تعليق: الصين وأفريقيا تسعيان للمزيد من التنمية المشتركة
اقترحت الصين يوم الجمعة رفع النوع الجديد من علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين وافريقيا إلى شراكة استراتيجية وتعاونية شاملة, وستطرح عشر خطط اساسية من اجل دعم التعاون خلال الثلاث سنوات القادمة للقيام بالتحديث.
واعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ هذا هنا خلال كلمة هامة في مراسم افتتاح قمة جوهانسبرج الجارية لمنتدى التعاون بين الصين وافريقيا وبعث برسالة قوية لكل العالم بأن الصين وافريقيا تسعيان لتحقيق تعاون متبادل النفع وتنمية مشتركة.
وشهدت القمة التي استمرت لمدة يومين والتي تمثل الذكرى الـ15 على تأسيس آلية منتدى التعاون بين الصين وافريقيا والتي رأسها شي ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما أيضا نشر الصين لورقة سياسة افريقيا, الثانية من نوعها منذ عام 2006, من اجل توضيح “إصرار الصين ورغبتها في تطوير علاقات ودية وتعاونية مع افريقيا.”
وحتى قبل بداية آلية منتدى التعاون بين الصين وافريقيا بوقت طويل كانت الصين وافريقيا مجتمع له مصير مشترك تربطه خبرات تاريخية ونضال مشترك ووقفوا بجانب بعضهم البعض في جميع الظروف وقدموا المساعدة لبعضهما البعض. وسعى الجانبان للتعاون متبادل النفع ولم يربطوا التنمية المشتركة بأي أوضاع سياسية.
وأدى تأسيس آلية منتدى التعاون بين الصين وافريقيا في عام 2000 إلى حقبة جديدة من المنفعة والتنمية المشتركة للصين وافريقيا وقاد إلى ازدهار التعاون الثنائي في مجالات عديدة.
وقال شي يوم الجمعة إن “العلاقات بين الصين وافريقيا وصلت اليوم إلى فترة نمو لا مثيل لها في التاريخ.”
واظهرت احصائيات في قطاعي الاقتصاد والتجارة انه في عام 2014 تجاوز حجم التجارة الثنائية 221.9 مليار دولار امريكي وتجاوزت استثمارات الصين في افريقيا 30 مليار دولار وزادت 22 و60 ضعفا على التوالي عن نسبة عام 2000. وزادت نسبة التجارة بين الصين وافريقيا في اجمالي تجارة افريقيا الخارجية من 3.82 في المائة الي 20.5 في المائة.
ووصل اجمالي الاستثمار الصيني في افريقيا في نهاية عام 2014 إلى 101 مليار دولار امريكي في ما يربو على 3100 شركة في افريقيا.
وقدمت الصين ايضا تمويلا ومهارات فنية للمساعدة في سد عجز البنية الاساسية في افريقيا.
وبفضل الدعم المالي الصيني تم بناء أو يجري بناء حوالي 5675 كيلومترا من السكك الحديدية و4506.9 كيلومتر من الطرق في افريقيا خلال شهر سبتمبر هذا العام ومنشآت أساسية أخرى من بينها مدارس ومستشفيات.
واعلن شي يوم الجمعة انه في مهمة لحفظ السلام أرسلت الصين اكبر عدد من قوات حفظ السلام إلى مواقع ساخنة في افريقيا من اجل الحفاظ على السلام والاستقرار وستقدم اجمالي 60 مليون دولار امريكي مساعدات للاتحاد الافريقي لتحسين قدرة حفظ السلام في افريقيا.
وفي إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي يضم الصين و50 دولة أفريقية والذين أقام علاقات دبلوماسية مع الصين ومفوضية الاتحاد الأفريقي ازدهر التعاون في مجالات أخرى من بينها الصحة والزراعة والفن والثقافة.
وتقدم الحكومة الصينية لافريقيا ما يزيد عن 7000 منحة دراسية حكومية كل فصل دراسي وتعقد ما يربو على 100 برنامج تدريب فني واداري متعدد الاطراف وثنائي وورش عمل لمسؤولين كبار في افريقيا كل عام.
وطرح شي خلال زيارته لافريقيا في عام 2013 قواعد الاخلاص والنتائج الحقيقية والمصاهرة والثقة الجيدة بهدف مشاركة الجهود بشكل وثيق من أجل مساعدة افريقيا على التوصل إلى استقلال اقتصادي وتنمية مستدامة والتوصل إلى تعاون متبادل النفع وتنمية مشتركة مع الصين.
يهدف اقتراح شي في هذه القمة لرفع النوع الجديد من علاقات الشراكة بين الصين وافريقيا إلى تعاون استراتيجي وتعاوني شامل واعلانه للمبادرة لدعم التعاون بين الصين وافريقيا في الثلاث سنوات القادمة شاهد على رغبة الصين القوية للتوصل إلى تعاون متبادل النفع وتنمية مشتركة للصين وافريقيا.
وستقدم الصين 60 مليار دولار امريكي كدعم مالي لضمان تطبيق سهل للمبادرات, التي ستركز على مساعدة الدول الافريقية في كسر عنق الزجاجة الثلاثة في تنمية البنية الاساسية ونقص المهارة والتمويل غير الملائم وتسريع الصناعة وتحديث الزراعة وادراك تنمية مستقلة ومستدامة.
ومن المقرر ان تصبح هذه القمة التي جاءت تحت عنوان “تقدم الصين وافريقيا معا: التعاون متبادل النفع للتنمية المشتركة” حدث بازر هام في تنمية العلاقات الثنائية وفتح حقبة جديدة من التعاون متبادل النفع والتنمية المشتركة للجانبين.