الهيئات المنظمات الاسلامية بالصين .. الجمعية الإسلامية الصينية (1)
موقع الصين بعيون عربية ـ
جَمع وإعداد: الشيح محمد حسن التويمي*:
الجمعية الإسلامية الصينية هي منظمة دينية وطنية تجمع تحت جناحيها جميع المسلمين الصينيين من العرقيات كافة، ويقع مقرها في مدينة بكين. وكان الإعداد لتأسيسها قد بدأ في عهد الرئيس والزعيم المُحرّر للصين وباني الدولة الشعبية والاشتراكية الصينية ماوتسي تونغ، في يوليو 1952، بجهود الشخصيات الإسلامية الصينية الأشهر، بمن فيهم ليو غه بينغ، ويانغ جينغ رن، ودا بو شنغ، وما جيان، وبانغ شي تشيان، وما يوه هواي وغيرهم، واكتمل تأسيسها في بكين، بتاريخ 11 مايو من العام التالي 1953.
وتعتبر هذه الجمعية أول منظمة وطنية إسلامية موحدة، ومثّل ذلك أمراً غير مسبوق في تاريخ الصين، ويدل دلالة واضحة على تحقيق الوحدة الكبرى لجميع المسلمين من العرقيات المختلفة. وشكلت الجمعية جسراً بين الحزب والحكومة والجماعات المسلمة. وعقدت الجمعية تسعة مؤتمرات وطنية خلال أكثر من 50 عاماً بعد تأسيسها، وكان الرؤساء السابقون هم بُرھان شهيدي، محمد علي تشانغ جي، الياس يا شين هي، صليحة آن شي وي، والرئيس الحالي هو هلال الدين تشن قوانغ يوان.
وتهدف الجمعية إلى توحيد وقيادة المسلمين الصينيين من كل الطوائف لدعم قيادة الحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي، والإمتثال للقوانين وأنظمة الدولة، وانتهاج طريق لتكيف الإسلام مع المجتمع الاشتراكي، والمُضي قُدماً في التمسّك بالتقاليد الجميلة للإسلام والوطنية، وطاعة الله وحب الناس، والدعوة إلى التحلي بمكارم الأخلاق، لنيل الخير في الدنيا وحياة أبدية في الآخرة، ودعم فكرة السلام، والتمسّك بمبدأ الاستقلال والإدارة الذاتية، والحفاظ على الانسجام الديني والوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي، وتوحيد الوطن والسلام العالمي، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والإسهام في بناء مجتمع متناغم.
الأنشطة والمهام الرئيسية للجمعية :
(أ) تنفيذ المفهوم العلمي للتنمية وحفز المسلمين للمشاركة بنشاط في بناء الحضارات المادية الاشتراكية والسياسية والروحية والايكولوجية على هدى نظرية دنغ شياو بينغ والفكر الهام “للتمثيلات الثلاثة” من أجل خدمة التنمية المستقرة للوطن بشكل عام.
(ب) مساعدة الحكومة في تنفيذ سياسة الصين الخاصة بالحرية الدينية، والقيام بدور همزة وصل لحماية الحقوق والمصالح المشروعة لجميع المجموعات العرقية من المسلمين.
(ج) رعاية الشؤون الإسلامية في إطار الدستور والقوانين واللوائح والسياسات، وتنفيذ الأنشطة الإسلامية.
(د) القيام بأعمال تفسير القرآن الكريم وتنفيذ بناء الفكر الإسلامي، وتقديم تفسيرات للقضايا الدينية التي تهم المسلمين وفقاً لروح الإسلام الأساسية والتنمية الاجتماعية وتماشياً مع تقدم العصر.
(ه) تنظيم التعليم الإسلامي وتدريب العاملين في حقل التعليم الإسلامي.
(و) استكشاف وترتيب التراث التاريخي والثقافي الإسلامي الممتاز، وإجراء دراسات أكاديمية ثقافية إسلامية، ودراسة وترجمة ونشر الكتب الإسلامية.
(ز) إعداد القواعد الإدارية واللوائح الداخلية السليمة للإسلام.
(ح) توجيه أعمال الجمعية الإسلامية في أنحاء البلاد.
(ط) دفع فروع الجمعية الإسلامية والمساجد في أنحاء البلاد إلى القيام بخدمة الوطن والشعب وخدمة المجتمع لدعم القضية الإسلامية.
(ي) تنظيم سفر جميع العرقيات من المسلمين إلى مكة المكرمة لأداء الحج.
(ك) تنفيذ التبادلات الودية مع الدول الإسلامية والمنظمات الإسلامية، وتعزيز التبادلات والتعاون بينها والصين.
وتضم المؤسسات التابعة للجمعية على الإدارة العامة، وإدارة الشؤون الإسلامية، والإدارة الدولية، ومكتب التفسير، ومكتب الحج، وإدارة الدراسات الثقافية الإسلامية، ومكتب تحرير مجلة “المسلمين الصينيين”، وكذلك ادارات أخرى تقتضيها احتياجات العمل الإضافية.
ومع تطور الأوضاع، استحدث توسّع جديد لأعمال الجمعية. وأكد الاجتماع المشترك للمجلس الوطني لأمناء فروع الجمعية الذي عقد عام 1996 في بكين، تعزيز بناء الجمعية نفسها، والسعي إلى جعل الإسلام يتكيف مع قضايا المجتمع الاشتراكي وبإبداع، وانطلاق الأنشطة التي أقرت لتوليد نموذج لدور المساجد.
