مقالة خاصة: رحلة الرئيس الصيني المثمرة للشرق الأوسط تلقي الضوء على التزام الصين ببناء نمط جديد من العلاقات الدولية
عاد الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الصين اليوم (الأحد) بعد ان اختتم رحلته التاريخية إلى السعودية ومصر وإيران بتوافقات واسعة و52 اتفاقية تعاون لتعميق مشاركة بكين البناءة مع المنطقة التي تعاني فى الوقت الحالى ولكنها واعدة .
وإن الجولة الشرق أوسطية المثمرة التي استمرت خمسة أيام واكتملت بها بصمة شي العالمية برهنت مرة أخرى على التزام الدولة الآسيوية العملاقة بدعم السلام والتنمية في العالم وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية يمثل التعاون المربح للجميع.
–الارتقاء بالعلاقات السياسية
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم السبت ملخصا الزيارة انها كانت عملا دبلوماسيا ناجحا عمق علاقات الصداقة التقليدية للصين وتعاونها العملي مع الدول الثلاث والمنطقة بأكملها وأسهم في المصالحة والسلام والتنمية الإقليمية.
ورفعت الصين علاقاتها مع السعودية وإيران إلى علاقات شراكة استراتيجية شاملة خلال زيارة شي وتعهدت بالعمل مع مصر من أجل إضافة المزيد من القيم لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.
وأشادت منظمات إقليمية من بينها منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية أيضا بزيارة شي وأعربوا عن استعدادهم لتقوية الثقة المشتركة وتعميق التعاون المربح للجانبين مع الصين.
وقال نبيل العربي, الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الصين لطالما وقفت مع العالم النامي, مضيفا أن العالم العربي مستعد للعمل بشكل وثيق مع الصين في القطاعات السياسية والاقتصادية وقطاعات أخرى تعود بالنفع على الطرفين.
ــ دعم التعاون المربح للجانبين
حصلت مبادرة الحزام والطريق, وهى رؤية طموحة طرحها شي في عام 2013 لدعم الترابط الداخلي والتنمية المشتركة على طريقي الحرير البري والبحري القديمين ,على دعم وشعبية كبيرين خلال رحلة شي.
وقال وزير الخارجية الصينى إن السعودية ومصر وإيران, بمواقعهم الجغرافية الفريدة وصلاتهم التاريخية الغنية مع الصين, هم شركاء طبيعيون للصين في تنفيذ المبادرة.
واتفق شي وقادة الدول الثلاث على تنسيق خطط التنمية الخاصة ببلادهم والسعى وراء تعاون متبادل النفع فى إطار مبادرة الحزام والطريق التي تضم الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21.
وأكد الرئيس الصيني من جديد أن المبادرة ليست عملا منفردا للصين بأى حال من الأحوال ولكنها سيمفونية تضم جميع الدول الموجودة على الطريق, ومنها نصف الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي.
وإستأنفت الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال وجود شي في السعودية محادثات التجارة الحرة بينهما “واختتمت المفاوضات بشأن تجارة السلع من حيث المبدأ بشكل جوهرى “. وسيتم إبرام اتفاق شامل خلال هذا العام.
وأشار العديد من المراقبين إلى أن روح طريق الحرير, التي تتسم بالسلام والتعاون وتتفق مع قيم الإسلام وجهود الصين في المنطقة، تظهر أن الصين أكثر من مجرد مشتر للنفط.
وقال المراقبون إن ما تفعله الصين يمثل نموذجا حقيقيا للتعاون متبادل النفع وسيساعد الشرق الأوسط على تحسين قدرتهم على النمو بشكل مستقل.
ــ دعم التعلم المتبادل
وقال وانغ إن رحلة شي أسهمت أيضا في التبادلات التى صمدت للزمن بين الحضارتين الصينية والإسلامية العريقتين وعززت التفاهم المشترك بين الشعب الصينى وشعوب الشرق الأوسط.
وقال شي في مقالة موقعة نشرتها جريدة ((الرياض)) السعودية إن التفاعل والتعلم المتبادل بين الحضارة الصين والحضارة الإسلامية جزء مهم في تاريخ التبادلات بين الحضارات .
وحث الرئيس الصيني خلال زيارته على القيام بجهود مشتركة لرفض أفكار التطرف ومعارضة ربط الإرهاب بأية دولة أو دين أو فصيل ديني محدد.
وتحدث وانغ عن الكلمة التي ألقاها شي في مقر جامعة الدول العربية قائلا إن “حل الصين” الذي اقترحه الرئيس الصيني والذي يتعامل مع السلام والتنمية باعتبارهما الجوهر , يستهدف معا أعراض أزمة الشرق الأوسط وأسبابها الجذرية.
وحث شي في كلمته دول الشرق الأوسط على حل خلافاتهم من خلال الحوار والتعامل مع الورطة الإقليمية من خلال التنمية.
وأشار وانغ إلى أن المبادئ الدبلوماسية الصينية ومن بينها احترام السيادة وعدم التدخل حصلت على تقدير بالإجماع في المنطقة.
وأضاف وانغ أن مواقف بكين الثابتة في معالجة النزاعات عن طريق الوسائل السياسية وترك الأمم المتحدة تقوم بدور أكبر نالت تقديرا واسعا من الدول الإقليمية.