“لنخدم الشعب”.. كوريا كيم جونغ وون القلب الواحد
الأكاديمي مروان سوداح*
في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أعياد وطنية متواصلة، ومشاعر فيّاضة بحب الوطن ووحدته وعظمته في مواجهة التحديات الخارجية صداً بوجوه مَن يتربصون بها مِن وراء البحار والمحيطات، ولتعظيم الكفاحية الأُممية وإعلاءً لإنسانية الانسان. هذا ما رأيته مراراً وتكراراً خلال زياراتي العديدة منذ عشرات السنوات وللآن الى تلك الدولة الآسيوية القصيّة، كرئيس فعاليات تضامنية وإعلامية عربية – كورية، ولمت ما لم يلمسه كثيرون عن كثب.
الشعب الكوري الحليف الذي أفخر بالانتماء إليه معنوياً وتحالفاً سياسياً وفكرياً، هو جماعة بشرية مُثقّفة ومُتحضّرة ورفيعة التقدّم والتطوّر وطافح بالإنسانية المرهفة. والشعب الكوري كذلك هو جماعة موحّدة ومتراصّة حول زعيمها كالسوار حول المِعصم، في صورة يندر وجودها على وجه البسيطة. وهو كذلك وحدة بشرية متواضعة تواضع زعماء كوريا منذ تحريرهم لترابها وتأسيسها، وهؤلاء هم: القامة الكُبرى المُحرر الأُممي والمؤسس كيم إيل سونغ، والمُعزّز كيم جونغ إيل، والقائد المحترم مُعمّق الاشتراكية والثورية والاممية وحليف فلسطين والقضايا العربية العادلة كيم جونغ وون.
في كوريا يَستقبلني في مواقع تجوالي التي لا يَصلها كثيرون، ثـُلل من المسؤولين وضباّط الجيش الكوري الذين ألمسُ فيهم إخلاصاً لا حدود له لزعيمهم وللدولة ومؤسساتها وأيديولوجيتها الزوتشيه والشعب الكوري، وما يُلفت للانتباه فيهم، أنهم مستعدون تماماً كما شعبهم كافة، للشهادة في سبيل الوطن والزعيم وكرامته دون تردّد أو تلكؤ.
أذكر تصريحات المارشال المحترم القائد الكوري كيم جونغ وون.. أن لدينا جيشاً ثورياً وشعباً طيباً أعتز بهما وهم رفاقي في السلاح وهم الأصدقاء. الرفيق القائد يَنظر للقوات الثورية نظرة وطنية كورية عميقة، جُلّها التماهي التام بها وبرفاقه في السلاح. كيم جونغ وون لا يَكل ولا يَمل يُعلن عن حِرصه وعنايته بتلك القوات ومَنحِها مَحبته الكاملة ورعايته المِعطاءَة، ما يُعزّز العلاقة الرفاقية بين طرفين هما قمة الهرم وقاعدته، بين الرئاسة والمرؤوس، فيتحد القائد والحزب والجيش والشعب كلهم بمودّة مُتميّزة ويُشكِّلون كُتلة واحدة وعُروة وثقى لا فتق فيها ولا أي اهتراء، وتربطهم في أرباط أزلي بالمحبة الرفاقية الحارة التي يبذلون من أجلها الأغلى والأنفس، ويتقاسمون مَباهج الحياة في خندق واحد وحلاوة الشهادة في سبيل المبادئ العليا، حيث تحقّقت في كوريا وِحدة مُتميّزة بقلب واحد مابين الزعيم والحزب والجماهير.
وعن تلكُم الوحدة الكورية المُتميّزة يَصَرّح القائد الاممي كيم جونغ إيل – عشية الاحتفالات الوطنية والعالمية بعيد ميلاده الوطني، الذي يُشكّل بالتأكيد عيداً أممياً كعيد أي زعيم أممي وأيديولوجي أخر يَكتسب الاحتفال به أهمية دولية في خضم مقارعة المتربصين بالأوطان والانسان، وألية فاعلة وداعمة ومسانِدة للثقة القومية والوطنية، ومُصلّبةً للذات النضالية والشخصية الاستقلالية الزوتشيه، للذود عن حِياض الوطن بفلسفة الوِحدة – ، أقول، يُصرّح القائد كيم جونغ وون مفاخراً بكيان بلاده الوطني، إن جيشنا وشعبنا يرتبطان اليوم بعلاقة رفاقية مع القائد ويتّحدان بقلب واحد حول حزب العمل الكوري الباني، ويجب علينا أن نكمّل حتماً قضية زوتشيه الثورية، وقضية سونكون الثورية التي ابتدأت فعاليتها بمحبة رفاقية وانتصرت بها وعلى أساسها.
المارشال المحترم كيم جونغ وون الذي هو القائد الأعلى للجيش الشعبي الكوري، يؤكد في مسيرته القيادية، ان مبادئ المحبة والثقة والفضيلة هي أساس النجاح في النضال الاممي لردع القوى الامبريالية الخارجية ولجمها في مساعيها عن احتلال كوريا وتصفية مكتسبات كوريا في الحقول السياسية والعسكرية والتصنيعية والاجتماعية والوطنية، وهي مكتسبات رفعت كوريا الديمقراطية الى مصاف الدول الصناعية الكبرى برغم صِغر مساحتها وسكانها ال25 مليوناً تقريباً .
في كوريا يَحتفلون اليوم بأعياد أممية، وفقاً للتقاليد الزوتشية، وهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع الدفاعي في كوريا وعن قامتها العالية ومكانتها العَليّة في الحقول كافة، سيّما مكانة وقوى الجيش الشعبي الكوري، الذي تحوّل منذ لحظة التحرّر والاستقلال الى جيش مُنتج في الحياة اليومية للشعب، وواحداً من وسائل الانتاج الوطني في الصناعة والزراعة والاشغال العامة وعمليات إنقاذ المواطنين في الأماكن القصية والنائية والصعبة بطبوغرافيتها، وفي هذا المجال يُرشدُ المارشال الكوري رفاقه، بالتأكيد بالذات على جنود وضباط الجيش ان يعيشوا ويعملوا في مواقع التدريبات، متمسكين بالسلاح وبأخوّة السلاح، والعمل المُنتج للمجتمع والشعب، لكي يَصير جميعهم مظلة لزملائهم والشعب في أحلك الظروف وأصعبها، وخلال التقلبات الجوية، وعند هطول المطر أو اكتساح الثلوج للبلاد، وان يدعم الجنود بأكتافهم بعضهم بعضاً في تلكم الأعمال، وأن يَصيروا جسراً لغيرهم في عبور المشاق، وجسراً للطلبة في عبور جداول المياه والانهار، ونعلاً سليماً في طريق المسيرة البعيدة، وناراً في العراء والبرد، ونسيماً عليلاً في الأجواء الحارة، وترساً لوقاية الناس من الرصاص الغادر، وأن يَصيروا قاعدةً لمَنصّة التتويج للجنود الأبطال في يوم تتألق فيه على صدورهم الأُوسمة والميداليات برغم أُنوف المتربصين وحناجر الناعقين واحتكارات الإعلام العالمية الثرية مالاً وسُطوة.
*رئيس المجلس الاردني والعربي للتضامن مع الشعب الكوري ومُناصرة توحيد شطري شبه جزيرة كوريا