في ذكرى تأسيس (الاتحاد الدولي).. التطوعية والجماعية ونُكران الذات شعارنا
موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*
في الاول من يناير/ كانون الثاني هذا العام يكون قد انقضى خمس سنين وشهران على تأسيس (الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين).
ومن الضروري بهذه المناسبة أن نوجّه الشكر لكل أعضاء المجلس القيادي التنفيذي وأعضاء الهيئة الإدارية العربية – الدولية ، والقيادات الاقليمية والمحلية والأعضاء والنشطاء الإتحاديين كافة، الذين واكبوا الإعلان عن تأسيس (الاتحاد)، وساروا معه والى جانبه في مشواره اليومي الصَعب، لتمكين فكرته وإعلاء هيئته وقامته الفارهة في الجماهير والشعوب العربية، ولنقل الفكرة – التي لم يَسبق لها مثيل في التاريخ الحديث -، الى حيّز التنفيذ بصُورٍ مُبدعة وحملها الى حلقات جديدة من المهتمين.
إن تأسيس (الاتحاد) وعمله لم يَحتاج الى أية ميزانيات داخلية، فلم يَطلب (الاتحاد) من أحد نقوداً، وعمل تماماً بعكس الهيئات والجهات الاخرى الكثيرة، – وتُسمّى عادة منظمات مجتمع مدني – ، التي هي فور تأسيسها تبدأ في العادة رحلة البحث عمن يتبرّع إليها، والإسراع بتحصيل الأموال والهدايا، فغدت في شكلها وجوهرها مشاريع شخصية بأهداف ضيّقة ومكسبية وانتهازية ووقتية للاغتناء والشهرة، بعيداً عن أية أهداف سامية.
الشعارات الرئيسية التي يرفعها (الاتحاد الدولي)، ثلاثة هي: “في سبيل أنسنة العلاقات البشرية والتضامن الاممي”؛ “الفرد للجماعة والجماعة للفرد”؛ و “لا اشتراكات وانتسابات مالية.. بل مشتركات نضالية”.
وبالتالي، فإن (الاتحاد الدولي) يتّخذ لنفسه شكلاً خاصاً جديداً في عمله الاستراتيجي، فهو يرفض رفضاً تامّاً تلقي أية إشتراكات أو تبرعات مالية من الأعضاء، والحال مشابه تجاه الاصدقاء أيضاً. وبالتالي، هو لم ولا يَستجدي أحداً، وبقي مستقلاً إستقلالاً كاملاً، لأن القضية المالية لا تؤثر أبداً على سيادته واستقلالية، ولا مكان لها في قراراته وهيكليته التنظيمية، وهو ما يشير الى أن اعضاء (الاتحاد) من قمة الهرم التنظيمي الى قاعدته، يفيضون بالحيوية الانسانية وعُمق الادراك السياسي وطبيعة التحالفات الدولية، وهم مِثالا يُحتذى في نكران الذات.
إن أعضاء (الاتحاد الدولي) إذ يُغطّون تكاليف الفعاليات الاتحادية التي تخص الصداقة مع جمهورية الصين الشعبية من تلقاء أنفسهم، وبروح رياضية، يُكرّسون غالبية أنشطتهم للتحالف معها، ولمحاولة فهمها على نحو أفضل وأعمق، ونشر الأنباء عنها في الاوساط الشعبية والعلمية والثقافية، وفي محاولة لفض الحصار الدولي من حولها، لكون ما ينشر إتحادياً يُعبِّر عن وجهات نظر متقدمة وواعية عن الصين.
ويقوم (الاتحاد) كذلك بتلبية احتياجات الجهات القيادية الصينية من الأخبار عن علاقات البلدان العربية في المجالات التعاونية مع الصين، ويقف من تلقاء نفسه بوجه الهجمة الدولية والرجعية على الصين منذ اندلاع حرب التدخل الاجنبي على سوريا وبلدان عربية عديدة، حيث رفع البعض شعارات غريبة ومُستهجَنة لم تـُرفع سابقاً، وأغلبها مقاطعة الصين تجارياً واقتصادياً وثقافياً، وأسسوا لذلك الهدف مواقع خاصة بهم على شبكة الانترنت والفيسبوك، وهو ما لم ينجح برغم إتساع تلك الحملة وعُمقها وشمولها ل”منظمات مجتمع مدني”، وأحزاب سياسية وشخصيات صحفية وإعلامية وكتّاب وغيرهم ممن إئتلفوا في تظاهرات وفعاليات ضد الصين، ولم يجتمعوا بوجه الاستعمار التاريخي على الأمة العربية !
لدى (الاتحاد الدولي) موقع إخباري عربي ناشط بعنوان “الصين بعيون عربية”، ومكاتبه في الجهورية اللبنانية، وموقع أخر نصف اتحادي يعمل في المملكة المغربية إسمه “أسيا بريس”. ويترأس الاول الأخ محمود ريا – الإعلامي والكاتب الشهير، وهو مدير عام مواقع إعلامية أخرى؛ بينما يترأس الثاني الأخ فؤاد الغزيزر – الكاتب المعروف ورئيس المركز الجامعي للدراسات المغربية – الصينية في جامعة سيدي محمد بن عبدالله في مدينة فاس، وكلاهما شخصيتان على درجة كبرى من الاهمية في عالم الكتابة والبحث والدراسة والتخصص بشؤون الصين والعرب.
ومن الضروري التنويه الى ان الاخوين فؤاد ومحمود “يَصرفان على الموقعين” من جيبهما الخاص، وهما يقتطعان من ميزانية عائلتيهما نقوداً لخدمة الموقعين الإعلاميين، ولا يطلبان مساندة مالية من أحد، اللهم في حالة واحدة فقط، هي نشرهما لإعلانات تجارية مدفوعة الأجر لمن يرغب.
كثيرون لم يصدّقوا، وهم لا يصدقون للآن، الواقع التطوعي والجماعي المُبدع ونكران الذات لدى أعضاء (الاتحاد الدولي) في مجال عمله الإعلامي والتنظيمي، ذلك أن الواقع العربي الثقافي والإعلامي المُشوّه بجزء كبير منه، قد اعتاد واستكان خلال عشرات السنين للدعم الغربي الواسع لمنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية، بحيث صار تأسيس تلك المنظمات والاحزاب في كل مجال، تقليداً مَقبولاً اجتماعياً، ومجالاً دولياً لصناعة الشخصية الاجتماعية بأوامر خارجية. وغدت تلك المنظمات تقليعة عصرية تهدف لحماية الحيوان والنبات، لكن عدا حمايتها الانسان!؟؛ كما وأصبح الحديث فيها كثيراً، على شاكلة المُمَاحَكات والجَدل الأثيني البيزنطي الذي لا نهاية له: “كم عدد الملائكة الذين بإمكانهم الوقوف على رأس إبرة!”، فغدت تلك طحناً في الماء، لا فائدة ترجى منها، لأنها بيزنطيات لا تصل لعالمي الفلورا والفاونا، ناهيك عن وصولها لعالم الانسان ومعالجتها مصالحه !
*مسؤول المطبوعات ولنشر والملف الاسلامي بالصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.
مقالة مهمة عن الاتحاد الدولي امل ان ينشر اعضاء الاتحاد في موضوعها تباعا