الصين.. كرة القدم “بقرار رئاسي”
تبحث الصين عن موطئ قدم لها على خريطة كرة القدم العالمية، يوازي ثقلها الصناعي والسياسي والعسكري وتأثيرها الدولي، ويعادل تصدرها لقائمة أكبر دول العالم من حيث التعداد السكاني بما يقترب من 1.4 مليار نسمة.
ويفسر ذلك الاستثمارات الضخمة في صفقات تعقدها أندية كرة قدم صينية مؤخرا، التي لا تعكس هوس الشعب الصيني باللعبة الشعبية الأولى في العالم، بل هي فيما يبدو تطبيق حرفي لتوجه حكومي للاهتمام بكرة القدم يدعمه الرئيس الصيني شخصيا.
ففي فترة الانتقالات الشتوية الحالية وحدها، أنفقت أندية الصين 204 ملايين يورو لضم لاعبين جدد، بينها رقم قياسي عندما دفع نادي جيانغسو سونينغ مبلغ 28 مليون يورو لضم لاعب وسط تشلسي راميريز.
إلا أن هذا الرقم لم يصمد سوى لأيام، وسرعان ما تحطم بصفقة صينية أخرى قيمتها 42 مليون يورو، بطلاها نادي غوانغتشو إيفرغراند بطل آسيا والدوري الصيني والمهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز القادم من أتلتيكو مدريد.
كما جذب الدوري الصيني نجوما مثل الإيفواري جرفينيو، الذي انتقل من روما الإيطالي إلى هيباي تشاينا مقابل 18 مليون يورو، في حين تعاقد شانغهاي شينهوا مع الدولي الكولومبي فريدي غوارين مقابل 13 مليون يورو قادما من إنتر ميلانو الإيطالي، ولا يزال أمام أندية الصين حتى 26 فبراير الجاري للتعاقد مع لاعبين جدد.
وسبق لأندية صينية أن تعاقدت مع لاعبين في خريف العمر، من أمثال نيكولاس أنيلكا وديدييه دروغبا وسيدو كيتا وكارستن يانكر وفابيو روشينباك.
ومن شأن التعاقدات الجديدة جعل الأندية الصينية قوة ضاربة في المسابقات الآسيوية، التي تنطلق الشهر المقبل بدور المجموعات.
وتأتي حمى التعاقد مع اللاعبين بعد أن أعلنت لجنة في الحزب الشيوعي برئاسة شي جين بينغ رئيس الصين وأشد أنصار اللعبة، أن “إنعاش كرة القدم واجب لجعل الصين قوة عظمى رياضية في إطار الحلم الصيني”.
وعندما كان نائبا للرئيس عام 2011، أعرب شي عن أمله في أن يصبح منتخب الصين الذي يحتل حاليا المركز الثاني والثمانين في تصنيف الفيفا، قادرا على إحراز كأس العالم، وهو حلم يبدو صعب المنال بالنظر إلى خريطة الكرة العالمية.
ومن أبرز النقاط في مشروع الرئيس لتطوير كرة القدم في الصين، إنشاء 50 ألف مدرسة كرة خلال السنوات العشر المقبلة، وإجبار بعض التلاميذ على ممارسة كرة القدم.