وقد عُقد الاجتماع الثالث للدورة السادسة للجنة الدائمة للجمعية في عام 1998 على كيفية إدارة المعهد الإسلامي لتكثيف قضايا التدريب الإسلامي للقرن الجديد، وأجريت دراسة متأنية ومناقشات جدية، وتشكّلت آراء متوافق عليها.
وتقيم الجمعية بشكل منتظم مسابقات لتلاوة القرآن الكريم وخطب الوعظ، ويتم اختيار مشاركين من مساجد بجميع أنحاء البلاد لحضور هذه المسابقات في بكين. وييتم ايضاً اختيار الممثلين الممتازين للاشتراك في مسابقات التلاوة في المملكة العربية السعودية ومصر وماليزيا وغيرها من البلدان. وتدفع الجمعية من خلال ذلك الى تنمية الشؤون الثقافة الإسلامية الصينية، وتعزيز التبادلات الثقافية بين المسلمين الصينيين ومسلمي الدول الأخرى.
ومن أجل تعزيز العلاقات بين مختلف مسلمي العرقيات في البلاد ولتوجيه عمل فروع الجمعية، قامت الأخيرة بإنشاء صلات واسعة مع فروع الجمعية الإسلامية بالمقاطعات والبلديات والمناطق الذاتية الحكم. وكثيراً ما ترسل الجمعية موظفين إلى أنحاء البلاد لفهم وضع حياة المسلمين ومساعدتهم على حل بعض المشاكل المتعلقة بالحياة الدينية الإسلامية.
ووفقاً للاحصاءات الصينية الناشرة بالعربية، فإن هناك أكثر من 500 فرع للجمعية الإسلامية في جميع أنحاء البلاد، ويبلغ عدد الموظفين أكثر من عشرة آلاف شخص، ويتمسك الموظفون بخدمة المسلمين عبر حماسهم واندفاعهم في أعمالهم.
وعقد المؤتمر الإسلامي الوطني الصيني التاسع بمدينة بكين في ديسمبر عام 2011، وحضر المؤتمر 367 ممثلاً للمسلمين من كافة المجالات في جميع أنحاء البلاد.
وطالب المؤتمر الجمعية الإسلامية الصينية الجديدة بتنفيذ المهام التالية بنشاط:
(أ) الاستمرار بثبات في مساعدة الحزب والحكومة على تنفيذ سياسة الحرية الدينية والمبادئ الدينية الأساسية بالكامل، واتباع طريق تكيف الاسلام مع المجتمع الاشتراكي بثبات، وارشاد جميع المسلمين من مختلف العرقيات إلى المشاركة بنشاط في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبناء مجتمع مزدهر.
(ب) رفع راية الوطنية والوحدة والتقدم عالياً، والتنفيذ الكامل لكلمة هامة لرئيس اللجنة الوطنية العاشرة للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيا تشينغ لين في اجتماع الذكرى العاشرة للأعمال التفسيرية، والفهم التام لأهمية أعمال التفسير، واتخاذ تدابير فعالة لتعميق العمل التفسيري، وتعزيز بناء الفكر الإسلامي، والتمسك بروح الأساسية للإسلام، ودحض المغالطات والتطرف الديني، والإسهام في حماية الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي، وتوحيد البلاد.
(ج) مواصلة تعزيز تطوير التعليم الإسلامي، وتأهيل الجيل المقبل من الخلفاء المؤهلين لقضية الإسلام تأهيلا عاليا، وتعزيز بناء معاهد إسلامية في أنحاء البلاد، واكمال مشروع توسيع المعهد الإسلامي الصيني بشكل جيد لمواكبة رعاية قيادة الحزب ورغبات المسلمين.
(د) تعزيز أعمال الإعلام والنشر للثقافة الإسلامية وبحوثها الأكاديمية، ووراثة وتطوير تقاليد الإسلام الجميلة في الصين، ومواصلة تعزيز التنمية السليمة للدين الإسلامي في الصين عبر تقوية المرشد الفكري والنظري الايجابي من خلال البحوث الثقافية والأكاديمية.
(ه) تعزيز تنظيم الحج، والتحسين المستمر للخدمات، وضمان الحج بسلامة ونظام وتهذيب تحت إدارة معيارية.
(و) العمل بنشاط على تنمية الاتصالات الودية مع الدول الأخرى، وتعزيز التبادلات والتعاون الدولي، وتعزيز الصداقة بين المسلمين الصينيين والعالم الإسلامي.
(ز) تعزيز البناء الذاتي للجمعية نفسها، والمواصلة في تحسين أسلوب العمل وتحسين تأهيل الموظفين وقدراتهم العملية لخدمة المسلمين، وتعزيز الوعي بالوضع العام والمسؤولية وروح الخدمة والتعلم والدراسة، ومساعدة الدوائر الحكومية على أداء الأعمال الإسلامية بشكل جيد.
ـ مصادر إعلامية استخدمت في جمع وإعداد الدراسة:
1/”مجلة الصين اليوم” مقالة بعنوان: “الجمعية الإسلامية الصينية تاريخ من التضامن الوحدة”، بقلم ماجد تشنغ بوه رونغ.
2/ شبكة الصين. أضواء على الجمعية الإسلامية الصينية.24/09/2014.
3/ نقابة معلمي القرآن الكريم – ليبيا – فيسبوك.
4/ موقع “حلقات”.
5/ المواقع الصينية باللغة العربية.
*عضو ناشط في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين ومسؤول الملف الاسلامي في الصين ومسؤول المطبوعات والمنشورات “بالاتحاد الدولي”.