الإعلام الصيني والعربية (2) في رسالة المَسموع والمَقروء والمرئي
موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي:
قال صلى الله عليه وسلم ( إطلبوا العلم ولو في الصين).
في بعض التعريفات العامة للإعلام أنه مايُؤخذ به بالعِلم والمعرفة وسُبل الإعلام بها وكيفية إيصال المعرفة والعِلم إلى الآخرين والتعامل معها. والإعلام أيضاً ومنه الإذاعي، هو إشعار و إخبار الآخرين بما يتم معرفته ليستفيدوا منه ويَتعلموه ويُعلموه للآخرين, ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، أمرنا بالعِلم والمعرفة ولو كانت في الصين.
والعرب هم الذين يتكلمون بالعربية بفصاحة ولسان قويم، لكن كل مَن يتكلّم باللغة العربية هو أيضاً عربي. لذا، فإن كادر الإعلام الصيني الذي يَنشر بالعربية هو كادر عربي مثلنا تماماً سيّما عندما يتكلم بالعربية، وعندما يَنقل لنا مِن العِلم والمعرفة والثقافة والحضارة ما يتيسّر له من العلوم والمعلومات عن وطنهم الصيني الكبير .
والإعلاميون والكتّاب الصينيون إهتموا إهتماماً كبيراً باللغة العربية منذ تأسيس الصين، ومعظمهم تعلم لغتنا العربية بشكل صحيح وسليم فأصبح عربياً بكل ما تعنيه الكلمة, وهذا مانراه ونسمعه من خلال الإعلام الصيني المرئي والمسموع والمقروء. ولغة هؤلاء العربية جعلتهم يتعرّفون وبسرعة كبيرة جداً على حضارتنا وتاريخنا وثقافتنا وقيمنا ومبادئنا الإجتماعية الخ, فأصبح هناك تمازج وانسجام إعلامي وثقافي وإذاعي بيننا وبين الصين، لا يستطيع أحد في العالم أن يحل رباطه أو يُبعثره. ولغتنا العربية التي تعلموها سهّلت للاعلاميين الصينيين نقل المعلومات والأخبار الصينية بكل مجالاتها للشعوب العربية والإسلامية.
ولقد كانت لغتنا العربية وتبقى لهؤلاء معجزة إستطاعوا من خلالها أن يتفهموا قضايا أمتنا بلغة أهلها العرب كوسيلة أساسية لنقل كل المعلومات الصحيحة لشعبهم الصيني وللعالم أجمع, فأحسنوا إستخدام لغتنا أكثر من شعوبنا نفسها التي تستخدم في قنواتها الإعلامية لهجات لا يتمتع المشاهد والمستمع بها لكونها غريبة على لغتنا العربية الفصحى وطارئة.
ولقد كانت لغتنا أيضا من الإيجابيات الكبرى التي جعلت الصينيين يتصدّون من خلالها للكثير من السلبيات لِما قد تقع فيه شعوب أمتنا العربية والإسلامية من شطط لغوي وثقافي. ولو تحدثنا عن الإذاعة الصينية الدولية الناطقة بالعربية لأدركنا أنها وسيلة إعلامية كبرى ومستقيمة سياسياً وأخلاقياً وسلوكياً فنجحت من خلال تضافر جهود مشتركة ومكثفة لكادرها الإعلامي الصيني في مدِّ جسور التعاون الصيني العربي بصورة يحق لهم الفخر بها.
والإعلام الصيني المسموع وإذاعته الصينية الدولية وقسمها العربي عمل ومنذ تأسيسه وتأسيسها على إنارة الطريق القويم اعلامياً وعلمياً واجتماعياً وسياسياً للشعب الصيني والعالم، فقد كان للقسم العربي في الاذاعة الصيني أكبر الأثر في نشر المعلومات الوافية والصادقة عن الصين وشعبها وتاريخها وجغرافيتها وعن ثقافة العرب والمسلمين في الصين وفي الدول العربية والإسلامية, فغدت إذاعة الصين الدولية العربية وما زالت وستبقى جسراً للتواصل الإعلامي والثقافي بين الأمم الصينية والعربية والإسلامية, أما كادرها الإعلامي والإذاعي فهو يحمل مسؤوليات كبيرة في نشر تلك الثقافات وفي مد أسس التواصل بين الشعوب, وهو بحق خير مِن يقوم بحمل تلك المسؤولية العالمية الكبرى.
