتها، بعد أن نتفق كأمة على حلفاء شرفاء كالصين وروسيا وإيران، نقف معهم كما يقفوا مع قضايانا عبر التاريخ… اللهم آمين.
*باحــــــث وكاتــــــــب وعضو في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين