تعليق: اقطعوا الطريق على تدخل الغرباء في بحر جنوب الصين
وقبل الاجتماع قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما إن بحر جنوب الصين سيكون” موضوعا رئيسيا” ووصفتها مستشارة الأمن القومي الامريكي سوزان رايس بأنها ” قضية مركزية للمناقشة”.
وهذا الموقف يفتقد للمسؤولية ويأتي بنتائج عكسية. وكما أشار العديد من المراقبين، فإنه ينبع من المصالح الذاتية لواشنطن: فمن شأن الوضع المتفجر أن يساعدها على الحفاظ على وجودها المهيمن في المنطقة.
ويهدد التدخل بإفساد فرصة ثمينة أمام قادة شرق آسيا لمقارنة الملاحظات والدفع باتجاه توثيق التعاون وهو أمر ضروري لتحقيق السلام الدائم في المنطقة والمزيد من التطور.
والحجة الأساسية التي تتخذدها واشنطن كذريعة للتدخل هي أن حرية الملاحة في بحر جنوب الصين في خطر. وهذا افتراض خاطئ.
فبفضل ضبط الصين لنفسها وتضافر جهود معظم البلدان الساحلية، إتسم الوضع عموما في بحر الصين الجنوبي بالسلمية. وعلى الرغم من الخلافات بشأن الأراضي بين الصين وبعض المطالبين الآخرين، لم تكن هناك أي مشكلة فيما يتعلق بالمرور المشروع للسفن والطائرات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ ” هناك أكثر من 100 ألف سفينة من مختلف بلدان العالم تبحر بأمان وبحرية في بحر جنوب الصين سنويا”، مؤكدة عدم وجود مشاكل على الإطلاق .
في الوقت نفسه”، على الرغم من أن بعض الجرز الصينية في بحر جنوب الصين قد أُحتلت من قبل آخرين بشكل غير مشروع، أصرت بكين دوما على تسوية النزاعات بالسبل السلمية.
والصين نفسها بحاجة الى مرور آمن وغير معوق في الممر الملاحي أكثر من أي دولة أخرى، وطالما كان الحفاظ على السلام والاستقرار الاعتبار الأسمي لسياستها في بحر جنوب الصين.
علاوة على ذلك، اتفقت الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على التعامل مع القضية المعقدة بنهج مزدوج المسار يقوم على: حل الخلافات مباشرة من قبل الأطراف المعنية عبر التشاور والتفاوض، مع عمل الصين وأعضاء الآسيان معا للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
والآن هناك تهديد خطير للاستقرار في بحر جنوب الصين يتمثل في التدخل الخارجي. وعلى سبيل المثال، لعبت استراتيجية واشنطن ما تسمى بـ ” إعادة التوازن لآسيا-الباسيفيك” دورا لا يمكن إنكاره في تشجيع بعض المطالبين باتخاذ خطوات ساخنة في هذه القضية وهو ما أدى فقط الى زيادة تعقيدها وإطالة أمدها.
ولذلك، لتسوية النزاعات في أقرب وقت ممكن والحفاظ على سلمية الممر الملاحي بشكل دائم، فإنه يتعين على الغرباء سحب أياديهم المتدخلة وإطلاق العنان كاملا للحكمة والبراغماتية لتسوية هذه النزاعات بشكل مباشر.
وفي موازاة ذلك، يحتاج أعضاء الآسيان الى الحفاظ على الهدوء وإبقاء عيونهم مفتوحة. كما ينبغي عليهم الإنضمام الى الصين في منع قضية بحر جنوب الصين من أن تستخدم من قبل الأخرين كعصا للتهويل والصيد في الماء العكر من أجل تحقيق مصالح ذاتية.
فالصين ودول جنوب شرق آسيا قبل كل شي جيران وثيقون تجمعهم مصالح متشابكة غير قابلة للانفصام. وهم بحاجة الى التركيز على الصورة الأكبر والعمل مها لتحويل بحر جنوب الصين لواسع الى منصة للتعاون وقاعدة إنطلاق للتنمية والرخاء المشترك.
وتكثر هذه الفرص بفضل مبادرات مثل الطريق والحزام وعام التعاون البحري بين الصين والآسيان. وسيكون من المؤسف أن يتم إفساد هذه الفرص بتلوث ضوضائي خارجي.