“وثيقة” فزيارة رئاسية.. الصين تعود للعالم العربي
موقع الصين بعيون عربية ـ
علاء ساغة*:
نَشرت الصين وثيقة في غاية الأهمية، عن سياستها مع العالم العربي سابقاً ولاحقاً، وهي الوثيقة الاولى التي تنشر منذ عملية الإصلاح والانفتاح الصينية في أواخر سبعينات القرن العشرين.
بعد نشر الوثيقة، زار الرئيس الصيني شي جينبينغ بلدين عربيين هما بالترتيب المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وحل ضيفاً في بلد إسلامي غير عربي هو جمهورية إيران الاسلامية.
تمخّضت عن الزيارة إتفاقيات تجارية واستثمارية بمئات المليارات، ستنمو الى أحجام أكبر مع مرور الوقت وتوافر أسواق جديدة واستثمارات أوسع في بلدان العالم العربي والخليج.
الرئيس شي زار دولاً كبرى ذات وزن مهم في المنطقة العربية والاسلامية، لكن هذا لا يَعني البتة أن الدول الاخرى ذات المساحات والاقتصادات المختلفة غير مهمة، بل هي رديف مهم وفاعل في عمليات التنمية والاقتصاد والاسواق، وفي الإنتاج والتلاقح الحضاري والثقافي والانساني، وهي تتمتع بالكثير الذي يمكن للصين ان توظّف قدراتها فيه، بل هي ستعمل على هذا التوظيف من خلال طريق الحرير الجديد المُسمّى مبادرة “الحزام والطرق”، التي طرحها الرئيس شي شخصياً بُعيد تسمنّه رئاسة الدولة.
مُبادرة “الحزام الطريق” ستشمل عشرات بلدان في أسيا، ومنها الاردن بالطبع. ومن مناطق أسيا ستنطلق قوافل التجارة والاستثمار والعلوم الجديدة الى أفريقيا وأًوروبا، عودة على طريق الحرير القديم البري والبحري الذي وصل الى مناطق الاردن – العقبة، البترا ومدن الشمال. وفي هذا الاتساع الجغرافي سوف يكون لمختلف الدول مساهمات فاعلة في الحقول كافة، وستغني جميعها مختلف جوانب المشروع – المبادرة الصينية الرئاسية، وسيكون لها انعكاسات مهمة للغاية على كل عائلة أًردنية وعربية، سيّما لناحية توفير الأعمال والأشغال والانفراج الاجتماعي والطبقي والسِّلم الاجتماعي – الذي يُعاني حالياً من توترات على طول طريق الحرير الجديد، لأسباب كثيرة لا مجال هنا لذكر أسبابها ولا لتشريح طبائعها.
المُلفت للانتباه بشدة، أن الصين في “الوثيقة” ترى ضرورة تكاتف الجميع في عملية التنمية، وعدم التدخل في شؤون مختلف الدول كبيرها وصغيرها، ولذا، يتّسم الاستثمار الصيني في شتى الدول بالمصداقية والثبات والانتاجية والاخلاص للعلاقات مع المُضيفين، وهي أسباب مهمة لجهة نجاح أي مشروع أياً كان لونه وطبيعته.
نُحيّي الرئيس الصديق شي جينبينغ وجمهورية الصين الشعبية ومؤسساتها لعودتهم للعالم العربي بزخم هائل ولافت، وللنقلات النوعية التي تجريها القيادة الصينية نحو العرب جميعاً، في مختلف دولهم، ونتطلع الى زيارة الرئيس شي للاردن والدول العربية الاخرى، ودول آسيا، لتعزيز التوجهات الاقتصادية الصينية، التي تفيد الجميع وتقطع دابر الفاقة والفقر والعجر الاقتصادي والبطالات المُقنعة التي تعانيها مُولّدات الحضارة الانسانية في القارات القديمة وشعوبها الذكية.
*عضو اردني ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين ومدير في الاستثمار السياحي والفندقي.