إن العمل الإعلامي والإذاعي عمل شاق يحتاج لمتابعة وبحث وتقصي للحقائق وللأحداث كما وللإتصال الشخصي والمباشر مع المستمعين خصوصاً والناس عموماً، وفي كل مكان يتواجدون فيه, لذلك عملت إذاعة الصين الدولية العربية وهي تعمل على تزويد الناس بالأخبار والمعلومات الصحيحة والحقائق الواضحة والأنباء الحقيقية, ماساعد الشعب الصيني والشعوب العربية والإسلامية على تكوين رأي صائب عن كل ما يدور من أحداث في الصين والعالم أجمع.
والإعلام الصيني بشكل عام والمسموع بشكل خاص بُني على قاعدة الصدق في جَمع معلوماته وأخباره حول كل حدث ومشكلة وأزمة داخلية وخارجية, لأن الإعلام وبشكل عام وكلي إذا خلا من الصدق لا يصبح إعلاما سليماً وصحيحاً وصحياً, وإنما يكون قائماً على التضليل والأكاذيب وخداع الناس بنشر دعايات وإدعاءات فاسدة ومفسدة ومغرضة عندما تقلب الحق إلى باطل, كما يجري اليوم وللأسف الشديد في بعض وسائل الإعلام العربي والعالمي, الذي أستغل الإعلام ليحوله لأداة وقوة سياسية لنشر الفتن الطائفية والمذهبية.
وفي إستغلال الغرب للإعلام كوسيلة هجومية، نرى محاولاته التي تجري لإثارة البلبلة في الصين ومدنها ومقاطعاتها، وبالذات في المدن والمناطق الصينية الغربية، وبعض تلك التي غالبية سكانها من الصينيين المسلمين، حيث يحاول الغرب توظيف الاعلام ضد الحكومة الصينية وجيش الصين العظيم من خلال شعارات دينية ومذهبية وعرقية مُحرَّفة وبغيضة, لكن تلك المحاولات باءت بالفشل لوعي وحكمة القيادة الصينية والشعب الصيني بكل أديانه وطوائفه وأعراقه بما يُخطط ضدهم, وقد كان الفضل الأكبر للإعلام الصيني ولإذاعة الصين العربية التي ساهمت بنشر الكثير من الحقائق حتى تم إفشال كل ذلك المخطط الغربي اللعين.
ويعود كل ذلك النجاح الذي أحرزته إذاعة الصين العربية وقنواتها المتعددة لِما تمتاز به من رُقي فن الإتصال مع الآخرين وبالذات الإتصال الجماهيري المباشر الذي كشف للشعب الصيني بكل أعراقه وللشعوب العربية والإسلامية تلكم الفرق بين الإعلام الكاذب المَبني على الدعاية والإشاعة والكذب، وبين الإعلام الصادق الذي يُبنى على الحق والصدق في نقل الخبر والمعلومة, فكل الإحترام والحب والتقدير لكل القائمين على الإعلام الصيني عموماً والإعلام الصيني العربي خصوصاً، وبالدرجة الاولى للقسم العربي لإذاعة الصين الدولية, لأن ذلك الاعلام أصبح يُمثّل المنابر الإعلامية الحرة والديمقراطية حقاً، وتلك الشريفة التي تمثّل الحق والحقيقية، ويَهدف الى توحد الأمم لا تفريقها، لذا تصادقها الشعوب وتساندها وتفخر بها.
…..
* عضو في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء الصين وباحــــــث وكاتـــــــب أردنـــــــــــــــي